مسرحية "المتّهم"..أحسن عرض متكامل    سفير مملكة ليسوتو يثمن مساعدة الجزائر لدعم جهود التنمية في بلاده    أبو عيطة وعقب استقباله من قبل رئيس الجمهورية،عبد المجيد تبون: فلسطين ستنال عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة بفضل إصرار الجزائر    في عمليات عبر النواحي العسكرية من 18 إلى 23 أبريل الجاري: إحباط محاولات إدخال 78 كيلوغراما كيف قادمة من المغرب    أشرف عليه عبد الرشيد طبي: تدشين مجلس قضائي جديد في تبسة    الجزائر-تونس-ليبيا : التوقيع على اتفاقية إنشاء آلية تشاور لإدارة المياه الجوفية المشتركة    نقل جثامين الجزائريين المتوفين بالخارج.. توضيح وزارة الشؤون الخارجية    قسنطينة: تدشين مصنع لقطع غيار السيارات ووحدة لإنتاج البطاريات    بروتوكول تفاهم مع الشركة العمانية للطاقة    البنك الوطني الجزائري: أكثر من 12 مليار دج كتمويلات و35 مليار دج ودائع الصيرفة الإسلامية    الفريق أول السعيد شنقريحة يشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي بالناحية العسكرية الثالثة    29 جريا خلال 24 ساعة الأخيرة نتيجة للسرعة والتهور    وهران.. ترحيل أزيد من 880 عائلة برأس العين    عنابة: مفتشون من وزارة الري يتابعون وضع بالقطاع    شركة طاسيلي للعمل الجوي: تسخير 12 طائرة تحسبا لحملة مكافحة الحرائق لسنة 2024    دراسة مشاريع نصوص قانونية والاستماع الى عروض عدة قطاعات    "عودة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي تعكس الإرادة الجزائرية لبعث وتطوير السينما"    "العفو الدولية": إسرائيل ترتكب "جرائم حرب" في غزة بذخائر أمريكية    الصّهاينة يواصلون جرائمهم بالقطاع وعمليات إخلاء بالشمال    البوليساريو تدعو مجلس الامن مجددا الى اتخاذ إجراءات عاجلة لتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير    الجزائر/تونس: الاتفاق على تنظيم يوم إعلامي حول الصيد البحري لفائدة المستثمرين من البلدين    فلسطين: ترحيب بقرار حكومتي جامايكا وباربادوس الاعتراف بالدولة الفلسطينية    فتح صناديق كتب الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس الموقوفة على جامع الجزائر    وزير التربية انتقل إلى عين المكان والعدالة فتحت تحقيقا: إصابة 6 تلاميذ في انهيار سقف بمدرسة في وهران    إهمال الأولياء يفشل 90 بالمائة من الأبناء    عطاف يستقبل رئيس مجلس العموم الكندي    غائب دون مُبرر: إدارة لاصام مستاءة من بلحضري    نصف نهائي كأس الجمهورية: اتحاد الجزائر – شباب بلوزداد ( اليوم سا 21.00 )    مدرب اتحاد الشاوية السعيد بلعريبي للنصر    فيما وضع حجز الأساس لإنجاز أخرى: وزير الطاقة يدشن مشاريع ببسكرة    وزير الداخلية يكشف: تخصيص أزيد من 130 مليار دينار لتهيئة المناطق الصناعية    برنامج استثماري لتفادي انقطاع الكهرباء خلال الصيف    وزير البريد في القمة الرقمية الإفريقية    وزير الإشارة العمومية يعطي إشارة الانطلاق: الشروع في توسعة ميناء عنابة و رصيف لتصدير الفوسفات    وزير الخارجية أحمد عطاف يصرح: الوضع المأساوي في غزة سيبقى على رأس أولويات الجزائر    فيما شدّد وزير الشؤون الدينية على ضرورة إنجاح الموسم    مجلس الأمة يشارك في مؤتمر بإسطنبول    اجتماع حول استراتيجية المركز الوطني للسجل التجاري    الجزائر تشارك في معرض تونس الدولي للكتاب    تأسيس جائزة وطنية في علوم اللغة العربية    مولودية الجزائر تقلب الطاولة على شباب قسنطينة وتبلغ نهائي كأس الجزائر للمرة العاشرة    مباراة اتحاد الجزائر- نهضة بركان : قرار الكاف منتظر غدا الاربعاء كأقصى تقدير    تكتل ثلاثي لاستقرار المنطقة ورفاه شعوبها    الرقمنة طريق للعدالة في الخدمات الصحية    سايحي يشرف على افتتاح اليوم التحسيسي