يفتتح المنتخب الوطني الجزائري هذا المساء، صفحة جديدة من مشوار تصفيات أمم إفريقيا لكرة القدم عندما يواجه منتخب غامبيا ببانجول، لحساب الدور الثاني من تصفيات كأس إفريقيا للأمم التي ستحتضنها جنوب إفريقيا سنة 2013، وهذا بتشكيلة متجددة يقودها المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش في ثالث مهمة رسمية له على رأس المنتخب الوطني الجزائري. ويسعى المدرب السابق "للفيلة" إلى تحقيق انطلاقة جيدة مع المنتخب الوطني الذي كان غائبا مميزا عن "الكان" السابقة التي فازت بها زامبيا، وهذا من خلال العودة بالفوز على حساب منتخب غامبيا، الذي أصبح يشكل عقبة حقيقية للجزائريين. في نفس الوقت فإن تحقيق نتيجة إيجابية في هذه المباراة سيمكن الناخب الوطني من الرد على الانتقادات الكثيرة التي طالته مؤخرا بسبب استدعائه لبعض العناصر الجديدة التي تفتقد للخبرة، واستغنائه عن بعض قيادات الحرس القديم، على غرار كريم زياني ورفيق جبور . وبدا الناخب الوطني جد متفائل من خلال تصريحاته الأخيرة، والتي أكد فيها بأن المنتخب الوطني جاء إلى بانجول من أجل الفوز، وهذا رغم اعترافه بأنه سيواجه بعض الصعوبات لتحقيق ذلك، خصوصا الحرارة الشديدة التي ستؤثر على اللاعبين الجزائريين غير المتعودين على مثل هذه الأجواء في أوروبا.
مهمته الحقيقية على رأس الخضر تنطلق اليوم غامبيا أول اختبار حقيقي لوحيد خليلوزيتش هناك شبه إجماع أن مباراة هذا المساء أمام منتخب العقارب ستكون أول اختبار حقيقي للناخب الوطني الجديد، وحيد خليلوزيتش منذ توليه مهمة الإشراف على المنتخب الوطني صائفة 2011، وهذا بناء على العقد الذي كان أبرمه مع الفاف منذ حوالي ثمانية أشهر، والمتضمن تأهيل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2013 ومونديال البرازيل 2014 . وبالرغم من أن حصيلة خليلوزيتش تبقى إيجابية منذ توليه أمور الفريق الوطني، وهذا من خلال النتائج التي حققها في اللقاءات الثلاثة الأولى التي أشرف عليها لحد الآن، سواء بالنسبة المبارتين الرسميتين السابقتين للخضر، وهذا عندما عاد من تانزانيا بتعادل إيجابي ( 1 / 1 )، ثم فوزه على إفريقيا الوسطى بالجزائر (2 / 0 )، في لقاء العودة من تصفيات "كان" 2012 الفارطة، أو المباراة الودية أمام تونسبالجزائر التي انتهت بفوز الخضر ( 1 / 0 ) ، إلا أن هذه المباريات كانت عبارة عن جص نبض بالنسبة إليه، فيما ستكون مباراة اليوم بمثابة المؤشر الحقيقي لبراعته في إعادة سفينة الخضر إلى بر الأمان. ولن تكون لمدرب باريس سان جيرمان السابق أي أعذار، مهما كانت الصعوبات التي يواجهها اليوم في بانجول، وهذا بالنظر إلى العوامل العديدة التي تقف إلى جانبه، مقارنة بما عاشه المنتخب الوطني السنة الماضية في عهد المدرب السابق عبد الحق بن شيخة، حيث يملك خليلوزيتش خيارات كثيرة في جميع الخطوط، ناهيك عن الحالة البدنية الجيدة لجل اللاعبين، باستثناء غياب يبدة وبلحاج. هذا ويدرك وحيد خليلوزيتش بأن عديد السيوف بصدد انتظاره في المنعرج، وأي تعثر سيكلفه هجوما كاسحا من طرف منتقديه، وهو ما سيحاول الجنرال البوسني تجنبه من خلال لعب كامل أوراقه الرابحة في هذه المعركة الإستراتيجية بالنسبة له.
خليلوزيتش يراهن على الهجوم فيغولي، مطمور وقادير مفاتيح الفوز على غامبيا ومن دون شك، فإن الناخب الوطني يملك مفاتيح الفوز بالمباراة والتي تمكنه من فك شفرة المنتخب الغامبي، وهي الثلاثي المتألق هذا الموسم، كل من لاعب فالنسيبان الإسباني سفيان فيغولي، مهاجم أنتراخت فرانكفورت الألماني كريم مطمور ولاعب فالونسيان الفرنسي قادير، حيث تذهب جميع التكهنات باتجاه إقحام مطمور في وسط الهجوم، فيما يكون مساندا من طرف الثنائي فيغولي وقادير. وإلى جانب هذا الثلاثي، لا يمكن إقصاء مهاجم سوشو رياض بودبوز من معادلة صناعة الهجوم الجزائري، حيث بإمكانه قلب موازين المباراة في أي لحظة، يبقى فقط أن يحسن التقني البوسني توظيفهم في الهجوم.
