السيد بوغالي يستقبل رئيس غرفة العموم الكندية    كمال الأجسام واللياقة البدنية والحمل بالقوة (البطولة الوطنية): مدينة قسنطينة تحتضن المنافسة    حج 2024: آخر أجل لاستصدار التأشيرات سيكون في 29 أبريل الجاري    نحو إنشاء بوابة إلكترونية لقطاع النقل: الحكومة تدرس تمويل اقتناء السكنات في الجنوب والهضاب    كأولى ثمار قمة القادة قبل يومين : إنشاء آلية تشاور بين الجزائرو تونس وليبيا لإدارة المياه الجوفية    بقيمة تتجاوز أكثر من 3,5 مليار دولار : اتفاقية جزائرية قطرية لإنجاز مشروع لإنتاج الحليب واللحوم بالجنوب    السفير الفلسطيني بعد استقباله من طرف رئيس الجمهورية: فلسطين ستنال عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة بفضل الجزائر    معرض "ويب إكسبو" : تطوير تطبيق للتواصل اجتماعي ومنصات للتجارة الإلكترونية    خلال اليوم الثاني من زيارته للناحية العسكرية الثالثة: الفريق أول السعيد شنقريحة يشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي    حلم "النهائي" يتبخر: السنافر تحت الصدمة    رئيس أمل سكيكدة لكرة اليد عليوط للنصر: حققنا الهدف وسنواجه الزمالك بنية الفوز    رابطة قسنطينة: «لوناب» و «الصاص» بنفس الريتم    "الكاف" ينحاز لنهضة بركان ويعلن خسارة اتحاد العاصمة على البساط    شلغوم العيد بميلة: حجز 635 كلغ من اللحوم الفاسدة وتوقيف 7 أشخاص    ميلة: عمليتان لدعم تزويد بوفوح وأولاد بوحامة بالمياه    قالمة.. إصابة 7 أشخاص في حادث مرور بقلعة بوصبع    وسط اهتمام جماهيري بالتظاهرة: افتتاح مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي    رئيسة مؤسسة عبد الكريم دالي وهيبة دالي للنصر: الملتقى الدولي الأول للشيخ رد على محاولات سرقة موروثنا الثقافي    قراءة حداثية للقرآن وتكييف زماني للتفاسير: هكذا وظفت جمعية العلماء التعليم المسجدي لتهذيب المجتمع    رئيس الجمهورية يترأس مراسم تقديم أوراق اعتماد أربعة سفراء جدد    سوريا: اجتماع لمجلس الأمن حول الوضع في سوريا    القيسي يثمّن موقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية    رخروخ يعطي إشارة انطلاق أشغال توسعة ميناء عنابة    معالجة 40 ألف شكوى من طرف هيئة وسيط الجمهورية    تسخير 12 طائرة تحسبا لمكافحة الحرائق    مهرجان الجزائر الأوّل للرياضات يبدأ اليوم    مشروع جزائري قطري ضخم لإنتاج الحليب المجفف    عرقاب: نسعى إلى استغلال الأملاح..    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 34 ألفا و305 شهيدا    بطولة وطنية لنصف الماراطون    هزة أرضية بقوة 3.3 بولاية تيزي وزو    تمرين تكتيكي بالرمايات الحقيقية.. احترافية ودقة عالية    العدالة الإسبانية تعيد فتح تحقيقاتها بعد الحصول على وثائق من فرنسا    جعل المسرح الجامعي أداة لصناعة الثقافة    إنجاز ملجأ لخياطة وتركيب شباك الصيادين    ارتفاع رأسمال بورصة الجزائر إلى حدود 4 مليار دولار    تفعيل التعاون الجزائري الموريتاني في مجال العمل والعلاقات المهنية    إجراءات استباقية لإنجاح موسم اصطياف 2024    عائلة زروال بسدراتة تطالب بالتحقيق ومحاسبة المتسبب    التراث الفلسطيني والجزائري في مواجهة التزييف    جلسة للأسئلة الشفوية بمجلس الأمة    الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين الدوليين إلى تمويل "الأونروا"    