والتوعوي    تمنطيط حاضرة للعلم والأعلام    الوقاية خير من العلاج ومخططات تسيير في القريب العاجل    رجل الإصلاح وأيقونة الأدب المحلي    بلومي هداف مجددا في الدوري البرتغالي    ماندريا يُعلّق على موسمه مع كون ويعترف بتراجع مستواه    إشادة ألمانية بأول تجربة لشايبي في "البوندسليغا"    حج 2024 : استئناف اليوم الثلاثاء عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    منصّة رقمية لتسيير الصيدليات الخاصة    حكم التسميع والتحميد    الدعاء سلاح المؤمن الواثق بربه    أعمال تجلب لك محبة الله تعالى    دروس من قصة نبي الله أيوب    صيام" الصابرين".. حرص على الأجر واستحضار أجواء رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صفقات بالملايير.. لاعبون يقبضون الملايين وفي النهاية مخدرات وكوكايين
هكذا تسببت ممارسات رؤساء الأندية في إيصال الكرة الجزائرية إلى الهاوية

يُجمع أغلب المتتبعين للواقع الكروي في الجزائر، بان أزمة الأندية الناشطة في مختلف البطولات الوطنية مصدرها تسييري بالدرة الأولى، وهذا بسبب حالة التسيب التي تعرفها الهيئات التي تديرها، ما يجعل الفرق الناشطة في الرابطة المحترفة وفي بقية الأقسام تعيش على وقع سوء التسيير البزنسة والفساد الكروي الناجم أساسا عن العبث بالأموال العمومية التي تخصصها الجهات الوصية للأندية، لكنها كثيرا ما تحول إلى إبرام صفقات مشبوهة وأخرى وهمية وأخرى غير منطقية، مع لاعبين يقبضون الملايير، لكنهم في النهاية لا يعمرون طويلا، ليدخل الجميع في حلقة من البزنسة وتبادل الريع بطرق مثيرة للجدل.
وصلت أساليب تسيير الأندية الجزائرية مرحلة من التأزم الذي يجعل الحلول مفقودة، في ظل تواصل سياسة الهروب إلى الأمام، وكذا حرب اللوبيات التي جعلت أغلب الفرق الناشطة في البطولة الوطنية في أيدي أطراف تعيث فيها فسادا بطريقة أو بأخرى، وعلاوة على افتقاد أغلب الفرق إلى ما يصطلح عليه بالاستقلالية المالية، فإن المسيرين الذين يديرونها يعتمدون بشكل رئيسي على الأموال العمومية التي تأتي عادة من الولاية أو مديرية الشباب والرياضة ومختلف المجالس البلدية، في الوقت الذي تفتقد أغلب الأندية إلى بدائل تمويلية حقيقية، مع وجود استثناءات في الرابطة المحترفة، في ظل تخصيص عقود تمويل لصالح عدد قليل من الفرق التي تسمى بالكبيرة من الناحية الشعبية، على غرار مولودية الجزائر وشباب قسنطينة وشبيبة الساورة التي يتم تمويلها من طرف شركة سوناطراك، وكذا إتحاد الجزائر الذي يتولى أمورها رجل الأعمال حداد، وبدرجة أقل نجد أندية أخرى تعيش وضعا ماليا مريحا نسبيا، على غرار وفاق سطيف وشبيبة القبائل، أما بقية الأندية فتشكي غالبا من غياب المال، لكن في الوقت نفسه تعيش سيناريوهات مختلفة في العبث بالمال العام.
خبرة طويلة في البرنسة وترتيب المباريات
وإذا كانت تصريحات رؤساء الأندية تتركز عادة على مشكل غياب الإمكانات المادية التي تحول دون تحقيق طموحات الأنصار، إلا أنهم في الوقت نفسه لا يطبقون منطق تسيير أمور النادي وفق الإمكانات المتاحة، بل يعيثون فسادا في المال العام، بدليل الإساءة إلى أخلاقيات الرياضة وكرة القدم، على غرار ما تعرفه البطولة في الجولات الأخيرة من كل موسم، على وقع البزنسة وترتيب المباريات، بدليل أن الظفر بنقطة من اجل تحقيق اللقب أو تفادي السقوط تتطلب دفع أموال ضخمة في الخفاء لتحقيق الهدف المسطر، يحدث هذا في الخفاء ووفق منطق سوق الخفاء الذي يفرض نفسه بين مسيري ورؤساء الأندية، وكذا وسطاء ينشطون في هذا الجانب في إطار مبدأ "ادفع تطلع" أو ادفع لتفادي السقوط أو عدم تضييع اللقب، وهي سلوكيات عاثت في تسيير الكرة الجزائرية فسادا، وأبطالها مسيرون ورؤساء أندية لديهم خبرة طويلة في البزنسة والفساد الكروي.
