تخيم على شهر رمضان المعظم، الذي سيحل بعد أيام قليلة، دعوات إلى مقاطعة اللحوم الحمراء التي أطلقتها الفدرالية الوطنية لجمعيات حماية المستهلك، في وقت كثفت وزارة الفلاحة من جهودها لتوفير اللحوم المجمدة بنوعيها وهي المهمة التي أوكلت إلى مؤسسة »برودا« لإغراق السوق بهذا المنتوج خلال الشهر الفضيل، للحفاظ على استقرار الأسعار، وكسر محاولات المضاربين والسماسرة الرامية لرفعها عشية كل مناسبة دينية. انضم رئيس مجلس إدارة شركة تسيير المساهمات للانتاج الحيواني (برودا) كمال شادي، إلى المباركين لقرار مقاطعة اللحوم الحمراء، مادام أن الإجراء يرمي كما قال إلى حماية القدرة الشرائية للمواطن. وقال شادي في تصريح خص به ”الشعب”، أننا نساند أي قرار من شأنه تحسين القدرة الشرائية للمواطن، ويضمن استقرار الأسعار، مضيفا أن كل “ما يهمنا اتخاذ مبادرات تساهم في استقرار السوق، وتوفير العرض المناسب للطلب«. وأكد في هذا السياق، أن شركة تسيير المساهمات للانتاج الحيواني »برودا« أخذت على عاتقها هذا الأمر، حيث سعت منذ إنشاءها إلى توفير مخزون وطني من اللحوم المجمدة، لتلبية طلبات المستهلكين، وضمان التوازن في السوق سيما خلال شهر رمضان، حيث تعرف الأسعار ارتفاعا فاحشا، بسبب جشع بعض التجار والجزارين الذين يحولون شهر الصيام، إلى مناسبة للربح السريع. وأعلن شادي عن توفير مخزون من اللحوم الحمراء والبيضاء المجمدة، لتغطية طلبات المستهلكين خلال شهر رمضان المعظم، بلغ بالنسبة للحوم البيضاء 10 آلاف طن، فيما رفض الإفصاح عن كمية اللحوم الحمراء المجمدة، تفاديا لاستغلال السماسرة والمضاربين الظرف، لكسر العملية، عن طريق الإحتكار. وستطرح الكميات المخزنة التي شرع في توزيعها على نقاط البيع منذ الفاتح جويلية الجاري، بأسعار معقولة، تصل ل260 دينار جزائري للكليوغرام الواحد من الدجاج بزيادة 10 دج عن السنة الماضية وتترواح بين 450 دينار جزائري، و550 دينار بالنسبة للحوم الحمراء. وبرر شادي، رفع سعر الدجاج، مقارنة بالسنوات الماضية حيث كان يباع الكليوغرام الواحد ب250 دج، بارتفاع تكاليف تربية الدواجن، خاصة الأغذية التي شهدت ارتفاعا على مستوى الأسواق الدولية، ومعلوم أن الجزائر ما زالت في تبعية للخارج في مجال أغذية الدواجن. ولضمان وصول، اللحوم المجمدة بنوعيها إلى المستهلك، كشف شادي عن توسيع شبكة التوزيع ورفع عدد نقاط البيع من 361 نقطة بيع إلى 600 هذه السنة، كما تم فتح نقاطا جديدة على مستوى ولايات الجنوب على غرار بشار، تمنراست، تندوف، حيث سيباع المنتوج بنفس سعر الشمال، كما جندت الشركة حسب مسؤولها وكلاء تجاريين لمراقبة نقاط البيع، ومنع تجار الجملة ونصف الجملة من بيع اللحوم المجمدة، بأسعار مرتفعة، ودفعهم بالتالي إلى إحترام دفتر الشروط. وشدد شادي، في هذا السياق، على معاقبة كل تاجر يخل بدفتر الشروط، بنزع صفقة البيع منه، مثلما حدث السنة الماضية، حيث سجلت الشركة تجاوزات من قبل بعض التجار وهو ما ترفض تكراره هذه السنة. بالمقابل، أكد رئيس شركة برودا، سلامة اللحوم المستوردة، مبددا تخوف المواطنين، من عدم احترامها لشروط الذبح الإسلامية، وقال في هذا الشأن أنه تم إيفاد لجنة خاصة إلى الهند البلد الذي تم استيراد اللحوم منه، للوقوف على إتمام الصفقة بدأ من التأكد من صحة البقر، مراقبة عملية الذبح، وصولا إلى شحن اللحوم إلى ميناء الجزائر، حيث خضعت مرة أخرى إلى مراقبة صارمة من طرف المسؤولين.