معركة البقاء تحتدم ومواجهة صعبة للرائد    فتح صناديق كتب العلامة بن باديس بجامع الجزائر    "المتهم" أحسن عرض متكامل    دعوة لدعم الجهود الرسمية في إقراء "الصحيح"    اتحادية ألعاب القوى تضبط سفريات المتأهلين نحو الخارج    فتح صناديق كتب الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس الموقوفة على جامع الجزائر    فيما شدّد وزير الشؤون الدينية على ضرورة إنجاح الموسم    الجزائر تشارك في معرض تونس الدولي للكتاب    الرقمنة طريق للعدالة في الخدمات الصحية    سايحي يشرف على افتتاح اليوم التحسيسي والتوعوي    حج 2024 : استئناف اليوم الثلاثاء عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    حكم التسميع والتحميد    الدعاء سلاح المؤمن الواثق بربه    أعمال تجلب لك محبة الله تعالى    دروس من قصة نبي الله أيوب    صيام" الصابرين".. حرص على الأجر واستحضار أجواء رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما وراء نهاية أسامة على طريقة أوباما
نشر في الشروق اليومي يوم 04 - 05 - 2011

سقط أهم حليف لواشنطن في العالم العربي، وهو الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، وعلى طريقة بالتأكيد يراد منها الكثير بينها إعادة البريق لمصر في الشرق الأوسط عبر الثورة الشعبية، حتى تقوده مجددا بعدما فقدت قيمتها، وفي ظل حمى السقوط هذه، تفاجئ أمريكا العالم بالإعلان عن تصفية ‮"‬عدوها الأول‮"‬ على وجه الكرة الأرضية، ووفق رواية جاءت حبلى بأشياء توحي باستفهامات كثيرة ومتناقضات أكثر.‬
*
*
*
* اختيار هذا الوقت للإعلان الرسمي عن طي صفحة لأسطورة اسمها أسامة بن لادن، ليس جزافا ولا هو محل الصدفة والتكهنات ولا جاء بناء على حادث عارض واستثنائي. فالقناعات تعززت منذ اللحظة الأولى أن القضية مشوبة بالشكوك ولا يمكن تصديقها، ويوجد من يرى أن بن لادن قد تمت تصفيته من قبل، سواء عن طريق عملاء جندتهم أمريكا أو من خلال حرب المواقع بين بن لادن وخصومه ممن يريدون بلا شك السيطرة على مسار القاعدة وخدمة أجندات تختلف عن بنود تأسيسها، وتشير بعض المعلومات المتناثرة هنا وهناك أن ذراعه المصري أيمن الظواهري استأثر بزعامة القاعدة منذ سنوات، وأن التيار لم يعد يمر بينه وبين زعيمه، خاصة أن شواهد كثيرة تؤكد على أن المسار الجهادي للتنظيم الذي تأسس ضد أمريكا وحلفائها، قد انحرف منذ ظهور الظواهري في أعلى قمة المشهد، فبن لادن يشهد له المقربون أنه وهابي المذهب وليس تكفيريا، في حين نائبه مشهود له أنه من تيار الهجرة والتكفير بل يعد من عتاة المنظرين له. وربما هو الذي دفع حركة طالبان، (حنفية المذهب)، إلى رفض جماعته وفضلت تحت ضغط المرحلة،إلى أن تنضوي تحت زعامة بن لادن، في إطار المتعارف عليه لدى الحركة من أن العرب يلتحقون دوما بإمارته ولا ينتمون إليهم أصلا.‬
*
* حرب المواقع
*
* من بين الأمور التي برزت ويتم تداولها في بعض المواقع الجهادية بالتصريح والتلميح، أن بن لادن خالف الظواهري في تبنيه لبعض التنظيمات الفرعية الأخرى التي قامت بعمليات تشير المعلومات إلى أنها لا تتماشى وعقيدة بن لادن الجهادية، وعلى سبيل المثال قضية قتل المدنيين في العراق على يد ‮"‬تنظيم‮ القاعدة ببلاد الرافدين‮"‬ وهذا كان محل سخط حتى من أبي محمد المقدسي الذي يعتبر الأب الروحي للزرقاوي ومنظر تنظيم القاعدة العالمي.