انسحاب الدولة فسح المجال للمال الفساد
ويجمع الكثير من المتتبعين لواقع الكرة الجزائرية، بأن ظهور الفساد الروي يعود إلى نهاية الثمانينيات، وبالضبط بعد قرار التخلي نهائيا عن الإصلاح الرياضي عام 1989، من خلال انسحاب مختلف الشركات العمومية التي كانت تمول أندية النخبة، وهو الأمر الذي تسبب في ظهور ما يصطلح عليه بالمال العام، ما جعل موازين القوة تعود إلى الرؤساء الذين يتولون شؤون الأندية، وهو المر الذي زاد في بروز فنون البزنسة بالأموال، كما أن المال في تلك الفترة صنع الفارق، بدليل الظهور اللافت لأندية تصعد من الأقسام السفلى إلى حظيرة الكبار، لكن سرعان ما تختفي مجددا بمجرد فقدانها لقنوات التمويل الكافية، وهو الأمر الذي يعكس وجود خلل بين طبية التسيير ونوعية المسيرين، خاصة في ظل تغير خاطرة تسيير الأندية الجزائرية، من رؤساء أندية على قد محترم مم التكوين والثقافة والتسيير، إلى رؤساء اقتحموا مجال الكرة الجزائرية وهم بعيدون كل البعد عن المحيط الكروي تسييرا وممارسة.
أندية برزت بشكل لافت وغابت بشكل خافت
ومن بين الجوانب التي تعكس تغير الخارطة الكروية في الجزائر منذ التسعينيات، هو البروز اللافت لأندية لم تكن معروفة، ما جعلها تصنع الحدث مؤقتا لتعود مجددا إلى الغياب وشبه الاندثار، بدليل ما حدث لفريق اتحاد الشابة الذي ظهر إلى الواجهة وصنع الحدث في تحت قيادة عبد المجيد ياحي، حتى انه صنع الحدث وطنيا وقاريا، لكن لم يدم بروزه طويلا، وعاد إلى مكانته الحقيقية، في المقابل، برز شباب قسنطينة تحت قيادة الرئيس السابق بولحبيب، حتى انه نال لقب البطولة منتصف التسعينيات، لكن ذلك البروز لم يعمر طويلا، ودخل في مشاكل مختلفة فيما بعد، وفي السياق ذاته، ظهرت أندية أخرى بشكل مفاجئ إلى الساحة الكروية، على غرار مكارم ثليجان تحت قيادة الحاج غلاب الذي أوصل هذا الفريق إلى القسم الثاني خلال التسعينيات، وهذا موازاة مع رئاسته أيضا لفريق نجم الشريعة، لكن بمجرد انسحاب الحاج غلاب غاب مكارم ثليجان عن الواجهة، كما قام منادي بذات التجربة مع نادي ميطال الذرعان ثم تولى رئاسة اتحاد عنابة، حيث ساهم في إعادته إلى القسم الأول، وقد عرفت فترته تقديم منح خيالية ورواتب شهرية للاعبين، بطريقة وصفت بالمبالغ فيها، وهي السياسة التي اعتمدتها بعض الأندية التي استفادت من عقود تمويل شبه دائمة من شركات عمومية.
والواضح أن وضعية تسيير الأندية الجزائر سار نحو التأزم في السنوات الأخيرة، بدليل أن تقييم رواتب اللاعبين لا يستند إلى المردود المقدم فوق الميدان، ببل يعود إلى اعتبارات أخرى على وقع المحاباة ومنح الأولوية للمصالح الشخصية، من خلال إبرام صفقات على وقع الملايير، على غرار ما يحدث في أندية منحت لها عقود تمويل تابعة لشركات عمومية كبيرة مثل سوناطراك، ما يجعل اللاعبين يحصلون على وراتب شهرية بالملايين، لكن في النهاية، برزت ظواهر ومظاهر غير أخلاقية أساءت إلى اللاعبين والمسيرين والأندية، بدليل ثبوت حالات تناول المخدرات والكوكايين، آخرها لاعب اتحاد الحراش نايلي، وقبل ذلك لاعب مولودية الجزائر شريف الوزاني، وحارس اتحاد بسكرة قحة وغيرها من اللاعبين التي باتت أسماؤها لصيقة بهذه الآفات الدخيلة على الرياضة وكرة القدم على الخصوص. ويؤكد الكثير من المطلعين وجود أطراف وسيطة تنشط في محيط الأندية، هدفها إيقاع اللاعبين في فخ الممارسات غير الأخلاقية حتى يفرضوا عليهم المزايدات، بغية الاستفادة من الأموال وأشياء أخرى يعرفها الكثير من المقربين من محيط رؤساء الأندية الجزائرية.
