دخلت جمعية نادي الدراسات الاقتصادية بكلية الخروبة على الخط، محددة موقفها من التدابير المتخذة في سبيل إحداث استقرار عاجل في سوق المواد الغذائية لاسميا الواسعة الاستهلاك. وعرفت هذه المواد ارتفاعا غير مسبوق تحت دفع حركة مضاربة محتكرة كل شيء، توجه السوق حسب الاهواء وتتركها تسير حيث المصلحة ولو أدى بها الأمر إلى اشعال فتيل أزمة وانهيار. حدث هذا مؤخرا مع موجة الاحتجاجات التي تحولت إلى مسار آخر وسادها أعمال شغب وعنف ونهب كادت أن تؤدي إلى نتيجة وخيمة لولا تدخل اصحاب الضمائر الحية من اهل الأحياء، ووقوفهم بالمرصاد ضد اللصوصية والمناداة بملء الفم: «كفى تخريبا للمنشآت والمرافق التي أعيد بناؤها بشق الأنفس بعد سنين الفوضى والجنون وعشرية الإرهاب». من هذه الزاوية، تتحرك الجمعية التي انشئت عام 1989 في اطار الإنفتاح السياسي والتعددية الحزبية. وقررت ان تكون لها مساهمة في قراءة للتدابير المتخذة من أجل استقرار الأسعار في الجزائر، وهي قراءة يقدمها الخبير بشير مصيطفي في ندوة علمية هذا الاربعاء بالمدرج «ج» في كلية الخروبة حول الموضوع الحساس، مجيبا على الاشكالية المطروحة هل أن ما أتخذ من اجراء حلا جذريا لوضع غير طبيعي مهتز تحركه بارونات من كل مكان. وذكر بلال هني في تصريح ل «الشعب» بأبعاد التظاهرة التي حُضرت بدقة وكان التجاوب كبيرا معها. وحسب بلال هني رئيس لجنة البحث في الجمعية التي تضم 40 منخرطا كلهم طلبة بكلية الاقتصاد فان ندوة الأربعاء غايتها اطلاع الحضور بمحتوى الاجراءات المتخذة واهدافها وغاياتها، واظهار للملأ كيف يمكن للجمعيات أن تلعب دور الشريك في المشاريع والبرامج. وهي تنشط ضمن هذه النقطة المحورية في المجتمع، لازالة الصورة الخاطئة المرسخة في الذهن وهي صورة تضع كل الجمعيات في سلة واحدة. وتوجه اليها اصابع الاتهام بأنها ريعية تتحرك في المناسبات لاغير. وعن سبب تأخر الجمعية العلمية نادي الدراسات الاقتصادية في هذا المسعى، اكد عدلي محمد عماد الدين مسؤول الميزانية أن هذه المسألة فرضتها الظروف وحتمتها مرحلة التحضير التي لم تكن بالسهولة المرجوة. وواصل عدلي محمد ان المهم في الندوة انها مناسبة سانحة للحديث عن وضعية سوق المواد الغذائية، وشرح التدابير الاستعجالية من السلطات العمومية للتهدئة ولتجاوز الفوضى، والحيلولة دون السقوط مرة اخرى في الاضطرابات والقلاقل وماتحمله من تداعيات خطيرة على الأمن الوطني. وعن موقفه من التدابير، اكد عدلي محمد انها ظرفية، وحل مؤقت، طارئ وهي تكسب قيمة وقوة بآليات اضافية ليس فقط لتنظيم السوق، وتحريره من بارونات المضاربة، لكن الولوج الى تسوية تعقيدات متراكمة في صدارتها مشاكل الشباب من شغل وتكفل جذي. وقامت الجمعية منذ انشائها بانشطة متعددة تقول أن اهدافها مرافقة الطلبة في معركة التحصيل العلمي المعرفي وتزويدهم بالمعارف الآنية، ومد جسور اتصال مع المحيط المتحرك الذي يلعب فيه الاقتصاد الدور المهيمن. كما تكمن الأهداف في التعامل مع المؤسسات والجامعات المهتمة بالاقتصاد، واقامة علاقة جدلية معها تفيد وتستفيد. وبفضل هذه العلاقة تجمع الجمعية مؤلفات ومصادر علمية حول اهم القضايا واكثرها انشغالا للشباب. واهم حدث قامت به عام 2010، مشاركة رئيسها عبد اللطيف شنيتي الطالب في السنة الرابعة ليسانس في عرض وجهة نظر الجمعية حول قانون المالية للسنة الماضية امام نواب المجلس الشعبي الوطني. وكشفت طروحاته للنواب، عن جدوى اشراك الجمعيات في كل قرارات ومشاريع مصيرية تخدم الجزائر وتؤمنها من أي طارئ. وبينت المداخلة كم هو مجديا فتح قنوات الحوار للاستماع للانشغالات، بقلب مفتوح وعقل مسؤول بعيدا عن اي اقصاء وتهميش.