احتج، السبت، أصحاب الجبة السوداء على قرار هيئة المجلس القاضية باستئناف جلسة اليوم الأخير من المحاكمة، بعد أن رفضت طلب هيئة الدفاع المتعلق بالتأجيل، وإصرار رئيس الجلسة على إعطاء الكلمة الأخيرة للمتهمين، إلا أن هذا لم يحصل أمام الاحتجاج العارم للمحامين، ليقرر القاضي إدخال القضية في المداولات ويغادر القاعة دون الفصل في مآل القضية، مع تحديد يوم 30 سبتمبر تاريخا للنطق بالأحكام، وهو ما اعتبره المحامون خرقا صريحا لضمانات المحاكمة العادلة. ووسط تعزيزات أمنية مشددة لم يسبق لمجلس قضاء الجزائر أن شهدها، تحسبا لأي طارئ يمكن أن يحدث، بسبب إصرار أعضاء نقابة المحامين على المطالبة بتأجيل قضية رجل الأعمال وصاحب مجمع "سوفاك" مراد عولمي إلى يوم آخر بسبب إصابة النقيب عبد المجيد سيليني بوعكة صحية ألزمته الفراش، ومنعته من حضور جلسة اليوم الثالث للمحاكمة للدفاع عن موكله الذي يعتبر المتهم الرئيسي في قضية الحال، بعد أن التمس النائب العام 15 سنة في حقه. في حدود الساعة العاشرة صباحا امتلأت قاعة الجلسات رقم 1 بالمحامين وكانوا على أتم الاستعداد، لتدخل هيئة المجلس ويعلن القاضي افتتاح الجلسة وينادي على دفاع الوزير الأول السابق أحمد أويحيى ليقاطعه عضو نقابة المحامين بالجزائر الأستاذ يخلف شريف ممثلا عن النقابة ويطلب من القاضي تأجيل المحاكمة، بسبب الحالة الصحية لعدد من أعضاء هيئة الدفاع الذين لن يتمكنوا من الدفاع عن موكليهم على غرار النقيب عبد المجيد سيليني الذي أصيب الخميس بوعكة صحية، نقل إثرها إلى المستشفى الجامعي مصطفى باشا، ليقرر القاضي رفع الجلسة والنظر في طلبات الدفاع. وبعد أقل من 10 دقائق فقط وفي الوقت الذي كانت تنتظر هيئة الدفاع الاستجابة لطلب التأجيل، دخل القاضي قاعة الجلسات وأعلن استئناف المحاكمة وإعطاء الكلمة الأخيرة للمتهمين وينادي على أحمد أويحيى الذي كان يتابع الأطوار من سجن العبادلة ببشار، إلا أن الأوضاع تحولت بسرعة البرق، وعمت صيحات المحامين أرجاء القاعة ورددوا شعارات مختلفة طالبت بتوفير ظروف محاكمة عادلة لينصرف القاضي دون أن يمكن المتهمين من كلمتهم الأخيرة، ويواصل المحامون احتجاجهم بترديدهم للنشيد الوطني "قسما"، ويقررون عقد اجتماع آخر للنظر في الأمر. حرمان المتهمين من الدفاع خرق للدستور وفي التفاصيل قال محامي الدفاع عن المتهم مراد عولمي "أن الدفاع طلب التأجيل لدوافع مؤسسة والقاضي رفض السماح للمحامين بالكلام وتوجه نحو المتهمين مباشرة طالبا منهم الكلمة الأخيرة، ولأن المحامين رفضوا ذلك واحتجوا على القرار، انصرف القاضي دون أن يمكن المتهمين من كلمتهم الأخيرة، ودون أن يفصل في مآل القضية هل هي في المداولة أم ماذا.. وهذا ما نعتبره خرقا لجميع الإجراءات". من جهته، أكد الأستاذ بادي أن ما حدث في المحاكمة خرق للدستور، لأن بقية المتهمين لم يتم الدفاع عنهم عن طريق محاميهم وهذا ما يشكل وصمة عار على القضاء باعتبار أن هذا خرق صريح لضمانات المحاكمة العادلة لقضية الحال وجميع محاكمات الفساد التي شهدتها الأجندة القضائية. إلى ذلك، قال المحامي أحمد الحاج ناصر ل"الشروق"، إن نقيب المحامين عبد المجيد سيليني أصيب بوعكة صحية نتيجة تمسك القاضي برفضه طلب التأجيل الذي تقدمت به هيئة الدفاع بسبب إصابتها بالتعب والإرهاق مساء الخميس ولأجل ضمان محاكمة عادلة لموكلهم. وأضاف الأستاذ، أن رفض تأجيل المجلس كان مسببا بتزامن يوم السبت مع عطلة المشرفين على العصرنة أي المحاكمة عن بعد، والغريب في الأمر أن بعدما حدث أجلت القضية ليوم السبت، دون تمكين الدفاع من ممارسة حقوقها كاملة". المحامون يقررون مقاطعة العمل القضائي وفي السياق، قررت نقابة المحامين تصعيد الاحتجاج ابتداء من الأحد بسبب ما حدث أمسية الخميس لنقيب المحامين الذي أصيب بوعكة صحية ألزمته الفراش، وهو ما اعتبره المحامون إهانة طالت المهنة في صفة نقيبها. وأكدت النقابة في بيان لها على مقاطعة شاملة للعمل القضائي لمدة أسبوع كامل بمجلس قضاء الجزائر والجهات التابعة له ابتداء من الأحد مع تنظيم وقفة احتجاجية في نفس اليوم على الساعة التاسعة والنصف صباحا بمقر مجلس قضاء الجزائر.