شركات مفلسة.. غياب شبه كلي للتكوين وقلّة تصنع الاستثناء
وإذا كان الهدف الأساسي الذي يفترض أن تقوم به الأندية الجزائرية هو تسيير أمورها حسب إمكاناتها، مع الحرص على تفعيل سياسة التكوين، بغية الاعتناء بالمواهب الكروية القادرة على البروز في المستوى العالي، وبالمرة المساهمة في تدعيم المنتخبات الوطنية بأسماء تمنح الإضافة وتكون لها آفاق في الاحتراف، إلا أن الواقع الميداني يثبت العكس، فأغلب الأندية شركاتها مفلسة، حيث لو يطبق قانون الاحتراف فإن أغلب الفرق لن يكون لها وجود في الرابطة المحترفة، هذا ناهيك عن الغياب الكلي لمراكز التكوين، فباستثناء نادي بارادو الذي يصنع الحدث في هذا الجانب، بدليل مساهمته في بروز لاعبين من مدرسة الفريق، إضافة إلى خوض بعضهم لتجارب احترافية في الخارج، في صورة بن سبعيني وعطال وآخرين، فإن بقية الأندية لا تزال تعتمد انتداب اللاعبين مقابل صفقات خيالية لا تستند إلى معايير المردود الفني المقدم فوق الميدان، يحدث هذا في الوقت الذي فضلت الجهات الرسمية منح الأولوية لفرق معينة في التمويل على حساب أندية أخرى، ما جعل الهدف الأساسي هو المساهمة في تفعيل سوق التحويلات الصيفية والشتوية، دون الاهتمام بالفئات الشابة التي من شأنها ان تساهم في بروز أسماء يكون لها شأن كبير في صنف الأكابر، على غرار ما كان يحدث في السبعينيات والثمانينيات وحتى في مطلع التسعينيات، وهذا ما يؤكد أن سياسة التكوين تعد من آخر اهتمامات الأندية الجزائرية، في ظل التركيز على اللاعبين الجاهزين الذين يتم انتدابهم بالملايير مقابل موسم واحد أو موسمين على أكثر تقدير.
فرق تسطر أهدافا أكبر من إمكاناتها تجعلها كلما ارتفعت وقعت
من جانب آخر، يقف الكثير من المتتبعين على غياب رؤية استشرافية لدى الكثير من الأندية الجزائرية، بدليل أن أغلبية رؤساء الفرق شغلهم الشاغل هو تحقيق الصعود أو نيل اللقب، يحدث هذا رغم التفاوت الواضح في الإمكانات المتاحة، وفي الوقت الذي يفترض أن يتم رسم الأهداف وفق لقدرات كل فريق، إلا أنه مع بداية الموسم نشهد تصريحات على وقع "التفرعين" يطلقها مسيرون لا يعرفون عواقبها، ويطلقون وعودا لا يجسدونها، ما يجعلهم يعيشون على وقع ضغط الجماهير في النهاية التي تحملهم مسؤولية عدم تجسيد الأهداف والوعود التي أطلقوها قبل انطلاق الموسم، يحدث هذا في الوقت الذي شهد المتتبعون فرق صعدت بطريقة صاروخية من الأقسام السفلى وصولا إلى حظيرة الكبار، إلا أنها سرعان ما تغادر ذلك المستوى في ظرف وجيز، بسبب نقص الإمكانات وتغير المعطيات، على غرار ما حدث لشباب عين فكرون الذي ارتقى إلى الرابطة المحترفة الأولى، ليغادره بعد ذلك، وهو الآمن يصارع في القسم الهاوي، والكلام نفسه ينطبق على شباب باتنة الذي سقط لمرتين متتاليتين من حظيرة الكبار إلى قسم الهواة، ولم يكن الفريق الجار مولودية باتنة أفضل حالا، بدليل أنه حقق صعودا تاريخيا إلى القسم الأول عام 2008، ليعيش بعد ذلك أزمة مالية وتسييرية أدت به إلى بطولة ما بين الجهات، في الوقت الذي أصبح الحديث عن أندية بارزة في حكم الماضي، على غرار شباب برج منايل وأولمبي العناصر وشبيبة تيارت ومكارم ثليجان وغيرها من الأندية التي صنعت الحدث في التسعينيات ومطلع الألفية الحالية، وهي الآن غارقة في الأقسام السفلى، والسبب حسب المتتبعين يعود أساس إلى عدم رسم أهداف واقعية ومعقولة تعتمد أساس على حسن التسيير وتشجيع التكوين ورسم أهداف تتوافق مع الإمكانات الحقيقية للأندية.
