أكد المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة, إلياس بوكراع, يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة أن حل النزاعات التي يشهدها العالم العربي اليوم تتطلب تشكيل تحالف عربي "لديه نفس الرهانات والمصالح", مشددا على تمسك الجزائر بالارادة الفعلية من أجل إنجاح الحل السياسي السلمي للأزمات من بينها االازمة الليبية . وخلال تنشيطه لندوة بجريدة الشعب بعنوان: "ليبيا..أي تطورات محتملة", قال السيد بوكراع, أن الصراع في ليبيا يندرج في إطار "الصراعات المعقدة" التي تتداخل فيها العديد من العوامل الداخلية والدولية على غرار تجاذب المصالح بين القوى الاجنبية وكذا الخلافات السياسية بين مختلف الأطياف الليبية إضافة إلى "التصادمات القبلية والاثنية واللغوية والصراعات الجهوية". و يعتقد السيد بوكراع ان الصراع الليبي يندرج اليوم في إطار"إستراتيجية عالمية طورتها الدول الغربية من أجل إعادة بناء ونسج علاقاتها الاستعمارية من خلال بسط سيطرتها على الموارد الطبيعية كحل لها لتجاوز أزمتها الاقتصادية وإعادة بناء امبراطوريتها الاستعمارية من خلال كسر الدول القومية وإعادة تقسيمها". و قال الباحث الجزائري أنه "لا يمكن معرفة أو التنبؤ بما سيحدث في ليبيا إلا من خلال ادراج الازمة في مجالها السوسيوجيوغرافي" مشيرا إلى أنه في حال نشوب حرب سيتأثر المجال الجغرافي للمنطقة بما يصل الى نحو 15 مليون مربع أين يقبع نحو 533 مليون ساكن وهو ما يمثل نحو 30 بالمائة من اجمالي سكان قارة إفريقيا". وعليه خلص السيد بوكراع بالقول أن حل الازمة الليبية يتصادم في الواقع مع مصالح التيارات المسيطرة الغربية التي "لا تريد حلا سياسيا" للازمة. وأكد أن الجزائر تبقى من بين "الدول المتمسكة بتحقيق حل سياسي في ليبيا حفاظا على وحدة و سيادة ليبيا و كذا على استقرار المنطقة. وأكد السيد بوكراع على صعيد آخر ان العالم يواجه اليوم مسألة التوفيق بين الامن الداخلي ومسألة العولمة, مضيفا أنه "لا يوجد أي قوة وطنية يمكنها وحدها حل مشكل وطني ولا يمكن لأي دولة وطنية منفردة من حل مشكل جهوي".