انطلاق امتحان اثبات المستوى للمتعلمين عن بعد في مرحلتي التعليم المتوسط والثانوي    قوات الاحتلال تحتل كامل معبر رفح البري ما أدى إلى توقف دخول المساعدات إلى غزة    شهر التراث: أبواب مفتوحة على مخبر صيانة وترميم التراث الثقافي بمتحف الباردو    حج 2024:بلمهدي يدعو أعضاء بعثة الحج إلى التنسيق لإنجاح الموسم    وكالة "النفط" و"ايكينور" النرويجية يوقعان اتفاقية من أجل دراسة الامكانات الجزائرية في المحروقات    القمة الإفريقية حول الأسمدة وصحة التربة بنيروبي: تبون يبرز الدور الريادي للجزائر في مجال الأسمدة    رئيس الجمهورية يترأس اجتماعا لمجلس الوزراء    الجزائر- تركيا: انعقاد الدورة ال12 للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي غدا الأربعاء    الأمم المتحدة: غوتيريش يطالب الكيان الصهيوني بفتح معبري رفح وكرم أبو سالم فورا    كرة القدم/ذهاب نهائي رابطة ابطال افريقيا: تعيين الجزائري غربال لإدارة مباراة الترجي التونسي والأهلي المصري    زعماء المقاومة الشعبية ضد الاستعمار كانوا متحكمين في فنون الحرب    رئيس الجمهورية: ملف الذاكرة لا يقبل التنازل والمساومة وسيبقى في صميم انشغالاتنا        القادسية السعودي يدخل سباق التعاقد مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو    كأس العالم للحمل بالقوة لذوي الاحتياجات الخاصة: دخول ثلاثة جزائريين المنافسة بنية الاقتراب من التأهل للالعاب البرالمبية    تكوين وتعليم مهنيين: تكريم الفائزين في مسابقة شهر رمضان    باتنة: دعوة إلى تسجيل مشروع ترميم متحف الفسيفساء بتيمقاد    هول كرب الميزان    حملة وطنية للحماية من مخاطر الأنترنت    أعضاء مجلس الأمن الدولي يجددون التزامهم بدعم عملية سياسية شاملة في ليبيا    بطلب من الجزائر …مجلس الأمن يعقد هذا الثلاثاء جلسة مغلقة حول المقابر الجماعية في غزة    "الجزائر شريك استراتيجي في التعاون الإفريقي: الفرص وآفاق التعزيز" محور ملتقى بالجزائر العاصمة    بن طالب يبرز جهود الدولة في مجال تخفيض مستويات البطالة لدى فئة الشباب    الرابطة الأولى: تعادل اتحاد الجزائر مع شبيبة القبائل (2-2)    ماذا بقي في رفح؟    خطوة كبيرة لتكريس الرقمنة    بن مبارك يشيد بدور الإعلام الوطني    قوجيل يستقبل رئيس الجمعية الوطنية للكونغو    فيلم فلسطيني يثير مشاعر الجمهور    وزير الاتّصال يكرّم إعلاميين بارزين    دعوة إلى تعزيز التعاون في عدّة مجالات    تنصيب مدير عام جديد أشغال العمومية    الجزائر تصنع 70 بالمائة من احتياجاتها الصيدلانية    سطيف: حجز 383 غراما من الكوكايين و11 ألف قرص مهلوس    وزير الداخلية يؤكد من خنشلة: الرئيس يعمل على تغيير الأوضاع وتحصين البلاد    زيدان يحدد موقفه النهائي من تدريب بايرن ميونخ    تعزيز المرافقة النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة    ضبط كل الإجراءات لضمان التكفل الأمثل بالحجاج    حقوقيون يدعّمون المعتقلين المناهضين للتطبيع    الشهداء الفلسطينيون عنوان للتحرّر    صادرات الجزائر من الإسمنت 747 مليون دولار في 2023    50 مصمّمة تعرضن الأزياء الجزائرية.. هذا الخميس    تهيئة مباني جامعة وهران المصنفة ضمن التراث المحمي    "هولسيم الجزائر" تركب ألواحا شمسة بموقع الإنتاج    الإطاحة بمروج المهلوسات    تفكيك خمس عصابات مكونة من 34 فردا    حجز 134 كيلوغرام من اللحوم فاسدة    "نمط إستهلاكي يستهوي الجزائريين    بلبشير يبدي استعداده لتمديد بقائه على رأس الفريق    بيتكوفيتش يأمل في عودة عطال قبل تربص جوان    مدرب سانت جيلواز يثني على عمورة ويدافع عنه    "حصى سيدي أحمد".. عندما تتحوّل الحصى إلى أسطورة    الصناعات الصيدلانية : الإنتاج المحلي يلبي أزيد من 70 بالمائة من الاحتياجات الوطنية    بلمهدي يحثّ على الالتزام بالمرجعية الدينية    الشريعة الإسلامية كانت سباقة أتاحت حرية التعبير    إذا بلغت الآجال منتهاها فإما إلى جنة وإما إلى نار    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غزة.. "داعش".. تبرئة مبارك.. محاكمات الإخوان وانتخابات تونس
