تميزت جلسات إستجواب المتهمين غير الموقوفين المتابعين بجنح الرشوة و إستغلال النفوذ و الإستفادة من إمتيازات التي تنتهي اليوم على أن يتم السماع للطرف المدني بداية من يوم غد الأحد ، بنكهة خاصة أخرجت المحاكمة من الروتين الذي طبعها لأسابيع ، و ضحك الحضور في القاعة كثيرا ، لدرجة البكاء من بين هؤلاء القاضية رئيسة الجلسة و أعضاء المحكمة الجنائية ، و تجاوز ممثل الإدعاء العام ما تعرض له من إنتقادات جارحة وصلت إلى حد التهديد ، في إحدى الجلسات و إنتقلت المصطلحات من " الشكارة" الذي طغى على الأيام الأولى من الجلسات إلى عبارات طريفة . "طلاب" يسافر إلى مرسيليا 10 مرات في العام الواحد لم يجد الأمين العام للتعاضدية العامة لعمال البريد و المواصلات ، المتهم غير الموقوف ،المتابع بجنح الرشوة و الإستفادة من إمتيازات و إستغلال النفوذ ، وسيلة لتبرير إستفادة التعاضدية من سيارة هبة من طرف مجموعة الخليفة بعد إيداع أموال التعاضدية في إحدى وكالات بنك الخليفة إلا القول أن التعاضدية إضطرت لطلب هذه السيارة لحاجتها الماسة إليها ، و حاول إقناع القاضية و ممثل النيابة أنه فعل خيرا عند سؤاله حول بطاقة السفر المجانية من خليفة للطيران ، بالقول " نحن طلابين لانكف عن طرح مطالب لكل الجهات لإعانتنا" لكن القاضية التي يبدو أنه لم يقنعها ، ترد عليه بذكاء و تطرح عليه قضية الرحلات العشرة التي قام بها إلى مرسيليا خلال سنة واحدة فقط " و بعد أن عجز عن تبرير ذلك ، قال "إنه يحب السفر" ، و يبدو هذا النقابي ، أنه كان أجرأ المتهمين الذين مثلوا أمام المحكمة الجنائية ، و أمام ملاحظات القاضية ، قام بالإعتذار عن رفع صوته عدة مرات مما جعلها تؤكد له أنه أمام محكمة و ليس نقابة. إستلمت البطاقة المجانية لأن الرسول يحب الهدايا و برر هذا المتهم إستفادته من بطاقة سفر مجانية صالحة لمدة سنة ، أمام إلحاح أسئلة ممثل الإدعاء العام ، بأنه أخذ البطاقة بمفرده ، لأن الرسول( ص) كان يحب الهدية مما أثار إستياء ممثل النيابة الذي طلب منه ألا يتطاول على الرسول و يحترم المحكمة خاصة و أنه ظل يردد أنه قام بإيداع أموال التعاضدية دون إستشارة مجلس الإدارة ، بثقة الأعضاء فيه ثقة كاملة و أن عمال البريد ممثلين أحسن تمثيل في الجزائر ، وأشارت عليه القاضية بإلتزام الإحترام قائلة " ما تقباحش" ، و هي أيضا نفس الملاحظات التي وجهتها لعدد من المتهمين الذين حاولوا الخروج عن إطار الأجوبة . لكن المثير في سماع رئيس اللجنة الوطنية للخدمات الإجتماعية لعمال التربية التابعة للإتحادية الوطنية الذي تنقل إلى دبي رفقة أفراد أسرته ، مجانا من طرف خليفة آروايز ، أن تكاليف السفر كانت قرضا ، لتبرير صرفه ما يعادل 1300 دولار في هذه الرحلة رغم أن حسابه بالعملة الصعبة كان صفر ، لكن القاضية رددت عدة مرات أن السفر باطل و التحواس"باطل". أرجعت السيارة الرشوة لأني أحب الدرك الوطني ألح أعضاء التعاضدية العامة لعمال البريد و المواصلات المتهمين في قضية الخليفة الذين مثلوا أمام المحكمة الجنائية أن السيارة التي منحتها الخليفة للتعاضدية عبارة عن هبة في إطار القانون ، و عندما حاولت القاضية الإستفسار عن خلفية إرجاعها إلى النصفي إذا كانت كذلك ، ردوا أنهم فعلوا ذلك لأن أفراد الدرك الذين حققوا معهم ، طلبوا منهم ذلك و لم يكن بإمكانهم المعارضة لأنهم يحبون الدرك الوطني مما أثار القاضية التي ردت بذكاء " نحن كلنا نحترم الدرك ، هو مفخرة للجزائر " و طالبته الرد على السؤال . و إنتفض مساء الأربعاء الماضي ، المتهم غير الموقوف ب. أحمد ، في وجه ممثل النيابة الذي أمطره بالأسئلة و قال إنه مصاب بداء الضغط الدموي ، وعمره 74 عاما ، وذهب إلى أبعد من ذلك بإشارة تهديد لكن ممثل النيابة العامة تجاوز هذه القضية إعتبارا لسنه ووضعه ، و ضحك المتهمون وأعضاء المحكمة الجنائية و الحضور طويلا أمسية الربعاء بعد مثول ب. حميد مدير وحدة صناعة المشروبات الذي قال أنه رياضي لا يدخن و لا يشرب ، و عمره 60 عاما و أنه لا يستطيع التحدث باللغة العربية لكنه لا يجيد اللغة الفرنسية التي كسرها تكسيرا ، و كانت لحظات مميزة قبل أن تنطلق هذا الأسبوع إلتماسات النيابة التي ستختفي معها الإبتسامات و اللحظات الجميلة حتما. محكمة البليدة : نائلة.ب