* وكذلك بالنسبة إلى جرائم ضد المواطنين المقترفة من قبل "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"والتي أسسها حسان حطاب بعدما انشق من الجماعة الأكثر دموية "الجيا"، وقد رفض من قبل التحاق أسامة بن لادن بجبال الجزائر وهو ما أغضبه حينها.
* بلا شك أن محاولات المصريين الاستئثار بقيادة القاعدة ظلت واقعا لا محالة من خلال أيمن الظواهري، وزادت حدتها أكثر في بزوغ نجم أشخاص آخرين مثل الأردني أبو مصعب الزرقاوي الذي وصفته جهات استخباراتية مختلفة، بالشخصية الكارزماتية التي تحظى بثقة بن لادن ومرشحة لخلافته في زعامة التنظيم، خاصة أن العناصر التي يعتقد أنها لعبت دورا ما في أحداث 11 سبتمبر قد أزيحت من المشهد، والذين يعتبرون في منطق تفكيرهم على مقاس الذين شهدوا بدرا في عهد الرسول الكريم، على اعتبار العملية سميت بالغزوة التي لا مثيل لها في تاريخ التنظيم.
* إن أي شخص يشيع أمره كخليفة لبن لادن لا يلبث طويلا إلا ويتم القضاء عليه أو اعتقاله، فالزرقاوي تمكن الجيش الأمريكي من قتله في جوان 2005، وأبو عمر البغدادي قتل في أفريل 2010، وأبوفرج الليبي اعتقل في باكستان شهر ماي 2005، أما رمزي بن شيبة فاعتقل في شتاء 2003، وخالد الشيخ محمد اعتقل في مارس 2003، وأبوحفص الموريتاني قتل في 2002، ومحمد عاطف الملقب بأبي حفص المصري قتل في قصف جوي أمريكي في2001، واليمني أبو علي الحارثي تم القضاء عليه في 2002 .. إلخ.
* لكن في المقابل هناك أنور العولقي الذي لا يزال حرا طليقا، حيث اعتبر مايكل لايتر مدير المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب أن العولقي يشكل أكبر خطر على أمريكا، وهذا الذي دفع صحيفة "كومسومولسكايابرافدا" الروسية في شهر فيفري2011 إلى القول من أن العولقي أزاح بن لادن من عرش الإرهاب الدولي.‬
*
* هذا ماقاله لي سيف العدل‮!‬
*
* ذهبت مصادر مختلفة إلى أن المكنى "سيف العدل"هو الرجل الثالث في القاعدة، وقد أشارت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية إلى أن بن لادن قد عينه قائدا جديدا لعمليات التنظيم والحرب ضد الإرهاب. وتعتبره الولايات المتحدة من أبرز العشرة في قيادة القاعدة وأدرجت مكافأة مالية تقدر بخمسة ملايين دولار لمن يساعد على توقيفه أو اغتياله، ويتردد في المواقع الجهادية أنه الرجل الثقة في التنظيم.
* تقول الولايات المتحدة من خلال نشرات البحث، أن اسمه الحقيقي محمد إبراهيم مكاوي من مواليد مصر في11 أفريل 1960 أو 1963‮ .