العرب في 2014:
نشر في الشروق اليومي يوم 01 - 01 - 2015

شهد العالم العربي في العام 2014 أحداثاً مأساوية وحروباً وأعمال عنف بلغت مستوى غير مسبوق منذ فترة طويلة، بداية بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وانتهاكات المستوطنين اليهود للفلسطينيين في الضفة الغربية واقتحامات جيش الاحتلال المتكررة للمسجد الأقصى المبارك، إلى الحرب المستعرة في سوريا والعراق والتحالف العربي-الدولي ضد تنظيم "داعش"، إلى الفوضى العارمة في ليبيا، أما الجانب الإيجابي في الوطن العربي للعام المنصرم فتمثل في تنظيم الانتخابات البرلمانية (أكتوبر) والرئاسية (نوفمبر-ديسمبر) في تونس.
الشروق أونلاين ترصد لكم أهم الأحداث السياسية في العالم العربي في 2014 في هذا الملف:

1- فلسطين.. وفاة شارون وزيارة البابا
في بداية 2014 وتحديداً في 11 جانفي توفي رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق آرييل شارون، عن عمر يناهز 85 عاماً، بعد أن أصيب بسكتة دماغية تسببت في دخوله في غيبوبة استمرت 8 سنوات، شارون متهم بالمسؤولية عن مجزرتي صبرا وشاتيلا في لبنان عام 1982 والعديد من الجرائم بحق الفلسطينيين.
وفي 25 ماي تفاءل الفلسطينيون بزيارة البابا فرانسيس الذي التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم وزار كنسية المهد ومخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين، كما استكمل زيارته بلقاء الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
الحرب العدوانية على غزة
شنت دولة الاحتلال الإسرائيلي حرباً دموية على قطاع غزة استمرت 51 يوماً في السابع من جويلية حتى 26 أوت، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 2147 شخصاً (81 في المائة مدنيين) وإصابة أكثر من عشرة آلاف أغلبهم مدنيون، فيما اعترف الاحتلال بمقتل 72 إسرائيلياً، ستة منهم مدنيون، وتعمدت قوات الاحتلال خلال الحرب تدمير البنية التحتية في القطاع لمعاقبة المدنيين على خلفية دعمهم لخيار المقاومة، مما أسفر عن تدمير آلاف المنازل والمؤسسات والمباني الحكومية وتشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين.
وبدأت الحرب العدوانية، التي أطلق عليها الجيش الإسرائيلي اسم عملية الجرف الصامد، وردت المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" بإطلاق اسم معركة "العصف المأكول"، بعد موجة عنف تفجرت مع خطف وتعذيب وحرق الطفل محمد أبو خضير من شعفاط على أيدي مجموعة مستوطنين في 2 جويلية، وإعادة اعتقال العشرات من محرري صفقة شاليط، وأعقبها احتجاجات واسعة في القدس وداخل عرب 48 وكذلك مناطق الضفة الغربية، واشتدت وتيرتها بعد أن دهس إسرائيلي اثنين من العمال العرب قرب حيفا، وتخلل التصعيد قصف متبادل بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
قبل ذلك، وفي إطار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية كان يفترض أن تفرج إسرائيل عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين التي تضم 26 من قدامى الأسرى الفلسطينيين، مقابل عدم توجه الفلسطينيين إلى المؤسسات الدولية واستئناف المفاوضات، ولكن إسرائيل طالبت بتمديد المفاوضات إلى ما بعد 29 أفريل، إلا أن الفلسطينيين رفضوا هذا الشرط المسبق مما أدى إلى رفض إسرائيل تنفيذ الإفراج عن الدفعة الرابعة.
