لا يزال مشكل السكن يتصدر قائمة انشغالات سكان حي معمل النجاح الواقع ببلدية الرغاية بالعاصمة، حيث لازالت 500 عائلة تقطن بالحي تعاني مرارة العيش منذ أزيد من 15 سنة، ما جعلهم يجدّدون مطلبهم للسلطات المحلية بالنظر للحالة الكارثية التي يتخبطون فيها داخل شبه مساكن تفتقد لأدنى شروط الحياة، والتي حوّلت حياتهم إلى جحيم حقيقي. وعبرت العائلات المتضررة من هذا الوضع في تصريح ل "الشروق"، عن المأساة التي تعيشها داخل تلك الأكواخ في ظل غياب أهم ضروريات العيش الكريم ومنها الماء والنظافة والكهرباء. وقالت إحدى العائلات، إن حياة أفرادها وسط هذه البيوت تحوّلت إلى جحيم يؤرقهم ليلا ونهارا، بعدما أن أخذوا نصيبهم من الغبن والمعاناة وسط هذه البيوت القصديرية، حيث قضوا عقودا داخل بيوت أسقفها مشيّدة من الزنك والقصدير، وتآكل جدرانها نتيجة الرطوبة العالية شتاء والحرارة الحارقة صيفا، ناهيك عن الانقطاعات المتكررة للكهرباء والماء، ضف إلى ذلك انتشار بعض القوارض كالفئران والأفاعي. وما زاد الأمر سوءا حسب هؤلاء، أن أغلب العائلات أصيب أفرادها بأمراض مزمنة كالحساسية والربو وحتى مرض السرطان نتيجة مادة الزنك المصنوعة منها تلك الأكواخ، فضلا عن المخاطر الأخرى التي تثير مخاوف السكان مع كل تهاطل للأمطار، حيث تتسرب المياه إلى الداخل ما يجعلهم يقضون ليالي بيضاء، ناهيك عن المتاعب التي يواجهونها في فصل الصيف، إذ تنتشر الروائح الكريهة في أرجاء المنطقة. وتساءلت العائلات عن أسباب عدم ترحيلها إلى غاية يومنا هذا، بالرغم من أن ولاية الجزائر شرعت في عمليات إعادة الإسكان منذ 2014، وقضت على أكبر وأهم الأحياء القصديرية وهو ما بث في نفوسهم الأمل من جديد، في حين أن بلدية الرغاية الوحيدة التي لم تمسها أي عملية ترحيل على حد قولهم. بالمقابل طالب سكان الحي السلطات المحلية بالإسراع في التدخل قصد ترحيلهم إلى سكنات لائقة تقضي على معاناتهم مع ضرورة أخذ هذا المطلب الذي اعتبرته هذه الأخيرة بحق لها قبل أن يتأزم الوضع أكثر. من جهته، أكد رئيس بلدية الرغاية في اتصال مع "الشروق"، أنه لحد الساعة لم يتلق أي قرار من الولاية يقضي بترحيلهم، مؤكدا في ذات الوقت أن ملفاتهم جاهزة.