أقرت شركة لافارج هولسيم السويسرية العملاقة لمواد البناء، الخميس، بعقد ترتيبات "غير مقبولة" مع جماعات مسلحة في سوريا لضمان أمن مصنع للإسمنت تابع لها في 2013 و2014. وأقرت المجموعة، بأن فرعها المحلي الذي كانت تملكه في ذلك الحين شركة لافارج الفرنسية قبل انصهارها مع هولسيم السويسرية في عام 2015: "سلم أموالاً إلى أطراف ثالثة للتوصل إلى ترتيبات مع عدد من هذه المجموعات المسلحة، بينها أطراف مستهدفة بعقوبات"، حسب ما نقلت وكالة فرانس برس. وتابعت المجموعة، أن تحقيقاً داخلياً "لم يثبت بيقين من كان المستفيدون من الأموال في نهاية المطاف بعد الأطراف الثالثة المعنية". وذكرت صحيفة "لوموند" التي كشفت المسألة في جوان، أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) كان من المستفيدين من هذه الترتيبات. والمجموعة مستهدفة في فرنسا بتحقيق أولي فتح في أكتوبر بعد تقديم منظمات غير حكومية ووزارة الاقتصاد شكاوى لاتهامها خصوصاً بتمويل الإرهاب وبانتهاك العقوبات التي يفرضها الإتحاد الأوروبي على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ويقع مصنع الإسمنت المعني بالمسألة في الجلابية على مسافة 150 كلم شمال شرق حلب. واشترته شركة لافارج الفرنسية عام 2007 وتم تشغيله عام 2011. ومع تصاعد النزاع "طرح تدهور الوضع السياسي في سوريا تحديات بالغة الصعوبة بالنسبة للأمن وأنشطة المصنع والموظفين"، بحسب ما أوضحت المجموعة. وتابعت أن "ذلك تضمن تهديدات لسلامة المتعاونين، وبلبلة في تأمين الإمدادات الضرورية لتشغيل المصنع وتوزيع منتجاته". وأقرت بأنه "بعد مرور الزمن، تبدو التدابير المتخذة لمواصلة أنشطة المصنع غير مقبولة". وتابعت المجموعة، أن "مسؤولي العمليات في سوريا تصرفوا على ما يبدو بالطريقة التي اعتبروها لمصلحة المصنع وموظفيه. إلا أن التحقيق يكشف عن أخطاء كبيرة في التقدير، تتعارض مع مبادئ السلوك المعتمدة في ذلك الحين".