وفي مطلع أفريل، وقعت السلطة على طلب الانضمام إلى 15 منظمة ومعاهدة دولية في الأمم المتحدة كرد على عدم وفاء إسرائيل بإطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى، وفي 23 أفريل أبرمت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية حماس اتفاقاً للمصالحة وكان من بين نقاطه تشكيل حكومة الوفاق الوطني خلال خمسة أسابيع وهو ما حصل فعلياً في 2 جوان 2014.
في 12 جوان، خُطِفَ ثلاثة مستوطنين في الخليل وبدأ الجيش الإسرائيلي عقبها حملة عسكرية وفي 30 جوان عثر على جثث المستوطنين الثلاثة قرب حلحول في الضفة الغربية، وقد كشفت تقارير بأن الشرطة وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عرفتا بعد وقت قليل من وقوع الحادثة أن الأمر يتعلق بعملية قتل وليس باختطاف لكن الحكومة أرسلت الجيش والأجهزة الأمنية لتشنا حملة واسعة من المداهمات والاعتقالات في الضفة الغربية بحثاً عنهم وكأنهم أحياء، وأعقب ذلك مطالبات إسرائيلية بالانتقام من العرب وهو ما أدى إلى خطف وتعذيب وحرق الطفل محمد أبو خضير من مخيم شعفاط. والذي اعقبه احتجاجات واسعة النطاق وخصوصاً في مناطق عرب 48 وكذلك إطلاق صواريخ من قطاع غزة على المستوطنات والمدن الإسرائيلية وقصف إسرائيلي على القطاع.
المقاومة الفلسطينية أصبحت أكثر تدريباً بمهارات لم تتوقعها إسرائيل
استخدمت كتائب القسام لأول مرة صاروخا محلي الصنع أطلقت عليه اسم آر160 ويصل مداه 160 كيلومتر حيث ضرب مدينة حيفا في 8 جويلية، كما أعلن عن صاروخ من طراز J80، وهو نوع جديد يصل إلى مدى 80 كيلو متر، كما استخدمت سرايا القدس لأول مرة صاروخ من نوع براق 70 والذي سقط في مدينة تل أبيب، والمفاجئة الأكبر كانت باستخدام صاروخ من نوع إم-302 حيث يصل إلى 150 كيلومتراً وقد سقط في منطقة الخضيرة، وتعتبر إسرائيل هذا النوع يهدد مناطق القدس وتل أبيب وأجزاء من منطقة الشمال وحقول الغاز في البحر.
وفي 14 جويلية ذكرت كتائب القسام أنها سيرت أكثر من طائرة بدون طيار نحو عمق إسرائيل، وأصدرت الكتائب بياناً كشفت فيه عن تصنيعها طائرات بدون طيار أطلقت عليها اسم أبابيل1 وذكرت أنها أنتجت 3 نماذج، أولها طائرة A1A وهي ذات مهام استطلاعية، ثانيها طائرة A1B وهي ذات مهام هجومية-إلقاء، وثالثها طائرة A1C وهي ذات مهام هجومية انتحارية.
التوصل إلى هدنة مع الاحتلال
اتفق المفاوضون الفلسطينيون وإسرائيل، في 26 أوت خلال محادثات غير مباشرة على مدى أسابيع في القاهرة، على خطة توسطت فيها مصر لإنهاء الحرب في غزة بعد مرور 51 يوماً.
وفي 12 أكتوبر عقد في العاصمة المصرية القاهرة مؤتمر إعادة إعمار غزة، بحضور أكثر من 50 دولة ومنظمة، وتم جمع أكثر من 4 مليار دولار، على الرغم من ذلك ما زالت أعمال إعادة إعمار القطاع تسير ببطء شديد نتيجة للتعنت الإسرائيلي في إدخال مواد البناء.
