علمت "الشروق" من مصادر مطلعة، أن ثلاثة شخصيات رياضية، عازمة على تقديم ملف ترشحها لرئاسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف)، خلال أشغال الجمعية العامة القادمة المقررة قبل نهاية 15 أفريل القادم، فقط تنتظر "الضوء الأخضر" من الجهات الوصية. قالت مصادر متطابقة ل"الشروق" أن ثلاثة شخصيات رياضية أبدت نيتها في الترشح لرئاسة "الفاف"، وخلافة الرئيس الحالي خير الدين زطشي التي ستنتهي عهدته الأولمبية الأولى في مارس القادم، ويتعلق الأمر بكل من محفوظ قرباج الرئيس السابق للرابطة المحترفة لكرة القدم وأيضا الرئيس الحالي لذات الهيئة، عبد الكريم مدوار، ووليد صادي عضو المكتب الفدرالي السابق. وأكدت ذات المصادر أن الرئيس الحالي للهيئة الكروية المنشغل هذه الأيام بانتخابات عضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، ينتظر بدوره "الضوء الأخضر" من السلطات، للترشح لخلافة نفسه على رأس مبنى دالي إبراهيم، في الانتخابات المقررة قبل منتصف شهر أفريل، أو على الأقل تزكية "ذراعه الأيمن"، ونائبه في الوقت الراهن عضو المكتب الفدرالي عمار بهلول، الذي أبدى استعداده الكامل لدخول معترك الانتخابات، لمواصلة البرنامج المسطر من طرف "الفاف"، خاصة في حال تمكن زطشي من دخول المكتب التنفيذي ل"الفيفا". ويكون بهلول قد بدأ حملته الانتخابية مبكرا، حيث يسعى جاهدا لإقناع أعضاء الجمعية العامة بضرورة اختيار "مرشح الفاف" الذي يتمثل في شخصه. وإذا كان زطشي قد رفض الفصل علنا، في قضية ترشحه مرة أخرى لرئاسة "الفاف" من عدمها، فإن بعض المقربين منه أكدوا ل"الشروق" أن المسؤول الأول ل"الفاف" غير متحمس للجمع بين منصبين، حيث وفي حالة فوزه بمقعد في "الفيفا"، فإنه لن يهتم كثيرا بالبقاء في منصب رئيس الفدرالية، مع العلم أن دخوله المكتب التنفيذي لأعلى هيئة كروية في العالم، يبقى صعبا للغاية، في ظل وجود ثلاثة مرشحين رفقته، يملكون تجربة كبيرة ووزن ثقيل وحلفاء في كرة القدم الإفريقية، وهم رئيس الجامعية فوزي لقجع، والمصري أبو ريدة وبدرجة أقل ممثل غينيا الإستوائية، غوستافو ندونغ. من جهة أخرى، يكون وليد صادي، المناجير السابق للمنتخب الوطني قد دخل بشكل رسمي في التحضيرات لرئاسة "الفاف"، حيث يملك الصفة القانونية باعتباره مساهما في نادي وفاق سطيف، وتربطه علاقات وطيدة مع العديد من رؤساء الأندية، وهو بصدد تحضير برنامج لتقديمه لأعضاء الجمعية العامة. وحسب مصادر "الشروق"، فقد أجرى أحد المقربين من صادي، اتصالات هاتفية مع أعضاء الجمعية العامة، في محاولة منه لجس نبضهم وإقناعهم بضرورة التغيير تحت شعار "الجزائر الجديدة"، وهي الرسالة التي يريد تمريرها وضرب منافسيه بها، فضلا عن أنه يملك خبرة لا بأس بها في التسيير، اكتسبها خلال تواجده في المكتب السابق تحت قيادة الرئيس محمد روراوة. من جانبه، باشر رئيس الرابطة السابق محفوظ قرباج، هو الآخر تحضيراته الجدية لدخول انتخابات شهر أفريل القادم، بعد أن أكد طموحه في الوصول إلى رئاسة "الفاف"، في العديد من خرجاته الإعلامية السابقة. ورغم أن الوقت لازال مبكرا للحديث عن ذلك، إلا أن مقربين من الرئيس السابق لشباب بلوزداد محفوظ قرباج، والذي يملك الصفة القانونية لخلافة زطشي، أكدوا أنه تلقى ضمانات من بعض الأطراف لدعمه في حال ترشحه في أفريل القادم، مع العلم أن قرباج الذي يبقى يناور ويرفض تأكيد هذه المعلومات في الوقت الراهن، معروف عليه دائما لعب الوقت بدل الضائع، وممكن جدا تقديم ملف ترشحه في اللحظات الأخيرة من انتهاء آجال إيداع ملفات الترشح. المرشح الثالث والذي أصبح لا يظهر كثيرا في وسائل الإعلام، هو الرئيس الحالي للرابطة المحترفة عبد الكريم مدوار، الذي أبدى منذ سنوات نيته وعزمه الوصول إلى مقر دالي إبراهيم، تربطه هو الآخر علاقات وطيدة مع جل رؤساء الأندية بحكم رئاسته للرابطة، لكنه يبقى يراقب في الأوضاع في سرية تامة، وربما ينتظر الشارة من السلطات للبوح بقرار ترشحه، رغم تحفظه الكبير في جل خرجاته الإعلامية السابقة، من خلال نفيه ذلك بالقول: "أن رئاسة "الفاف" لا تهمه حاليا والوقت لم يحن بعد للحديث عن هذا الموضوع". ومهما يكن فإن أشغال الجمعية الانتخابية المقررة قبل منتصف أفريل ستكون ساخنة، ويبقى صاحب النفس الطويل والذي يحوز على موافقة السلطات.
