دارت اشتباكات عنيفة بين جماعات مسلحة متناحرة، مساء الخميس، في العاصمة الليبية طرابلس، حيث سمع دوي إطلاق نار وانفجارات في جنوبالمدينة، وفقاً لوكالة فرانس برس. وتم نشر أسلحة ثقيلة، واتخذت دبابات وعربات بيك آب مواقع لها في بعض أحياء جنوب العاصمة الليبية الخاضعة لسيطرة مجموعات مسلحة من انتماءات مختلفة. وذكرت وسائل إعلام ليبية، أن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا، لكن لم يتسن على الفور الحصول على حصيلة القتلى من مصدر مستقل. وتدور معارك شبه يومية بين هذه المجموعات المسلحة التي انخرطت منذ سقوط الزعيم الليبي معمر القذافي عام 2011، في صراع نفوذ أدى إلى منع الحكومات المتعاقبة من إعادة النظام إلى البلاد في ظل غياب جيش نظامي. وعجزت حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة من المجتمع الدولي عن فرض سلطتها، رغم أنها تحظى أيضاً بدعم بعض المجموعات المسلحة. وهناك مجموعات مسلحة أخرى معادية لحكومة الوفاق الوطني وتدعم رئيس "حكومة الإنقاذ الوطني" السابقة خليفة الغويل الذي يرفض الرحيل. واندلعت المعارك بعد ظهر الخميس، في محيط مبان يشغلها الغويل بالقرب من فندق ريكسوس، قبل أن تمتد إلى أجزاء أخرى من جنوب العاصمة. ولم تتحدد بوضوح أسباب الاشتباكات. وإلى جانب الدوافع السياسية، هناك خصومة بين مجموعات سلفية من جهة، ومجموعات إسلامية أخرى مناهضة لحكومة الوفاق الوطني وموالية لرئيس دار الإفتاء الشيخ المثير للجدل الصادق الغرياني من جهة ثانية. وقد تصاعد التوتر بين الجهتين منذ إعلان دار الإفتاء الليبية مقتل أحد أبرز أعضائها الشيخ نادر السنوسي العمراني الذي كان خطف قبل أكثر من شهر من أمام مسجد في طرابلس في ظروف غامضة. والسلفيون متهمون من جانب خصومهم بالوقوف وراء خطف العمراني وقتله، الأمر الذي ينفونه. وفي شرق البلاد، دار قتال أيضاً، يوم الخميس، في بنغازي ثاني أكبر مدينة ليبية، حيث تشن قوات موالية للقائد العسكري في الشرق خليفة حفتر حملة عسكرية ضد إسلاميين ومعارضين آخرين منذ أكثر من عامين. ووقعت اشتباكات متقطعة وغارات جوية حول حي قنفودة المحاصر وهو من أواخر معاقل المقاومة لقوات الجيش الوطني الليبي التي يقودها حفتر. وشنت قوات حفتر أحدث هجوم لها على المنطقة، يوم الأربعاء. وقال مسؤول طبي، إن 11 رجلاً من الجيش الوطني الليبي قتلوا وأصيب 36 خلال يومين من القتال. من جهة أخرى، تخوض قوات موالية لحكومة الوفاق الوطني مدعومة من الولاياتالمتحدة منذ أشهر معارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في مدينة سرت، حيث قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الخميس، أن مقاتلي التنظيم المتشدد أصبحوا لا يسيطرون سوى على منطقة صغيرة جداً في معقلهم السابق في سرت.