المواجهات في الضفة الغربية واقتحامات متكررة للمسجد الأقصى
استشهد أكثر من 70 فلسطينياً في الضفة الغربية والقدس المحتلة وأراضي 1948 المحتلة، منذ بداية عام 2014.
وتنوعت ظروف استشهاد الفلسطينيين ال70 بين مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي وعمليات دهس واختناق بالغاز، وفي هجمات نفذوها ضد مستوطنين يهود.
في الرابع من أوت قام سائق جرافة فلسطيني بدهس مستوطناً يهودياً في القدس فقتله ثم صدم حافلة على بعد 50 متراً، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح طفيفة، وفقاً لشرطة الاحتلال التي أطلقت النار على السائق الفلسطيني واستشهد، حدث مهد لظهور أحداث مشابهة في تغير لافت لأسلوب المقاومة الفلسطينية في مواجهة غطرسة القوات المحتلة.
استمرت المظاهرات المناوئة للاحتلال والاستيطان في جميع أنحاء الضفة الغربية على مدار العام، فازدادت قبضة قوات الاحتلال واستشهد عشرات الفلسطينيين في الضفة واعتقل المئات.
وشهد يوم 10 ديسمبر استشهاد الوزير الفلسطيني زياد أبو عين بعد اعتداء إسرائيلي عليه، إثر اشتراكه في احتجاج على مصادرة الإسرائيليين للأراضي.
وشهد المسجد الأقصى المبارك على مدار العام بشكل شبه يومي سلسلة اقتحامات واعتداءات من قبل المستوطنين وقوات الشرطة وجيش الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة لبسط السيطرة الكاملة عليه، وفرض مخطط التقسيم الزماني والمكاني للأقصى.
واستمرت عملية بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، على الرغم من التنديد الدولي الواسع لها.
اعترافات رمزية بدولة فلسطينية
عام 2014 شهد حركة اعترافات رمزية كبيرة من قبل مختلف البرلمانات الأوروبية، وبدأت بذلك السويد ولكن رسمياً من قبل الحكومة في 30 أكتوبر، لتكون أول دولة أوروبية تقوم بذلك، ثم تلتها الاعترافات الرمزية:
13 أكتوبر: مجلس العموم البريطاني (274 مع و12 ضد من مجموع 650).
18 نوفمبر: مجلس النواب الإسباني (319 مع و2 ضد و1 متحفظ من جملة 350).
2 ديسمبر: الجمعية الوطنية الفرنسية (339 مع و151 ضد و16 متحفظ من جملة 577).
10 ديسمبر: البرلمان الايرلندي.
11 ديسمبر: مجلس الشيوخ الفرنسي (154 مع و146 ضد من جملة 384).
12 ديسمبر: مجلس الجمهورية البرتغالي (203 مع و14 ضد من جملة 230).
17 ديسمبر: البرلمان الأوروبي يتبنى قراراً يؤيد قيام دولة فلسطينية من حيث المبدأ، في خطوة لا تعني دعوة رسمية لكافة الدول الأعضاء في الاتحاد إلى الاعتراف بهذه الدولة، كما يمثل حلاً وسطاً لا يحذو حذو بعض البرلمانات الوطنية الأوروبية التي ساندت الاعتراف بالدولة الفلسطينية على الفور.

2- سوريا.. 4 سنوات على الصراع الدموي
عام 2014 كسابقه بالنسبة لسوريا، يحمل نفس السوء والشؤم، إلا أن الأحداث تأخذ شكلاً متغيراً بل ومفاجئاً في بعض الأحيان، المعارضة المسلحة تمزقت وتقاتلت فيما بينها، وقوات النظام بمساندة ميليشيات شيعية عراقية وقوات إيرانية وحزب الله اللبناني تحاول استعادة السيطرة على البلاد دون جدوى، صعود تنظيم "داعش" بقوة وسيطرته على مساحات شاسعة من سوريا زاد من تعقيدات الوصول إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة.
