أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة فجر الجمعة، بغالبية 119 صوت، ومعارضة 8 دول، وامتناع 45 دولة عن التصويت، الموافقة على رفع علم فلسطين في مقرات الأممالمتحدة. وسبق التصويت إلقاء كلمات أكدت في غالبيتها أهمية مناصرة حقوق الشعب الفلسطيني، فيما زعمت مندوبة الولاياتالمتحدة الأميركية أن رفض بلادها لمشروع القرار "لا يعني إنكارها للحق الفلسطيني". وبدوره، حث السفير محمد علي الحكيم، مندوب العراق في الأممالمتحدة، الدول الأعضاء على دعم مشروع القرار، بما يتيح الفرصة لفلسطين والدول غير الأعضاء (الحاصلة على صفة مراقب) لرفع أعلامها في مقر الأممالمتحدة تحت البند المرقم 120 من جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 69. يذكر أن مشروع القرار الذي تم إقراره ينص على قيام الجمعية العامة برفع أعلام الدول غير الأعضاء التي لها صفة المراقب بالمقر، وفي مكاتب الأممالمتحدة، وأن تقييم هذه الدول بعثات لها في المقر. كما يطلب القرار من الأمين العام للأمم المتحدة اتخاذ الإجراءات الضرورية لتنفيذ هذا القرار خلال عشرين يوما من تاريخ اعتماده. ومن أبرز الدول التي دعمت مشروع القرار إلى جانب الدول العربية، كل من: بنغلادش، والبرازيل، وكمبوديا، وكوبا، وتشاد، وسلفادور، وإندونيسيا، وماليزيا، ومالي، والنيجر، وباكستان، وتركيا... ورحّب وزير خارجية دولة فلسطين د. رياض المالكي باعتماد أغلبية الدول الأعضاء للأمم المتحدة، قرار رفع علم فلسطين على مقرات الأممالمتحدة، بصفتها دولة مراقِبة، واصفاً إياها ب"اللحظة التاريخية". وشكر المالكي الدول الشقيقة والصديقة التي صوّتت لصالح القرار، مؤكدا أنها دول منسجمة مع مبادئها وهي بتصويتها الإيجابي ترسل رسالة أمل إلى الشعب الفلسطيني، وتؤكد على دعم فلسطين وللحل القائم على الدولتين، والحفاظ على هذا الحل، في وقت تعمل فيه إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، وحلفاؤُها على تقويض حل الدولتين. وفي الوقت نفسه، دعا المالكي الدول التي امتنعت عن التصويت إلى مراجعة مواقفها، وأن تقف عند مبادئها وتتوقف عن الكيل بمكيالين، وشدد على أن من يريد الحفاظ على السلام يجب أن يتحلى بالشجاعة للوقوف مع الحق. وقال المالكي إن العلم الفلسطيني رمزٌ لنضال وتضحيات شعبنا خلال مسيرته الطويلة، وقد قُدّمت تحت رايته التضحيات حتى يظل رمزا وطنيا شامخا. وأضاف "إننا نستذكر شهداءنا الأبرار ومسيرة أسرانا، وجرحانا، وعائلاتهم الذي ضحوا ليحيا الوطن، وليبقى علم فلسطين خفاقاً كشعار للحرية". ودعا وزير الخارجية إلى ضرورة أن تأخذ دول المجتمع الدولي مواقف واضحة لرفض السياسات والممارسات غير القانونية لدولة الاحتلال. ووعد وزير الخارجية باستكمال الجهود الدبلوماسية في العمل على مساءلة دولة الاحتلال، واستخدام جميع أدوات القانون الدولي من اجل تجسيد دولة فلسطين، والوصول للاستقلال، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، وان المعركة الدبلوماسية والقانونية والسياسية مستمرة مع الاحتلال حتى إحقاق حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، في تجسيد الدولة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها بناء على القرار الأممي رقم 194.