الخارطة الجديدة خلّفت رؤساء أندية رأسمالهم الشعبوية والمزاجية
ويخلبص بعض المتتبعين لواقع الكرة الجزائرية إلى القول بأن الخارطة الجديدة للأندية قد خلفت معالم جديدة أكثر مأساوية، أبطالها رؤساء فرق تطغى عليهم الشعبوية والمزاجية، وعلاوة على أنهم غرباء على المحيط الكروي ممارسة وتسييرا، فإنهم ادخلوا مظاهر سلبية اعتمادهم على المال كأساس لبسط نفوذهم، ما يجعل غرضهم الأساسي هو كسب الشهرة في مجال كرة القدم، ولو على حساب مصلحة الأندية التي يشرفون عليها، ما سيجعل الشعبوية والمزاجية هي العنصر الطاغي على حساب فنيات التسيير، بدليل غياب آفاق فعلية في رسم أهداف طموحة لتطوير الكرة الجزائرية، وهو ما بعض الذين تحدثوا ل"الشروق" بأن الكثير من الأندية الجزائرية فقدت هيبتها بسبب نوعية مسيرين والرؤساء الدين يشرفون عليها، مؤكدا على استحالة المقارنة بين مسيري السبعينيات والثمانينيات وحتى مطلع التسعينيات ببعض المسيرين الذين يشرفون حاليا على أندية معروفة، لكن في الحقيقة يفتقدون إلى "كاريزما" التسيير وإعطاء صورة مشرفة للفرق والمرة الجزائية، ناهيك عن تكريس أساليب سلبية جديدة في محيط أنديتهم، أبطالها رفقاء السوء الذين أثروا سلبا في ذهنية وأخلاق اللاعبين، ما جعل الأندية تعج بالفضائح بدلا من تشريف الكرة الجزائرية.
دوليون سابقون وخبراء في كرة القدم يؤكدون ل"الشروق"
رؤساء الأندية "يتاجرون" في المباريات ويجرّون لاعبيهم إلى الملاهي
– غرباء وجدوا مناخا خصبا للبزنسة وممارسة التجارة المربحة
– لصوص الظلام يلبسون ربطات عنق نظيفة وأساليبهم في معظم الأحيان قذرة
حمل دوليون سابقون وخبراء في كرة القدم رؤساء الأندية الجزائرية مسؤولية تدني وتراجع كرة القدم في بلادنا، متهمين إياهم بخدمة مصالحهم الخاصة وذلك بالبحث عن الأموال بأي طريقة حيث وجدوا مناخا خصبا للبزنسة وممارسة التجارة المربحة دون التفكير في التكوين القاعدي وذلك ببناء مدارس كروية، وأكدوا أن هؤلاء قادوا فرقنا العريقة إلى الهاوية وعاثوا فسادا في الأندية الذي يشرفون على تسييرها ولطخوا أياديهم بالتلاعب بنتائج المباريات دون حسيب ولا رقيب، في حين حمل آخرون المكتب الفيدرالي مسؤولية مشاكل الكرة الجزائرية.
إبراهيم مزاور: رؤساء الأندية عاثوا فسادا في فرقهم
حمل الدولي السابق إبراهيم عرفات مزوار رؤساء الأندية الجزائرية سبب تدهور الكرة الجزائرية، حيث عاثوا حسبه في الفرق الذي يسيرونها فسادا دون رقيب ولا حسيب. حيث أكد أنهم يتبادلون التهم فيما بينهم علنا أمام شاشات التلفيزيون، وقال اللاعب السابق لفريق الحمراوة أن العديد منهم أتوا لخدمة مصالحهم الخاصة يبيعون ويشترون المقابلات الرياضية خاصة في الثلث الأخير من البطولة أين تكثر الحسابات للفرق المهنية بالصعود أو المهددة بالسقوط أمام مرأى ومسمع أنصارهم.