"داعش" وقطع رؤوس الرهائن
أثار تنظيم "داعش" موجات واسعة النطاق من الذعر والقلق في مختلف أنحاء العالم، من خلال حملته العنيفة للسيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي والتي قام التنظيم خلالها بقتل المدنيين وقطع رؤوس صحفيين وعمال إغاثة غربيين.
تمدّد "داعش" وإعدامه لرهائن غربيين واعتداءاته على الأقليات في سوريا والعراق مثل المسيحيين والإيزيديين والأكراد، استفز العالم الغربي الذي شكل تحالفاً عربياً-دولياً بقيادة الولايات المتحدة شن غارات على مواقع التنظيم في سوريا بداية من سبتمبر، على الرغم من ذلك، التنظيم المتشدد تابع تمدده واستولى على قواعد عسكرية للنظام وتقدم في مدن سورية عديدة وتحدى غارات التحالف والعالم يتابع بشكل يومي ما يجري من معارك في مدينة كوباني الكردية السورية بين أفراد "داعش" والمقاتلين الأكراد، في معركة ركزت عليها وسائل الإعلام العالمية بشكل مثير، لكنه لم تحسم نتيجتها حتى اليوم.
انتخابات في ظل الحرب وجهود لإحلال السلام
فبعد الصراع المستمر منذ مارس 2011، راح ضحيته مئات الآلاف وشهد نزوح الملايين، قام الرئيس السوري بشار الأسد بإجراء انتخابات رئاسية جديدة، في المناطق الخاضعة لسيطرة نظامه، ليربح بالطبع في يوم 3 جوان، ثم يؤدي اليمين الدستورية معلناً فترة رئاسية جديدة أمدها لسبع سنوات.!
في 11 جويلية عين بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، الدبلوماسي السويدي-الإيطالي ستيفان دي ميستورا كمبعوث أممي لسوريا، خلفاً للجزائري الأخضر الإبراهيمي.

3- لبنان.. اشتباكات في طرابلس
أعلنت السلطات اللبنانية في 1 جانفي، القبض على السعودي ماجد الماجد زعيم (كتائب عبدالله عزام) الجهادية التي أعلنت مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري الذي استهدف السفارة الايرانية في بيروت نوفمبر العام الماضي. وفي 4 جانفي الجيش اللبناني يعلن وفاة الماجد زعيم كتائب عبد الله عزام في أحد مستشفيات العاصمة اللبنانية بيروت نتيجة فشل كلوي.
وفي 20 جانفي قتل ستة أشخاص في اشتباكات طائفية وقعت في مدينة طرابلس شمال لبنان. وفي 21 مارس أعلن عن سقوط 21 قتيلاً وأكثر من 150 جريحاً في اشتباكات في مدينة طرابلس، على خلفية الصراع في سوريا.
وفي 4 أفريل أعلن حزب القوات اللبنانية ترشيح سمير جعجع لانتخابات الرئاسة، التي لم تنجح حتى الآن بانتخاب أي رئيس بعد فشل البرلمان في عشر محاولات من الاقتراع.
وأعلن في 4 أوت عن مقتل 13 جندياً و50 مسلحاً واختطاف العديد من الجنود اللبنانيين نتيجة تصاعد عمليات العنف والاشتباكات بين قوات الجيش اللبناني والمسلحين في بلدة عرسال الحدودية مع سوريا.

4- العراق.. سيطرة "داعش" على مساحات واسعة
في العاشر من جوان تمكنت "داعش" من السيطرة على مدينة الموصل شمالي العراق وكذلك على منشئات حيوية في المدينة من أهمها مبنى محافظة نينوى والمطار، وقنوات تلفزيونية، وأعقب ذلك إطلاق ألف سجين من السجن المركزي، واتهمت أطراف رئيس الوزراء نوري المالكي بسقوط المدينة نتيجة اعتماده على قيادة عمليات نينوى التي لم تكن تطلع مجلس المحافظة على الخطط، وأنه يستمع إلى تقارير استخباراتية ولا يستمع إلى القيادات المدنية في المحافظة.
