يطالب سكان بلدية ميزرانة الواقعة على بعد حوالي 38 كلم شمال مدينة تيزي وزو، بضرورة تدعيم منطقتهم بالغاز الطبيعي، نظرا للمعاناة الشديدة التي يتكبدونها لاسيما أيام موسم الشتاء الناجمة عن غياب هذه المادة الحيوية، وكذلك بحكم موقع البلدية القريب من المرتفعات الجبلية وكذا لقربها من شواطئ بحر مدينة تيقزيرت· تدعيم 24 قرية تتوفر عليها بلدية ميزرانة بالغاز الطبيعي يبقى مطلبا ملحا من طرف سكانها، حيث أكد المواطنون من خلال تصريحاتهم ل ''الجزائرنيوز'' أن الوضع على مستوى بلديتهم أضحى لا يطاق، بسبب ما يتكبدونه من عناء البحث عن قارورات غاز البوتان على امتداد أيام السنة، وتزداد معاناتهم أكثر في أيام موسم الشتاء أين يميز المنطقة جو جد بارد خصوصا في المناطق الجبلية ذات الغطاء النباتي الكثيف، كما أن المنطقة ليست بعيدة عن شواطئ مدينة تيقزيرت، ما يجعل العيش فيها واقعا مرا أيام الشتاء، مؤكدين في نفس الإطار أن المراسلات والشكاوى العديدة التي رفعوها إلى السلطات المحلية وكذا مديرية الطاقة والمناجم بتيزي وزو من أجل تخصيص برنامج تنموي خاص بمنطقتهم من شأنه أن يزودها بهذه المادة التي تبقى ضرورية في حياة السكان، لم تلق أي استجابة فعلية من طرف هؤلاء المسؤولين الذين وبحسبهم اكتفوا بالوعود الكلامية التي لا أساس لها في الواقع بالرغم من مرور وقت طويل عليها· وفي ظل غياب هذا المطلب، لا تزال معاناة السكان متواصلة في البحث عن هذه المادة التي يتزودون بها من النقاط الخاصة ببيع قارورات غاز البوتان المتواجدة بمركز البلدية، وهي النقاط التي تشهد مشكلا كبيرا في عملية التوزيع، حيث أن أغلبيتها وفي أيام تهاطل الأمطار وتساقط الثلوج تعرف ازدحاما كبيرا، بسبب نقص هذه المادة، الأمر الذي يتسبب في ارتفاع سعر القارورة الواحدة إلى أزيد من 600 دج في السوق السوداء لندرتها· من جهة أخرى، وبالنسبة للمناطق الجبلية البعيدة التي لا تصلها هذه المادة، يبقى السبيل الوحيد لديها لمواجهة قساوة الشتاء، هو الاعتماد على الطرق التقليدية في التدفئة وكذا الطبخ على حد سواء· وعلى صعيد آخر، وحسبما أكده مصدر قريب من مديرية الطاقة والمناجم لولاية تيزي وزو، فإن المشاكل والمعارضة الشديدة التي يواجهها مشروع تزويد بلدية تيقزيرت بالغاز الطبيعي من طرف السكان المحليين الذين يطالبون بتعويضات مالية غير منطقية للأراضي التي تعبرها أنابيب الغاز، حالت دون تزويد المناطق المجاورة لها بالغاز الطبيعي، مشيرا في نفس الوقت إلى أن المديرية تبذل كل ما في وسعها من أجل تجاوز هذا الوضع، وإن استدعى الأمر التوجه للجهات القضائية من أجل حل هذا النزاع القائم حول ملكية العقار ومسألة التعويضات، مضيفا أنه استنادا إلى المعلومات الأولية المتوفرة إليه، فإن السلطات الولائية توصلت إلى حل مبدئي مع الأطراف المعنية، ما يجعل تزويد منطقة تيقزيرت بالغاز الطبيعي في غضون الأشهر القليلة المتبقية، ثم توسيع العملية لتشمل بعض المناطق المجاورة لها·