وتأسف عرفات مزوار لعدم تفكير أحدهم في بناء مدرسة كروية، كما أشاد اللاعب السابق لشباب بلكور بمدرسة بارادو الوحيدة على المستوى الوطني لمالكها خير الدين زطشي التي خرجت العديد من اللاعبين آخرهم الظهير الأيمن لناد نيس الفرنسي يوسف عطال الذي رشحه نجم المنتخب البرازيلي وريال مدريد السابق روبرتو كارلوس للانضمام إلى صفوف احد الفرق الاسبانية الكبيرة نظير المردود الكبير الذي يقدمه مع ناديه والمنتخب الجزائري بالإضافة إلى بن سبعيني وغيرهم.
وأستغرب اللاعب السابق لنادي دبي الإماراتي الى عميد الأندية الجزائرية مولودية العاصمة الذي تسيره سوناطراك حيث بلغت مصاريف الموسم الماضي قرابة 190 مليار سنتيم دون أن يحقق الفريق لا بطولة ولا كأس عربية أو أي تتويج آخر جراء التسيير العشوائي، وقال إبن حمام بوحجر "كان من الأجدر أن يفكر مسيرو هذا الفريق من اليوم في بناء مدرسة كروية كما فعل فريق باردو، وأضاف اللاعب السابق ان الفريق الوطني لم يستفد من هذه الفرق الذي تفتقر إلى مدارس كروية حيث وجد الناخب الوطني جمال بلماضي نفسه مجبرا بالاستنجاد بالمدارس الكروية الأوربية وهذا لتدعيم الفريق الوطني بلاعبين خاصة وان منافسة كاس أمم إفريقيا 2019 التي تحتضنها مصر على الأبواب.
وختم عرفات مزور حديثة للشروق أن رؤساء الفرق عاثوا فسادا في الفرق وحان الوقت لطردهم والاستعانة بخدمات اللاعبين الدوليين للإشراف على المدارس الرياضية كما هو الحال لفريق شبيبة القبائل الذي عين علي فرقاني رئيسا لأكاديمية الرياضة إلى جانب الوناس قاواوي، حيث أشرف أمس رجل الأعمال يسعد ربراب على وضع الحجر الأساسي لبناء مركز التكوين الخاص بفريق الجياسكا على الطريقة الأوروبية وسيتوفر على كل المقاييس العالمية وذلك بمنطقة واد عيسى بولاية تيزي وزو، حيث يبدأ في عملية انتقاء اللاعبين من كل ربوع الوطن لضمهم إلى الأكاديمية شهر سبتمبر المقبل.
لخضر بلومي: غرباء وجدوا مناخا خصبا للبزنسة
قال الفائز بالكرة الذهبية الإفريقية لسنوات الثمانينات لخضر بلومي أن الاحتراف لم يخدم الكرة الجزائرية في شيء، حيث وجد رؤساء 32 فريقا ينشطون في البطولة المحترفة للقسمين الأول والثاني مناخا خصبا للبزنسة وممارسة التجارة المربحة لا يفقهون أبجديات كرة جلهم غرباء عن الرياضة، هدفهم خدمة مصالحهم الخاصة يبزنسون مع اللاعبين ويبيعون ويشترون المباريات خاصة في الوقت الحالي أين تكثر الحسابات بالنسبة لفرقهم المهددة بالسقوط والمعنية بالصعود.
وعاد الدولي السابق لخضر بلومي إلى مواسم السبعينات والثمانينات قائلا رغم أن الأموال كانت أنداك غير موجودة إلا أن مدارس كرة القدم منتشرة هنا وهناك في وهران وقسنطينة والعاصمة بحكم أن رؤساء الفرق أنداك يسيرون النوادي بحكمة بالغة ، وتأسف اللاعب السابق لغالي معسكر لخضر بلومي للوقت الراهن انه وبالرغم من توفر الملايير إلا أن رؤساء الفرق عجزوا حتى على تامين لاعبيهم وخرجوا لنا لاعبو الكباريهات والكوكايين لأنهم تعودوا على السهر معهم في الملاهي الليلية .