في يوم 29 جوان أعلن تنظيم "داعش" الخلافة، ونصب أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين، وأصبح يعرف بالخليفة إبراهيم.
وفي 9 جويلية، العراق يبلغ الأمم المتحدة بسيطرة تنظيم "داعش" على منشأة للأسلحة الكيميائية في شمال غربي العاصمة بغداد.
اتهم التنظيم المتطرف بتنفيذ أعمال عنف وحشية تمثلت بقتل آلاف الجنود العراقيين بعد أسرهم، وعمليات تهجير بحق الأقليات (مسيحيين وإيزيديين).
وفي 24 جويلية، انتخب المرشح المشترك للأحزاب الكردية، فؤاد معصوم لرئاسة الجمهورية العراقية.
في 8 أوت، أمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشن ضربات جوية ضد تنظيم "داعش" في العراق، وتوسعت الحملة في سبتمبر - بدعم من الحلفاء العرب - لتصل إلى أهداف "داعش" داخل سوريا.
وشهد العام 2014 تنحي رئيس الوزراء نوري المالكي في 14 أوت بعد تعالي الأصوات السنية والكردية المعارضة لتوليه فترة ثالثة في قيادة الحكومة العراقية، ليخلفه في منصبه حيدر العبادي.

5- مصر.. محاكمة مرسي وقيادات الإخوان
شهدت مصر عدة تغيرات هذا العام.. فبعد الإطاحة بالرئيس المصري المنتخب محمد مرسي في انقلاب 3 جويلية من العام السابق، زج بالسجن وتم توجيه العديد من التهم إليه، وكانت أولى محاكماته في ال14 من فيفري هذا العام.
وأصدر القضاء المصري أحكاماً بالإعدام بحق المئات من جماعة الإخوان المسلمين على رأسهم المرشد محمد بديع، ولاقت الأحكام إدانات واسعة من هيئات حقوقية دولية.
وفي 24 مارس تم الحكم على 528 شخص من مناهضي الانقلاب في مصر بالإعدام بتهمة التشجيع على العنف.
وفي 19 جوان قضت محكمة مصرية بالإعدام على 14 شخصاً من مناهضي الانقلاب بينهم رئيس مكتب الارشاد في جماعة الإخوان المسلمين محمد بديع.
انتخاب السيسي
في مارس يعلن وزير الدفاع وقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي خوضه الانتخابات الرئاسية.. وفي29 ماي تعلن اللجنة العليا للانتخابات حصوله على 97 في المائة من أصوات الناخبين وفوزه برئاسة مصر.!
الاضطرابات في سيناء
استمرت الاضطرابات في سيناء وقامت مجموعات مسلحة بعمليات استهدفت الشرطة والجيش، أدت إلى مقتل العشرات منهم، وأشهر هذه المجموعات كانت جماعة أنصار بيت المقدس التي أصبح اسمها ولاية سيناء بعد أن أعلنت مبايعتها لتنظيم "داعش" في 10 نوفمبر.
قمع المظاهرات
واصلت السلطات الأمنية المصرية قمع المظاهرات المناوئة للانقلاب واعتقلت مئات المتظاهرين وزجت بهم في السجون، في أسوأ موجة من الاستبداد تشهدها مصر بعد ثورة 25 يناير/جانفي 2011.
براءة مبارك
وآخر الأحداث على الساحة المصرية والتي لاقت اهتماماً كبيراً؛ كان الحكم ببراءة مبارك في 29 نوفمبر.. ويمكن اعتباره الحدث الأكبر والأكثر اهتماماً هذا العام.

6- ليبيا: اللواء حفتر والجماعات الإسلامية
في العام 2014 بزغ نجم اللواء خليفة حفتر، الذي بدأ ما يطلق عليه "معركة الكرامة" ضد الجماعات الإرهابية الإسلامية، حسب أدبياته، وبهدف تحرير ليبيا منها في ماي الماضي، بينما تتوعده هذه الجماعات بقيادة أنصار الشريعة بالتصفية هو وقواته، وتصفه بقائد للصحوات الليبية المدعومة من الاستعمار الأمريكي، والشعب الليبي ضائع بين الجانبين.
