رمز للكفاح والصّمود في وجه الاستعمار الغاشم

أكّد مشاركون، أمس، في منتدى الذاكرة الذي تناول الحديث عن مساهمة منطقة الطاسيلي ناجر في المقاومة الشعبية والثورة التحريرية، أنّ هذه المنطقة تعد «رمزا للكفاح والصّمود في وجه الاستعمار الفرنسي الغاشم».
أفاد الأستاذ المؤرخ محمد لحسن زغيدي، في مداخلته خلال المنتدى الذي نظمته جمعية «مشعل الشهيد بالتنسيق مع جريدة «المجاهد»، موازاة مع الاحتفال بذكرى عيد النصر، «الأهمية الجيو-استراتيجية لمنطقة الطاسيلي ناجر، وأبعادها المصيرية بالنسبة للمقاومة الشعبية والثورة التحريرية».
وأضاف أنّ المنطقة «عرفت كغيرها من مناطق الوطن مقاومة شرسة ضد المستعمر الفرنسي، الذي وجد نفسه في مواجهة كبيرة مع سكان أهل المنطقة (الطوارق) المتمسّكين بأرضهم والرافضين للاستعمار بكل أشكاله»، مشيرا الى أنّ الزعيمين أمود بن المختار والشيخ ابراهيم بن بكدة «قادا أكبر المعارك التي أجهضت مخططات فرنسا لفصل الجنوب عن الجزائر، والتي تواصلت إلى غاية احتلال فرنسا لجانت سنة 1920، حيث شارك فيها رجال عرفوا بصلابتهم وحبهم للوطن».
ولفت الأستاذ زغيدي إلى أنّ الشيخ ابراهيم بن بكدة «عاد لمواصلة الكفاح ضد المستعمر سنة 1955 بعد اندلاع ثورة التحرير، حيث التقى آنذاك أحد قادة الثورة، أحمد بن بلة، وأعرب له عن استعداده للمساهمة في الثورة ليصبح مسؤولا في جبهة التحرير الوطني بمنطقة الطاسيلي ناجر، واستمر في ذلك إلى غاية الاستقلال».
وفي سياق متصل، ذكّر بشخصيات أخرى من الصحراء الكبرى للجزائر «كان لها دور هام إبان الثورة وبعد الاستقلال، وساهمت في الحفاظ على وحدة الجزائر وتلاحم أبنائها، أمثال ابراهيم غومة، الحاج موسى أخاموك ومحمود قمامة»، داعيا السلطات العليا إلى «إطلاق أسمائهم على شوارع الجزائر حتى تتذكّر الأجيال القادمة تضحياتهم في سبيل الوطن». من جانبه، تحدّث نجل الشهيد ابراهيم عمارة، المنحدر من غرداية والذي استشهد بإليزي، عن «عمق المقاومة في الجنوب قبل وبعد ثورة التحرير، والتلاحم الذي كان سائدا بين أبناء الوطن الواحد، وترجم عبر الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم»، داعيا إلى «الاقتداء بالسلف والحفاظ على الوحدة الوطنية من أي محاولات لضربها».