الحالة الصحية لمهدي لحسن لا تدعو للقلق من جهته، فإن الحالة الصحية للاعب خيتافي الإسباني مهدي لحسن لا تدعو للقلق، وهذا بعدما كان يعاني من ببعض التعب أول أمس، وأكدت مصادرنا داخل المنتخب الوطني بأن لحسن سيشارك رسميا في المباراة.
نحو مشاركة كادامورو أساسيا ورغم حداثة عهده بالمنتخب الوطني، فإن الوجه الجديد لاعب ريال سوسييداد الإسباني بن طيبة كادامورو يملك حظوظا كبيرة ليكون اليوم ضمن التشكيلة الأساسية التي سيختارها خليلوزيتش. التشكيلة الأساسية المحتملة شاوشي - كادامورو - بوقرة - عنتر يحيى - مصباح - لموشية - قيغولي - لحسن - قادير - بودبوز -مطمور
حصة تدريبية واحدة على الملعب الرئيسي غير كافية وتبقى النقطة السوداء بالنسبة للمنتخب الوطني، بالرغم من التفاؤل الذي يطبع الأجواء في برمجة حصة تدريبية وحيدة هنا ببانجول، وهو الأمر الذي قد يشكل عائقا بالنسبة للمدرب الوطني، الذي لم يتمكن من العمل مع كامل العناصر خلال التربص القصير الذي أجراه الفريق في باريس، وهذا بسبب الوصول المتأخر لأربعة لاعبين أساسيين، والذين سيكتفون بإجراء حصة تدريبية واحدة فقط مع بقية المجموعة.
الاسترجاع الهاجس الوحيد للخضر وبغض النظر عن جميع المتاعب الأخرى التي قد يتعرض لها المنتخب الوطني، فإن الهاجس الحقيقي الذي يقلق خليلوزيتش هو الإرهاق الذي يعاني منه بعض اللاعبين، سيما العناصر التي التحقت صبيحة الأحد، على غرار كريم مطمور، سفيان فيغولي، بن طيبة كادامورو ورياض بودبوز.
عمل جبار قام به الطاقم الطبي لتجهيز اللاعبين قام الطاقم الطبي الموسع الذي رافق المنتخب الوطني في رحلته إلى بانجول، بقيادة الدكتور بوقلالي بعمل جبار خلال ال 24 ساعة الأخيرة، وهذا من أجل تجهيز اللاعبين المرهقين ومساعدتهم على الاسترجاع، حيث خضع عديد اللاعبين لبرنامج خاص تضمن حصصا للتدليك من أجل استرجاع قواهم، سيما العناصر التي لعبت مبارياتها يوم السبت.
روراوة: أتمنى أن يكون النصر حليفنا قال محمد روراوة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لدى وصول المنتخب الوطني إلى بانجول "لا أعرف شيئا عن غامبيا لأنها المرة الأولى التي أزور فيها هذا البلد. لا يمكنني قول أي شيء. أما بخصوص درجة الحرارة فالأمر طبيعي في هذا البلد الإفريقي وأرجو فقط أن يكون النصر حليفنا".
رورواة متذمر بسبب أرضية الملعب أبدى رئيس الفاف محمد روراوة تذمره الشديد من الإتحاد الغامبي لكرة القدم، بسبب تدهور وضعية أرضية ميدان ملعب الإستقلال، الذي سيحتضن المباراة هذا المساء. وكان رئيس الفاف قام صبيحة أمس بمعاينة الملعب والوقوف على حالة أرضيته السيئة للغاية، والتي قد تؤثر على أداء العناصر الوطنية وتمنعهم من تطوير لعبهم.
خليلوزيتش متخوف من إرهاق بعض اللاعبين أبدى المدرب الوطني بعض المخاوف من الإرهاق الذي كان يعاني منه بعض اللاعبين، سيما العناصر التي لعبت لقاءات رسمية مع انديتها يوم السبت الماضي، ولم يتسن لها المشاركة في الحصة التجريبية التي أجراها الفريق في تربص "ليس" بباريس، على غرار الرباعي مطمور، فيغولي، بودبوز، كادامورو، حسب ما كشفه مصدر من المنتخب الوطني. وطلب خليلوزيتش من طاقمه الإعتناء جيدا ببعض العناصر لتستعيد لياقتها بأقصى سرعة ممكنة.
مساعد مدرب العقارب لامين سامبو للشروق: "الجزائر لا تخيفنا وسنفوز عليها" أكد مساعد مدرب المنتخب الغامبي، لامين سامبو بأن فريقه جاهز للفوز على الجزائر، وإعادة سيناريو 2007 و2008، معتبرا بأن فريقه حضر نفسه جيدا لهذه المواجهة التي قال انها مصيرية بالنسبة لغامبيا. وأضاف لامين سامبو بأن المنتخب الغامبي سيعمل على إحراز أكبر نتيجة ممكنة، وهذا قبل مباراة العودة في الجزائر التي ستكون صعبة. وبالرغم من إعترافه بقوة المنتخب الوطني، قال مساعد مدرب العقارب بأن اللاعبين يريدون رفع التحدي بتحقيق الفوز على الجزائر.
