نحو بلوغ 30 مليون هكتار من الأراضي المستغلة بلغ معدل إنتاج الحبوب 27 قنطارا في الهكتار الواحد حسب الأرقام الرسمية الأخيرة، وتحقيق الأمن الغذائي يستدعي، حسب الخبراء، تسخيرا أكثر للجامعة وإعداد البحوث لتطوير هذه الشعبة الإستراتيجية، إضافة إلى الاعتماد على التقنيات الحديثة وذلك بتكثيف استخدام المكننة. حياة. ك يكتسي تدعيم الجانب التقني أهمية بالغة في مسار تحسين مردودية إنتاج الحبوب كمّا وكيفا. وقد سطرت الحكومة برنامجا وطنيا يندرج ضمن الإستراتيجية الوطنية لسنة 2020 والتي تمتد إلى غاية 2024 والهادفة إلى تطوير زراعة الحبوب عبر مختلف مناطق الوطن، لبلوغ مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في الجزائر إلى 30 مليون هكتار، المساحة المستغلة، أي تعطي إنتاجا أوفر. غير أن مساحتها حاليا تتراوح ما بين 5 إلى 8 ملايين هكتار، والأراضي المتبقية عبارة عن سهوب شاسعة مستغلة في الرعي وتربية المواشي، ولا يمكن، حسب المختصين، أن يتم كثيف الزراعة بها، عدا بعض الزراعات على غرار البصل الذي حقق منتوجا وافرا خلال الموسم الفلاحي 2021، لأن هذه الأراضي تتسم بالهشاشة وقلة مياهها وبالتالي التكثيف يؤثر على نظامها الإيكولوجي. مرافقة وحماية المزارعين من الكوارث ويرتقب إنتاج 32 مليون قنطار من القمح خلال الموسم الفلاحي 2023، وهذا ما يرفع إنتاج الجزائر مقارنة مع العام الماضي بأكثر من 100٪، ما سيساهم في تقليص حجم الاستيراد وفاتورته الباهظة. لكن تطوير إنتاج هذه الشعبة، حسب الخبير الاقتصادي في المجال الفلاحي علي داودي، يتطلب إعداد برنامج بحث خاص يمتد لسنوات طويلة، ودعم الدولة من خلال القروض الموجهة الى الاستثمارات الفلاحية الكبيرة، مبرزا أن الأراضي المزروعة في الجزائر لا تتعدى 8 ملايين هكتار على المستوى الوطني، في حين أن الجزائر تمتلك مساحات شاسعة تقدر ب30 مليون هكتار من الأراضي الجافة وشبه الجافة، وهي عبارة عن سهوب مترامية الأطراف موجهة للرعي ولتربية المواشي، ولا يمكن، حسب الخبير، استغلال هذه المساحة في الزراعة المكثفة ومنها الحبوب، لأنها تساهم في كسر شعبة تربية المواشي. وأكد، أمس، لدى استضافته في القناة الإذاعية الثالثة «ضيف التحرير»، ضرورة اعتماد تقنية تكثيف زراعة الحبوب والرفع من عدد المستثمرات المستغلة وتوسيع مساحتها، والشروع في برنامج بحث حقيقي حول الحبوب لتطوير هذه الشعبة، يمتد لسنوات طوال، والاعتماد على تقنيات الري وحتى تقنيات التخزين. ودعا الخبير إلى تفضيل الأصناف القصيرة التي تستجيب بشكل جيد للري في مختلف المراحل المناخية للجزائر، بالإضافة الى تطوير حلول مبتكرة تناسب جميع أقاليم الوطن. كما دعا دوادي الدولة إلى الالتزام بمرافقة وحماية المزارعين من الكوارث المناخية، لاسيما الجفاف، قصد تحفيزهم على بذل المزيد من الجهود في مجال زيادة إنتاج الحبوب. وبالنسبة لتكثيف الزراعات، فإنه يرى أن يراعى فيها بشكل كبير الجانب البيئي، قصد الحفاظ على نفس مستوى الإنتاج، مع ضمان منتوج نوعي لا يؤثر على صحة المستهلكين ولا يدمر الأنظمة البيئية.