* في27 أكتوبر 2010 تلقيت رسالة إلكترونية عبر موقعي الشخصي في شبكة الأنترنيت، وقد كان مصدرها من الشمال الباكستاني حسب تقنيات خاصة، ومما جاء فيها (أنا أخوكم محمد إبراهيم مكاوي الضابط المصري السابق بالقوات الخاصة والموسوم من جانب الولايات المتحدة بممارسة الإرهاب الدولي، والمزجوج به زوراَ وبهتانا ضمن أعضاء ما تسمى بالقاعدة المزعومة، لتتبيل العملية المفضوحة بالخبرة والاحتراف). وعن علاقته بشخصية "سيف العدل" الذي كانت تعتقد الولايات المتحدة أنه يتواجد في إيران، إلا أن صحيفة "دير شبيغل" الألمانية نقلت على موقعها الإلكتروني بتاريخ 25 أكتوبر 2010، من أنه غادر إيران في اتجاه الحدود الأفغانية الباكستانية، ويتواجد حاليا في الإقليم الباكستاني "وزيرستان الشمالية" كقائد عسكري ل "القاعدة"، حدثني مكاوي بهذا الخصوص في رسالته: "أؤكد على أنني لست ذلك الشخص الذي يسمى نفسه ب"سيف العدل". ثم يضيف في هذا السياق متهما "سيف العدل" من أنه "نشر كتابات لي كان قد سرقها مني صهره عام 1990 في إسلام أباد"، ثم وجه أصابع الاتهام بخصوص ما يلاحقه، لصحفيين ذكر منهم أردنيين يدعان بسام البادرين وحسين فؤاد، كما أشار إلى رئيس تحرير صحيفة "القدس العربي" عبد الباري عطوان، ومن دون أن يذكر أية تفاصيل بخصوص هذا الأمر.‬
* كما جدّد المدعو مكاوي في رسالته لي إنكاره لعلاقاته مع "القاعدة" ونشاطاتها، وعن أحداث11 سبتمبر2001 التي كانت بداية مطاردته من قبل المخابرات الأمريكية، فقد علق عليها قائلا: (وأكرر التأكيد على أنني لا تربطني أي علاقة بما تسمى القاعدة ونشاطاتها وأن حادث 11/09 حادث مدبر مسموح بتمريره وما تبعه من إعلان ما تسمى بالحرب العالمية على ما يسمى الإرهاب الإسلامي ما هي إلا ذريعة صهيو أمريكية لمهاجمة مواقع جيوبولوتيكية وجيواستراتيجية بعينها في إطار مشاريع المحافظين الجدد ونظامهم التوراتي الدولي الجديد للهيمنة على العالم تحت مقولة القرن الأمريكي الدولي الجديد، وأن الحادث المدبر في11/09 كانت وكالات المخابرات الأمريكية تعلم به منذ عام 1993، ولم تقم بأي إجراء لمنعه، بل سهلت حدوثه بالتعاون مع بعض أطراف إقليمية أخرى متورطة معها الآن في حربها الدينية القذرة على الإسلام والمسلمين في كل من العراق وأفغانستان واليمن والصومال‮)‬.‬
* قمت بنشر محتوى رسالته في موقعي الشخصي، بعد أيام قليلة قام بمراسلتي مجددا ولكن من موقع آخر في شمال باكستان أيضا حسب رقم الأيببي الخاص به، وراح يتهمني من أن جهات ما حرضتني على شخصه، وأنني أخدم في أجندة الاستخبارات الأمريكية، لأنه صحيح يعيش في باكستان ولديه تجربة جهادية ولكن ليس هو "سيف العدل" الذي تزعمه الولايات المتحدة، ومما قاله حول تاريخ الميلاد الذي أدرجته الولايات المتحدة في مذكرة البحث وعن رتبة العقيد الذي يقال عنه: (فأنا لم أؤكد لك أو لأيأحد آخر غيرك أنني من مواليد مطلع الستينيات ولا الواقع ولا الحقيقة تؤكد افتراءك هذا لسبب بسيط أنني اُحلت إلى التقاعد في يوليو عام 1987 على إثر القبض علي واتهامي في القضية رقم 401/87 حصر أمن دولة عليا التي كنت المتهم الرئيسي والأهم فيها والمعروفة باسم إعادة تنظيم الجهاد ومحاولة قلب نظام الحكم، وبعد أن فشل النظام المصري الخائن في إدانتي اكتفوا بإحالتي الى التقاعد. وهذا يعني طبقاً لمزاعم (آف بي آي) وبزعمك أن عمري كان آنذاك27سنة في حالة أنني ولدت عام 1960 أو 24 سنة في حالة انى ولدت عام 1963 طبقاَ لما هو مذكور في مذكرة (آف بي آي) وأسألك فهل سمعت أو رأيت عقيداً أو مقدماً أو حتى رائداَ عمره يتراوح ما بين 27 عاماً او 24 عاماً، وأنت كما تقول أو تزعم ضابط سابق وتعرف أن هذا مستحيلو حيث أن متوسط سن اتمام الدراسة الثانوية أو أية شهادة أخرى لأي فرد حول العالم للتأهل لدخول الجامعة هو12 عاماً دراسياَ.
