اهتز، الجمعة، سكان حي بابا علي العتيق بأعالي مدينة معسكر على وقع جريمة قتل نكراء راح ضحيتها طفل يبلغ من العمر سبع سنوات يزاول دراسته في الابتدائي وأنهى امتحاناته قبل يومين فقط وهو في انتظار نتائجها. الضحية تعرض لخنق بواسطة منديل متبوع بطعنات خنجر على مستوى الظهر بينما كان مستغرقا في نومه بغرفة بين اثنين من أخوته، حيث هو ثالثهما إذ يكون الجاني قد تعمد القيام بفعلته وتركه يتخبط في دمائه بين شقيقيه. ولم يتفطن أحد للمصيبة إلى غاية الصباح حيث عثر عليه غارقا في دمائه في غرفة ضيقة تقع بالمسكن الآيل للسقوط يقاسمه والده وأعمامه فيه رغم صغر مساحته. الطفل قادة قوادري شيعت جنازته بعد صلاة الجمعة أمس بمقبرة سيدي امحمد الشريف وسط حضور كبير للجيران والأقرباء ومواطني المدينة، الذين بقوا على وقع الصدمة لهول ما حل بهذه العائلة، التي تصنف تحت درجة الفقر اعتبارا من أن الوالد حارس مدرسة. وفي الوقت الذي بقي فيه والد الضحية ملتزما الصمت، ومستغرقا في دهشة كبيرة فقد صرّح الجيران ل"الشروق"، بأن الطفل ظل إلى غاية مساء الجمعة يلهو ويلعب رفقة أبناء الحي، مثنين على أخلاقه العالية، فيما ذكر خاله وقال ابن خال الضحية: "قادة أتى لخاله مساء أمس طالبا منه أن يشتري له حذاء للعيد وقد كانت آخر كلمات ينطق بها". وأمام تطابق أقوال جيران العائلة والأقارب وشهادتهم بحسن سلوك والد الضحية وأبنائه وعلاقته الحسنة مع الجميع فإن دافع الانتقام يبقى مستبعدا كذلك. وبالعودة لتفاصيل للحادثة وأساليب ارتكابها يعتقد أن الجاني تسلل للمسكن وولج غرفة الأبناء وتوجهه مباشرة نحو أوسطهم وهم مستغرقين في نومهم ليقوم بخنقه ثم طعنه واضعا حدا لحياته مخلفا بقية الإخوة وراءه فإنها تفاصيل بقي أمامها كل أفراد العائلة ومن سمع بها يرددون الأسئلة بعيدا عن أية فرضية. وقد قضى والد الطفل وقتا طويلا بين بيته حيث مراسيم العزاء ومحافظة الشرطة التي باشرت تحقيقاتها في القضية إذ أن جميع الفرضيات تبقى موضوعة على الهامش ما لم يتم توقيف الجاني وإجابته عن هذه الأسئلة.