هذا وختم نجم ملحمة خيخون بإسبانيا سنة 1982 لخضر بلومي حديثة للشروق قائلا يجب على المسؤولين المعنيين على الرياضة في بلادنا إسناد النوادي الرياضية إلى شركات وبناء مدارس لكرة القدم في حين اعتبر النقطة السوداء هي السكوت على الأمراض التي نخرت جسد الكرة الجزائرية من بيع وشراء المقابلات فلا يعقل أن يقصى فريق من القسم الأول المحترف على يد فريق من القسم الجهوي لان الشكارة أصبحت تحدد نتائج المباريات أين يغير الحكام مجرى اللقاءات مباشرة بعد استلامه الأموال بين الشوطين، واشترط بلومي العودة إلى الإصلاح الرياضي وبناء المدارس الرياضية كشرط أساسي لعودة الكرة الجزائرية وتطعيم المنتخب الوطني بلاعبين محليين والدليل على ذلك أن خريج المدرسة الوحيدة وطنيا بارادو أنجبت لنا يوسف عطال الذي اشتراه زطشي بأقل من 10 ملايين وباعه بالملايير.
فضيل مغارية: متطفلون فاشلون عادوا بكرتنا إلى الوراء
تأسف المدافع الدولي السابق للخضر فضيل مغارية إلى حال رؤساء الأندية الجزائرية وقال أنهم فاشلون على طول الخط جاؤوا لخدمة مصالحهم الخاصة والدليل على ذلك مطالبتهم بالحصول على أموال حقوق البث التلفزيوني، وبيع وشراء المقابلات وحتى لاعبيهم، وأكد اللاعب السابق للنادي الإفريقي التونسي مغاريا أن هؤلاء الرؤساء لن يضيفوا شيئا إلى فرقهم وإلى كرة القدم الجزائرية التي تراوح مكانها شيئا، بل عادوا بها إلى الوراء، والخاسر الأكبر هو الفريق الوطني الذي ولى وجهته إلى ما وراء البحار لإيجاد منتخب وطني، وأعترف اللاعب السابق لجمعية الشلف أن رؤساء الفرق الحاليين لن يقدموا الإضافة للفرق الذي يشرفون على تسييرها بضرورة إشراف شركات على الفرق العريقة الذي تستحق ملاعب عالمية ومدارس كروية تليق بتاريخها وعراقتها وجماهيرها، وقال أن الاحتراف أكذوبة وأنه منذ تطبيقه موسم 2011 والمستوى يتراجع خاصة بعد توقف الدولة الموسم الماضي عن دعم الفرق، وتأسف لأن رؤساء الأندية عجزوا حتى على تأمين لاعبيهم فكيف لهم أن يشيدوا مدارس كروية تستهلك الملايير.
مراد لحلو: المكتب الفدرالي يتحمل مسؤولية المشاكل
حمل رئيس النادي الهاوي لنصر حسين داي مراد لحلو المكتب الفيدرالي مشاكل الكرة الجزائرية، مبررا ذلك أن جل الأندية تمر بمرحلة صعبة جراء الديون المترتبة على عاتقها والتي حرمت العديد منها من الحصول على إجازات لاعبيها مطلع الموسم الحالي وأثر ذلك على نتائجها ، حيث وجدت نفسها تلعب من أجل البقاء كما هو الحال بالنسبة إلى فريق لإتحاد الحراش، وأضاف لحلو أن جل الأندية بما فيها المحترفة أو حتى الهاوية اقترحت بناء مدارس كروية فوق الأراضي التي استفادوا منها والمقدرة مابين 3 إلى 4 هكتارات، وطلبنا من الوزارة منحنا قروض تصل حدود 16 مليار لكل نادي أي بمجموع 320 مليار سنتيم للنوادي 32 المحترفة ،لكن هذا الاقتراح لم يرى النور بعد.
وتأسف مراد لحلو لذلك لان المخرج الحقيقي للكرة الجزائرية يتمثل في بناء المدارس الكروية التي تعود لا محالة بالفائدة على الفريق نفسه وعلى المنتخبات الوطنية، وأشترط لحلو الاستنجاد بأهل الرياضة من لاعبين دوليين ومدربين للإشراف على هذه المدارس تأسيا بشبيبة القبائل التي عينت قائد المنتخب الوطني السابق علي فرقاني على الأكاديمية الرياضية إلى جانب الحارس الدولي السابق الوناس قاواوي، الذي وضع أمس رجل الأعمال يسعد ربراب الحجر الأساسي لبناء مركز التكوين الخاص بفريق الجياسكا على الطريقة الأوروبية الذي يتوفر على كل المقاييس العالمية وذلك بمنطقة واد عيسى بولاية تيزي وزو.