في طرابلس يحتدم الصراع بين قوات فجر ليبيا الأقرب إلى الإسلاميين وميليشيا الدروع التابعة لمصراته وبين كتائب الزنتان مثل كتائب الصواعق والقعقاع، وبعد استيلاء قوات فجر ليبيا على مطار طرابلس ومنطقة ورشفاله التي يتردد أن أنصار العقيد القذافي وراياتهم الخضر يتمركزون فيها هناك تقارير تفيد بأنها، أي قوات فجر ليبيا، بصدد اقتحام منطقة الزنتان، واعتقال سيف الإسلام القذافي المعتقل في أحد سجونها.
الانقسام هو العنوان الرئيسي في ليبيا العام 2014 وربما لفترة أطول، فالغرب غرب، والشرق شرق، والجنوب جنوب، وهناك حكومتان، وبرلمانان، وجيشان، وبنكان مركزيان، وقوتان للشرطة، وإمارات مستقلة مثل إماراتي درنة ومصراتة، الأولى إسلامية، والثانية تجارية إسلامية ليبرالية، وأضف ما شئت من التسميات، فالمال هو مطلب الجميع.
قطر تدعم الجماعات الإسلامية وتمولها، والإمارات ومصر تدعم اللواء خليفة حفتر، ولا أحد يعرف هوية الطائرات التي تقصف بنغازي، ومن المتوقع أن تقصف قريباً طرابلس، وهناك تكهنات بأنها مصرية أو إماراتية أو الاثنتين رغم نفي البلدين أي مشاركة لها في المعارك أو التدخل في الشأن الداخلي الليبي.
وافد جديد طرأ على الساحة الليبية في العام 2014، ربما يكون أكثر خطورة وأشد بأساً من الجميع، فقد أعلن المستر برناردينو ليون مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، أن مجموعات مناصرة لداعش، بدأت تتحرك في الساحل الإفريقي، ومن بينها ليبيا وعلينا العمل على عزلها ومحاربتها.

7- تونس: الانتخابات البرلمانية والرئاسية
في 26 أكتوبر عقدت الانتخابات التشريعية وهي أول انتخابات تشريعية تتم بعد إقرار دستور 2014. فاز حزب نداء تونس العلماني والمتهم باستقطاب رموز التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل بالمرتبة الأولى بعد أن حصل على 86 مقعد من جملة 217 مقعد في المجلس. ثم تلاه حزب حركة النهضة الإسلامي ب69 مقعد متراجعاً 20 مقعد مقارنة بسنة 2011 حينما تحصل على 89 مقعد.
بعد ذلك، أدلى التونسيون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، حيث تعتبر أول انتخابات رئاسية بعد إقرار دستور تونس 2014 الجديد من قبل المجلس الوطني التأسيسي، في أول انتخابات نزيهة وديمقراطية بعد ثورة 2011. ففي 23 نوفمبر انتهت الدورة الأولى من السباق الرئاسي بإعلان تصدر كل من مرشح نداء تونس الباجي قائد السبسي والرئيس المنتهية ولايته المرشح المستقل محمد المنصف المرزوقي قائمة المرشحين للرئاسيات.
وفي يوم 22 ديسمبر فاز السبسي بجولة الإعادة من انتخابات الرئاسة، متقدماً على منافسه المرزوقي بحصوله على نسبة 55 في المائة من الأصوات.
التهديدات الإرهابية
تطورت العمليات الإرهابية في 2014، وبرز العنصر النسائي لأول مرة في عمليات التخطيط والتنسيق والتنفيذ لعمليات جماعات تنظيم أنصار الشريعة المحظور، (في سبتمبر الداخلية تكشف عن امرأتين ضالعتين في تنسيق الجناح الإعلامي للتنظيم).
ففي 10 جانفي، صنفت واشنطن تنظيم أنصار الشريعة في تونس تنظيماً إرهابياً، وفي 6 فيفري، الأمن التونسي يقتل كمال القضقاضي (35 عاماً) و6 إرهابيين آخرين، والقضقاضي متهم بتخطيط وتنفيذ عملية اغتيال الناشط اليساري شكري بلعيد صبيحة 6 فيفري 2013، كما وجهت له تهمة المشاركة في التخطيط لاغتيال نائب المجلس الوطني التأسيسي عن حزب التيار الشعبي محمد البراهمي في 25 جويلية 2013.
