دعا المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة إلياس بوكراع، لفتح نقاش حول الأمن القومي الداخلي وتوعية الشعب حول الخطر الذي يهدّد حدودنا الشرقية والغربية، خاصة في ظل تنامي الشبكات الجهادية وشبكات المافيا، مؤكدا في ندوة نقاش نظمها أمس منتدى جريدة”الشعب” بعنوان “ليبيا...أي تطورات محتملة؟”، أن الجزائر لا يمكنها تسوية القضية الليبية لوحدها، مما يتطلب تحالفا إقليميا أو عالميا بين الدول، كون الحل الانفرادي بات غير مجديا في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن روسيا عادت بقوة بعدما كانت غائبة تماما في المنطقة. أوضح بوكراع، في رده على أسئلة المتدخلين أن الحل للنزاعات في ليبيا شامل وسياسي في نفس الوقت، وإذا كان هذا الأخير غير ممكن يبقى الحل العسكري، وحسبه أن الجانب الاستخباراتي يلعب دوره في الحروب، كما أشار إلى أن روسيا ملتزمة بالملف السوري، والآن عادت بقوة بعدما كانت غائبة تماما في المنطقة التي هي منطقة نفوذ قديمة للاتحاد السوفياتي خاصة سوريا والعراق وغيرها من الدول، حيث أصبحت اليوم الفاعل الرئيسي في المنطقة، وهذا في رده عن سؤال للصحفي آيت عمارة من قناة الميادين. وأضاف المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، أن المفهوم التقليدي للأمن والقوة بما يسمى الحدود والدفاع الوطني بال وتجاوزه الزمن وهو لا يصلح، قائلا:« اليوم نحن أمام تناقض بين الأمن الداخلي والعولمة”، مبرزا ضرورة التعاون بين الدول في حل النزاعات الدولية المعقدة، قائلا:« لا يمكن لأية قوة ودولة وطنية أن تقوم لوحدها بحل مشكل إقليمي لا يوجد أمن وطني ودفاع وطني نحن مجبرون للذهاب نحو منطق الدفاع والأمن الإقليمي”. وقال المحاضر أن المشكل يبقى في التوفيق بين المصلحة القومية الوطنية، حيث أن الحل موجود في الجزائر كوننا نملك سابقة في مكافحة الإرهاب، حيث أبرمت الجزائر اتفاقيات أمنية مع بلدان بأوروبا والولايات المتحدةالأمريكية، مشيرا إلى أن الجزائر وحدها لا يمكنها حل الأزمة الليبية، مهما كان موقفها ونفس الأمر بالنسبة لدول أخرى، مثلما يجري في الشأن السياسي الداخلي، حيث لا يمكن لأي حزب سياسي تسوية الإشكاليات المطروحة على الساحة الوطنية، وأن الحلول الانفرداية انتهى أمرها. وشدّد بوكراع، على ضرورة الدخول في تحالف والتكتل سواء جهويا أو عالميا لتسوية الصراعات الدولية، خاصة الأزمة الليبية المعقدة لأن الرهانات والمصالح هي نفسها، وهو الحل الأمثل في منطقة المغرب العربي، قائلا:« الإشكالية الأساسية للبلد هو اندماج الجزائر في التوجه العالمي لأنه خيار لا مفر منه....فلا يمكننا العيش لوحدنا بحكم طبيعة النزاعات التي تغيرت”. وفي رده عن سؤال حول مدى تأثير المسألة الأمازيغية على الأمن القومي الداخلي، أوضح المحاضر أن المشكل في الجزائر ليس في اللغة أو الدين بل المشكلة المطروحة تكمن في إرساء الديمقراطية، و- حسبه - فالقوى العظمى تستعمل التعارض في الهوية الوطنية لتدمير الدول، داعيا لفتح نقاش حول الأمن القومي الداخلي وتوعية الشعب حول الخطر الذي يهدد حدودنا الشرقية والغربية، خاصة في ظل تنامي الشبكات الجهادية وشبكات المافيا، كون الدفاع الوطني يهم كل فئات المجتمع. مشيرا إلى أن المغرب تمكن من تفكيك 125 شبكة جهادية.