إدارة الفندق أوقفت النشاطات الترفيهية من أجل الخضر قامت إدارة فندق "أوسيان باي" الذي يقيم فيه المنتخب الوطني بإيقاف نشاطاتها الثقافية سهرة اول امس، في حدود الساعة العاشرة ليلا وهذا بطلب من مناجير الخضر عبد الحفيظ تاسفاوت وذلك من اجل السماح للعناصر الوطنية من أخذ قسط من الراحة والخلود إلى النوم باكرا.
أرادوا تحسيس الجزائريين أنهم في سجن كبير ملاسنات حادة بين مسؤولي الفاف وممثلي الاتحادية الغامبية بسبب حصة الاسترخاء ملاسنات حادة اندلعت بين مسؤولي الفاف وفي مقدمتهم الرئيس محمد روراوة وممثلي الاتحادية الغامبية مساء يوم الاثنين دقائق قليلة بعد وصول بعثة المنتخب الوطني لكرة القدم إلى مقر إقامته بالفندق المخصص له، حيث وبعد الاسترخاء بالغرف برمج الناخب الوطني وحيد خاليلوزيتش حصة تدريبية بالقرب من الفندق، قصد تمكين عناصره من الاسترجاع، والتخلص من إرهاق طول الرحلة بين باريس وبانجول، ولدى مغادرة رفاق عنتر يحيى الفندق حتى صدموا بالحضور القوي لرجال الأمن الذين حاولوا "ترهيب" الجزائريين من خلال الالتفاف حولهم بحجة حمايتهم، قبل أن يتدخل ممثلو الاتحادية الغامبية الذين راحوا يعاتبون البعثة الجزائرية على الخروج من الفندق دون ترخيص، موهمين إياهم بخطورة الظروف الأمنية، وهو الكلام الذي ثارت لأجله ثائرة الجزائريين الذين فهموا بسرعة الرسالة، أي أن ثمة حالة طوارئ قصوى والمباراة ستجري وسط مخاوف كثيرة، فردوا عليهم بأنهم ليسوا في سجن حتى يعتكفون في غرفهم، وهي الحادثة التي كادت أن تأخذ منعرجا آخر، لأن أصحاب الأرض الذين سلكوا سبيل الترهيب والتخويف، هم في الواقع يريدون استغلال كل العوامل التي تمكنهم من هزمنا في مباراة اليوم، وهم الذين يعلمون أن المنتخب الوطني يضم في صفوفه بعض الوجوه التي لم يسبق وأن عايشت مثل تلك الظروف في القارة السمراء، ولحسن الحظ تم إخماد الحادثة، وتمكن أشبال خاليلوزيتش من التدرب والاسترخاء وعادوا بعدها إلى الفندق.
المباراة ستلعب بشبابيك مغلقة جماهير غامبيا تتوعد الخضر بهزيمة ساحقة! تعيش جماهير المنتخب الغامبي على وقع المباراة التي ستجمع منتخب بلادها اليوم مع المنتخب الوطني في إطار الدور الثاني من التصفيات المؤهلة لأمم إفريقيا 2013 التي ستقام في جنوب إفريقيا. ويمني أنصار المنتخب الغامبي أنفسهم اليوم بتحقيق فوزا مريحا أمام أشبال خليلوزيتش من أجل تمهيد الطريق للتأهل إلى الدور الأخير من التصفيات، وتحقيق الحلم الذي يراود الجميع من رئيس الجمهورية إلى أبسط مواطن، وهو الوصول إلى نهائيات أمم إفريقيا للمرة الأولى في تاريخ هذا البلد الصغير من حيث المساحة. ولا يتأخر كل من صادفنا في شوارع بنجول من الإشارة لنا أن منتخب بلاده سيفوز على الأقل بهدفين، وهو المشهد الذي تكرر معنا في كل مكان، عكس ما كان عليه الحال في الأيام الماضية، أين كانت توحي الأجواء السابقة أن المباراة غير مهمة. وينتظر أن يعرف ملعب الاستقلال اليوم حضور قياسي للجماهير تتقدمهم أعلى السلطات في البلد التي تراهن على منح دعم معنوي كبير للاعبين من أجل تحقيق الفوز وتكرار سيناريو سنتي 2007 و2008، عندما فشل المنتخب الوطني في تحقيق التعادل على الأقل أمام ذات المنتخب. وكان رئيس الجمهورية الغامبي قد قرر منذ أسبوع منح راحة لكل العمال مساء اليوم من أجل تحفيزهم على الذهاب إلى الملعب وتشجيع المنتخب الغامبي. وكانت وزارة الشبيبة والرياضة في غامبيا قد طالبت من السكان الصلاة في المساجد والكنائس من أجل الفوز اليوم أمام الجزائر، وهو ما يعكس أهمية المباراة بالنسبة لهذا البلد الإفريقي الذي يبحث عن مكانة كروية، سيما بعد انتفاضة المنتخبات التي توصف بالصغرى في أمم إفريقيا الأخيرة التي عاد لقبها إلى المنتخب الزامبي الذي لم يكن مرشحا حتى لبلوغ المباراة النهائية.