وفي يوم 28 ماي، وقع هجوم إرهابي على منزل وزير الداخلية لطفي بن جدو في مدينة القصرين القريبة من جبل الشعانبي وأسفر عن مقتل 4 من الحراس.
وفي 16 جويلية، مصرع 15 جندياً على يد مسلحين ينتمون لتنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي في منطقة هنشير التلة في جبال الشعانبي في محافظة القصرين (غرب).
وفي 24 أكتوبر، عشية الانتخابات التشريعية، مقتل 6 إرهابيين في منطقة وادي الليل في ضواحي غرب العاصمة (5 نساء ورجل ) ومقتل رجل أمن في اشتباك بين قوات الأمن وعناصر إرهابية متحصنة بمنزل.
وفي 5 نوفمبر، هجوم مجموعة إرهابية على حافلة تنقل عسكريين وقتل 5 منهم وجرح 10 آخرين في منطقة نبر في محافظة الكاف (شمال غرب).
وأخيراً التطور الأخطر في يوم 17 ديسمبر: قياديون في تنظيم أنصار الشريعة يبثون فيديو ويعلنون انتمائهم لداعش ويهاجمون الانتخابات الرئاسية ويعترفون لأول مرة بأنهم من قتلوا شكري بلعيد ويتوعدون بمزيد من العمليات الإرهابية في تونس.

8- الخليج العربي وسحب السفراء من قطر
سحبت السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة يوم 5 مارس سفراءها من قطر، في انقسام لم يسبق له مثيل بين دول مجلس التعاون الخليجي التي دبت الخلافات بينها حول دور الإسلاميين في منطقة تهزها الاضطرابات.
يأتي في 16 نوفمبر "اتفاق الرياض التكميلي" ليضع حداً لأزمة خليجية عاصفة، كادت أن تفكك عرى مجلس التعاون الخليجي. فالدول الخليجية الثلاث اتهمت قطر، في مارس الماضي، بدعم الإخوان المسلمين والتدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس من خلال إيواء معارضين خليجيين وتجنيس مواطنين بحرينيين، وقامت يومها بخطوات غير مسبوقة تمثلت في سحب السفراء من الدوحة.
عودة سفراء السعودية والإمارات والبحرين إلى الدوحة، قبيل أسابيع قليلة من القمة الدورية المقرر عقدها في الدوحة، يطرح التساؤل الآن عن الثمن الذي دفعته قطر وعن الالتزامات التي تعهدت بها، هذا من جهة. ومن جهة أخرى عن جدية الدوحة في الالتزام بتلك التعهدات.
دول الخليج في التحالف الدولي ضد "داعش"
استطاع تنظيم "داعش" أن يوحد القوى السُّنية في الخليج العربي وإيران والعراق والولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين ضده. ومع أنه ظهرت علامات على أنه يجري احتواؤه، فإنه يعزز على ما يبدو قبضته على الأراضي التي يسيطر عليها في شرق سوريا وغرب العراق.
ويفتح التنظيم جبهات جديدة على ما يبدو في شبه جزيرة سيناء وفي ليبيا وربما في اليمن، في حين أنه لا يزال قادراً على التوغل في لبنان.

9- اليمن: سيطرة الحوثيين على صنعاء
واجه اليمن في العام 2014، خطر التفكك نتيجة للحرب الأهلية بعد أن سيطر المسلحون الحوثيون بدعم عسكري ومالي إيراني على صنعاء في 21 سبتمبر وواصلوا تقدمهم وسيطروا على محافظات عدة بعد ذلك.
وأصبح البلد ميدان معركة آخر بين المتنافسين الإقليميين إيران والسعودية التي كان لها في السابق اليد العليا في اليمن وكانت تمول الحركات السُّنية السلفية ضد الحوثيين.
وتدهور الوضع الأمني بشدة بعد تصاعد الهجمات والمواجهات بين تنظيم القاعدة في اليمن والحوثيين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.