الحدود لا تزال مغلقة في انتظار ما قد يستجد توحي التعزيزات الأمنية التي تم تشديدها، خاصة على مستوى الحدود الجزائرية المغربية أن القائمين على الملف الأمني في الحدود، مقتنعين بأن "فتحها ليس مدرجا في أجندتهم في المستقبل القريب". * وتندرج زيارة قائد سلاح الدرك الوطني، برأي مراقبين، لأقصى الحدود الغربية في هذا الإطار، حيث أشرف أمس، على فتح مركز متقدم لحرس الحدود لا يبعد إلا بحوالي متر واحد عن مدينة وجدة المغربية. * ويكون اللواء أحمد بوسطيلة قد وجه تعليمات لضباط الدرك المكلفين بأمن الحدود لضرورة التحلي باليقظة وتشديد الرقابة لإحباط المخططات الإجرامية التي تمس بأمن واقتصاد البلاد، خاصة التهريب بأشكاله، إضافة الى منع تسلل أي أفراد عبر الحدود إلى الجزائر، ويكون أكد على توفير الحكومة جميع الوسائل والإمكانيات لتحقيق مكافحة فعالة للجريمة العابرة للحدود، كما يكون قائد سلاح الدرك في هذه الزيارات الميدانية التي رافقه فيها إطارات سامية في الدرك، منهم قائد هيئة حرس الحدود ومدير المشاريع وقائد القيادة الجهوية الثانية للدرك بوهران قد طالب أفراده بتنسيق العمل بين حرس الحدود والفرق الإقليمية للدرك. * وقال أمس، ضباط سامون في قيادة الدرك الوطني إنه تم اعتماد مخطط أمني استعجالي لتأمين الحدود وضمان تغطية واسعة نهاية السنة الجارية، من خلال تعزيزات أمنية خاصة على طول الشريط الحدودي الغربي مع المملكة المغربية، التي تعتبر منفذ المخدرات والمتفجرات، وأضافت هذه المصادر ل "الشروق اليومي" أن مصالح الدرك الوطني بولاية تلمسان تقوم بتحقيقات واسعة في ممتلكات بعض الأشخاص ومصدر ثرائهم المفاجىء، على خلفية توفر معلومات تفيد بأن شبكات التهريب المغربية قامت بتجنيد جزائريين يقيمون في مدينة مغنية الحدودية وكانوا يشكلون شبكات دعم وإسناد لها لاستثمار عائدات التهريب، خاصة تهريب المخدرات والوقود والسيارات في مشاريع استثمارية في إطار تبييض الأموال، خاصة في مجال الفندقة، العقار، والنشاطات الحرفية. * ولا تستبعد مصادرنا أن يتم استثمار هذه الأموال لشراء الأسلحة والمواد المتفجرة والمؤونة لتمويل الجماعات الإرهابية، خاصة تنظيم ما يسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" تحت إمرة عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود) الذي يعاني من نقص التمويل، وكانت مصالح مكافحة الإرهاب في هذا السياق قامت بتفكيك شبكة إسناد قبل أشهر بولاية تلمسان بناء على معلومات أدلى بها تائب تتكون من مهربي وقود. * وتحفظ إطارات الدرك الوطني، الذين تحدثت إليهم "الشروق اليومي"، عن الحديث عن مسألة فتح الحدود التي تبقى، حسب مراقبين للوضع، غير مطروحة أصلا في الوقت الراهن، وإذا كان رئيس الجمهورية قد فصل في القضية في حوار أجرته معه صحيفة "العرب" القطرية، إلا أن خرجة قائد سلاح الدرك الوطني الميدانية التي رافقته فيها "الشروق اليومي" تؤكد أنه أمر مستبعد جدا على خلفية المخطط الاستعجالي، الذي تبنته قيادة الدرك لتأمين الحدود، خاصة الحدود الغربية وحرص اللواء أحمد بوسطيلة على معاينة الوضع ميدانيا، وكذلك مدى قدرات أفراد حرس الحدود في مواجهة الجريمة العابرة للحدود وإشرافه على فتح مراكز متقدمة لحرس الحدود بمواقع قريبة جدا من الحدود المغربية. * وكان أمس، اللواء أحمد بوسطيلة قد أشرف على تدشين مركز حدودي متقدم بمنطقة الزوية على بعد 10 كم من مغنية الحدودية أقصى غرب ولاية تلمسان، ولا يبعد هذا المرطز إلا بحوالي متر واحد عن مدينة وجدة المغربية وتم دعمه بوسائل عمل متطورة أهمها ربطه بشبكة الأنترانات الداخلية لضمان إرسال المعلومة في حينها، كما عاين وسائل عمل الكتيبة الإقليمية للدرك بمغنية.