تحوّل اهتمام الشباب مؤخرا إلى قيادة الدراجات النارية من مختلف الأصناف، وانتشرت الظاهرة بالخصوص في مواكب الأعراس، فصار كلّ موكب تتقدمه أكثر من 10 دراجات نارية، يقوم أصحابها بحركات استعراضية على الطرق السريعة. والخطير في الموضوع، أن الدراجات النارية لا تمثل أكثر من0.51 بالمائة من مركبات الطرق، ومع ذلك فهي تتسبّب في 12 بالمائة من حوادث المرور، حسب آخر إحصائيات المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق. انتشرت ظاهرة قيادة الدراجات النارية والقيام بحركات استعراضية على الطرق السريعة خلال الصائفة، إلى درجة صار أصحابها يوقفون حركة المرور عبر طريق كامل، ليتسنى لهم القيام باستعراضاتهم فوق الدراجات، فيما يتولى آخرون من داخل السيارات تصويرها ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. والخطير في قيادة الدراجات النارية أن غالبية أصحابها لا يتقيّدون بإجراءات السلامة، من ارتداء خوذة السلامة ولباس واق، بل غالبيتهم لا يحوزون حتى رخصة سياقة، وكثيرا ما شاهدنا سائقين يرتدون "شورت" وقميصا داخليا و"كلاكات" وهم يقودون دراجات من الحجم الكبير. ويجد رجال الشرطة والدرك صعوبة بالغة في توقيفهم، حيث يضاعفون سرعتهم عند الحواجز الأمنية أو يفلتون بمجرد اقتراب رجل الأمن، والسلوك جعل أفراد الأمن يسارعون إلى نزع مفتاح الدراجة بمجرد توقف سائقها. وأكدت إحصائيات صادرة عن المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق الشهر المنصرم، أنه ورغم تمثيل الدراجات النارية لنسبة لا تتعدى 0.51 بالمائة من مركبات الطرق، فهي تتسبّب في 12 بالمائة من حوادث المرور، وهي نسبة معتبرة، خاصة أن حوادث الدراجات النارية غالبيتها مميتة. وفي الموضوع، أكد رئيس فدرالية سائقي سيارات الأجرة، زين الدين عودية، أن غالبية أصحاب الدراجات النارية في الجزائر لا يحوزون رخصة سياقة، ومن يمتلكها لم يتلق تكوينا للقيادة، لوجود عدد قليل جدا من المدارس التي تعلم سياقة الدراجات النارية. وحسب تصريحه ل "الشروق"، فإن مالك الدراجة النارية يتلقّى تكوينا من طرف شخص يعرفه، أو يتعلم بنفسه، ثم يضع ملفا على مستوى مديرية النقل، بعدها يختبره المهندس "اختبارا بسيطا" ليحصل على رخصة السياقة. ويفسر عودية أسباب قلة أو انعدام مدارس تعليم السياقة للدراجات النارية، بعدم وجود مدخول مالي وقلة المتعلمين، وحسب تعبيره "حتى ولو تلقى هؤلاء تكوينا محترفا، فالمصيبة أن سائقي الدراجة النارية غالبيتهم متهورون في السياقة ولا يطبّقون ما تلقنوه"