أظهرت الأحداث والاستطلاعات الميدانية الأخيرة ببومرداس تنامي كبير لظاهرة العنف والجريمة بكل أشكالها وسط المجتمع، وخاصة بين فئات الشباب والمراهقين على الخصوص الذين وجدوا في الشارع ملاذا لهم بعد أن تراجع دور الأسرة والأولياء في التربية والمتابعة، كما زادت ظاهرة التسرب المدرسي من تغذية هذه الآفة الخطيرة التي أضحت معضلة حقيقية، تتطلّب المزيد من التعاون وتضافر جهود الجميع من أجل التخفيف منها وحماية الأبناء من ولوج عالم الجريمة، مستعينين بذلك بوسائل التكنولوجية الحديثة خاصة الأنترنت وقنوات التواصل الاجتماعي المعروفة بالفايسبوك. أظهرت البيانات والحصيلة الشهرية المقدّمة دوريا من طرف مديرية الأمن الولائي لبومرداس ارتفاعا مطردا لظاهرة العنف في الوسط المدرسي والاجتماعي، مع تحول تدريجي نحو الجريمة المنظمة، حيث تحوّلت عملية قتل إنسان لأتفه الأسباب حالة عادية في ظل غياب الضمير والأخلاق والردع القانوني الصارم لمثل هذه الآفات السلبية، التي أصبحت حسب العديد من الأخصائيين النفسانيين والاجتماعيين دخيلة على المجتمع الجزائري. وقد بيّنت حصيلة شهر سبتمبر الأخيرة تسجيل ومعالجة 193 قضية إجرامية، تورّط فيها 155 شخصا بالإضافة إلى نساء وقصر من مختلف الأعمار، شكّلت فيها قضايا الاعتداءات على الأشخاص والممتلكات العامة النسبة الأكبر، تضاف إليها قضايا المتاجرة واستهلاك المخدرات بين الشباب التي تحوّلت هي الأخرى إلى عقبة كبيرة، حيث بيّنت الدراسات أنّ النسبة الأكبر من قضايا العنف والإجرام من سرقة وغيرها مرتبطة بهذا الوسط المتعفن المعروف بأوكار المخدرات التي استعصت في بعض المناطق على مصالح الأمن بالنظر إلى قوة انتشارها وتوغلها حتى بين تلاميذ المدارس وفئة البنات على الأخص.
رئيس خلية الإعلام لأمن بومرداس: "ظاهرة يغذّيها التسرب وانسحاب الأولياء" كشف رئيس خلية الإعلام والاتصال لأمن بومرداس، الملازم أول كريمو تواتي، في ردّه على أسباب تنامي ظاهرة العنف والجريمة ببومرداس والاحتياطات التي وضعتها المديرية للتقليل منها، أنّ ظاهرة التسرب المدرسي الكبير واستقالة الأسرة والأولياء والتخلي عن دورهم ومسؤولياتهم في حماية أبنائهم من هذه الآفة قد شكّل أهم سبب في توسع وانتشار قضايا الإجرام والعنف، كما أنّ المدرسة لم تعد أيضا تؤدي دورها كاملا في التوعية والتربية، وهذا بناء كما قال على الدراسة الميدانية التي قامت بها مديرية الأمن الوطني بالتعاون مع مديرية التربية ومشاركة عدة أخصائيين نفسانيين واجتماعيين مع بداية سنة 2013، التي أظهرت عن وجود خلل كبير في العلاقة التي تجمع كافة الأطراف داخل المدرسة سواء بين التلميذ والأستاذ أو بين الأستاذ والمدير، وكلها ظواهر غذّت العنف ولم تعالجه،. كما أدى استقالة الأولياء إلى تشجيع الأبناء والقصر على التمرد الاجتماعي والأخلاقي، وعدم الالتزام بقيم المجتمع، وبالتالي ما هو التفسير الموضوعي يقول رئيس خلية الإعلام عندما يقع القبض على أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و12 سنة متسكّعين في واجهة البحر عند الساعة منتصف الليل، ومن المسؤول هنا؟ يقول مصدرنا.وعن طرق معالجة الظاهرة والتخفيف منها، حمّل رئيس خلية الإعلام المسؤولية لجميع الأطراف بما فيهم أئمة المساجد المطالبين بمزيد من دروس التوعية والتحسيس بمخاطر الجريمة وسط العائلة والمجتمع، مع العمل على تسطير برامج وحملات تحسيسية في الوسط المدرسي لحماية التلاميذ من هذه الآفة.مع الإشارة في الأخير أنّ موضوع العنف والجريمة تحوّل إلى سلوك يومي لدى بعض الفئات من المجتمع، كما أنّ القتل باستعمال السلاح الأبيض ومختلف الآلات الحادة أصبح ظاهرة يومية كان آخرها وفاة شاب في ال 18 عشر من العمر نهاية الأسبوع في برج منايل شرق بومرداس، وإصابة شقيقه بجروح خطيرة تسبّب فيه شخص من نفس الحي، كما تسبّب شجار جماعي بين عائلتين بذات البلدية إلى تسجيل عدة إصابات وجروح متفاوتة الخطورة، والعيّنة طويلة.