عبد الحميد أزروال: مروجو المخدرات يجرّون فرقنا إلى الهاوية
أرجع المدرب السابق جمعية عين مليلة عبد الحميد أزروال سبب تدهور الكرة الجزائرية إلى سيطرة "مافيا" على رئاسة الفرق الجزائرية، وأكد المدرب السابق لشبيبة سكيكدة ازروال أن هؤلاء المنحرفون تجدوهم يوميا في المقاهي يلبسون ربطات عنق نظيفة وأساليبهم في معظم الأحيان قذرة، و يتفقون على إنقاذ فريق ما بأموالهم الخاصة، ويتفننون في دفع الرشاوى من أجل التتويج أو البقاء في حظيرة الكبار، ويأخذون الصور مع لاعبيهم المستقدمين، لإيهام الأنصار وأعضاء الجمعية العامة بأنهم يحبون فرقهم، ويدافعون عن مصالحها، ويبيعون الوهم للأنصار كل مطلع موسم، حيث أصبح متتبعي كرة القدم يعلمون بنتائج المقابلات قبل أن تلعب، جراء المحيط الكروي المتعفن، الذي لا ينجب سوى العنف، والرشوة، لكن وبمجرد دخول إعانات الدولة يستولون عليها ويغادرون دون حسيب ولا رقيب ويتركون ديون اللاعبين تتراكم على خزينة الفريق.
وأكد المدرب عبد الحميد ازروال أن هذه الظاهرة ليست حديثة في بطولاتنا وإنما هي ظاهرة قديمة تتكرر كل موسم كروي رغم مجيء رئيس جديد للاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي، هذا وحذر المدرب السابق لشباب أوراس باتنة عبد الحميد ازروال من هذه المافيا الذي يقدم أفرادها مصالحهم الخاصة على فرقهم، حيث عجز على فتح مدرسة كروية لتطعيم الفريق الوطني بلاعبين، أين أصبح الناخب الوطني الذي يأتي نفسه مجبرا للتنقل وراء البحار للتنقيب عن لاعبين في الوقت الذي كان منتخب سنوات الثمانينات مكون من لاعبين محليين نالوا به ألقابا وقهروا به الماكينات الألمانية بفضل المدارس الكروية التابعة لجمعة وهرن وملاحة حسين دي ورائد القبة وغيرها من الفرق العريقة، وطالب أزروال بتطهير محيط كرة القدم من هؤلاء البر ناسية.
حميد مراكشي: دخلاء يبحثون عن الأموال ولا يفكرون في التكوين
اعتبر الدولي السابق للخضر حميد مراكشي معظم رؤساء الأندية الجزائرية غرباء عن الرياضة وهم سبب تراجع كرتنا، وقال قلب هجوم مولودية وهران السابق مراكشي أنهم يتقنون بعض الحيل التي يتم من خلالها الغش في المباريات فقط، منها اتفاقهم المسبق فيما بينهم على ترتيب نتائج المباريات عن طريق البيع والشراء ومنهم من يتصدق بنقاط المباراة دون مقابل، من باب الصداقة أو الزمالة أو أنه مدان له بمقابلة مغشوشة، وتأسف الدولي السابق المقيم بفرنسا حميد مراكشي لذلك وطالب من القائمين على الرياضة في بلادنا بضرورة تنقية هذا الجو المتعفن وذلك بزجهم في السجن ليكونوا عبرة لمن بعدهم، وقال أن الخاسر الأكبر هو الشباب الذي لم يجد المناخ المناسب لممارسة كرة القدم، وطالب بضرورة بناء مدارس كروية يشرف عليها لاعبون دوليون سابقون، وتأسف في الأخير أن بطولتنا أنجبت يوسف عطال فقط، هذا وحمل مراكشي مرض الكرة الجزائرية إلى رؤساء الأندية جراء قراراتهم الانفرادية والارتجالية التي يتخذونها من خلال بحثهم عن الأموال دون التفكير ولو للحظة عن التكوين القاعدي الذي يعتبر من أولويات الدخول إلى عالم الاحتراف، فتراهم يلهثون وراء لاعب يملك موهبة فقط أو يؤدي مباراة واحدة في القمة ويرصدون مبالغ مضاعفة تلامس في بعض الأحيان سقف المليارين للفوز بخدماته، والتسلط على المدربين الذين يدفعون دوما ثمن النتائج السلبية التي يحققها الفريق حتى ولو لم يكونوا هم السبب، وبالتالي فإن عامل الاستقرار تفتقد إليه أغلب الأندية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.