* ومتوسط سن أي طفل حول العالم للتأهل لدخول المدرسة الابتدائية يتراوح ما بين 4 أو 6 سنوات، وهذا يعني أن الشاب المؤهل لدخول الجامعة أو الكليات العسكرية يتراوح عمره ما بين 16 عاماَ و 18 عاماً في المتوسط في حالة عدم رسوبه أو تعثره في أي من جميع مراحل تعليمه، وبإضافة سنوات الدراسة بالكلية العسكرية إلى هذه الأعمار يكون عمر الضابط المتخرج من الكلية العسكرية برتبة ملازم ثان تحت الاختبار يتراوح ما بين 20 إلى 22 عاماً، وبعملية حسابية بسيطة يكون العقيد المزيف سيف العدل الذي تدعي الولايات المتحدة كذباً أنه عقيد بالقوات الخاصة المصرية وتريد أنت أن تثبت أنه نفسه العقيد محمد إبراهيم مكاوي بالافتراء قد وصل إلى رتبة العقيد خلال 5 أعوام في حالة أنه مولود عام 1960 أو 7 سنوات فقط لا غير في حالة أنه مولود عام 1963، وهذا مستحيل لأن الضابط الخريج كما تعلم يظل تحت الاختبار لمدة عامين حتى يرقى إلى رتبة ملازم أول، فإذا انقضت سنتا تثبيت الضابط الخريج تبقى من سنوات خدمة العقيد المزيف سيف العدل المزعوم بعد تثبيته من 3 إلى 5 سنوات فقط، وصل خلالها إلى رتبة العقيد بسطوة أكاذيب الأجهزة الأمنية الأمريكية والدولية الموالية لها، وبالإرهاب الفكري الذي تمارسه ترسانتها الإعلامية المسمومة، المسموعة والمكتوبة والمرئية، ومراكز دراستها ساقطة العدالة ومفكروها اللأخلاقيون والمحسوبون عليها العملاء وصحفيوها الجواسيس على الرأي العام أو بالأحرى طبقاً للوائح الخدمة العسكرية المعمول بها في نظامها التوراتي الدولي الجديد، ومن هذا نستطيع أن نثبت بما لا يدع مجالا للشك أن المدعو سيف العدل ليس عقيدا ولا هو مقدما أو حتى رائدا أو نقيبا وأن قصته ملفقة‮)‬.‬
* "سيف العدل" الذي شاع أيضا توقيفه في إيران من بعض الدوائر، لا يزال أمره غامضا إلى حد الآن قد تنكشف لاحقا بعد مقتل بن لادن لحسابات ما، والغريب أنه بعد الرسالة المذكورة بعث لي أخرى يهددني فيها بالقتل والتصفية الجسدية مادمت لم أدافع عنه، وأحد المتابعين للشأن القاعدة بفرنسا أكد لي أن مصالح المخابرات الفرنسية لا تصدق أبدا ادعاءات أمريكا فيما يخص بن لادن والمقربين منه.
*
* الحقيقة والخيال على خطى بن لادن
*
* بلا شك أن الصراع على القيادة والذي استفحل أمره في السنوات الأخيرة ظهر للعيان، وتثبته عمليات التوقيف والتصفية التي تطال الأسماء البارزة من حين لآخر وتهتم بهم أمريكا كثيرا، ولا أستبعد تصفية العولقي في الأيام القادمة، وفي ظل حمى الثورة اليمنية الخاصة لتضاف إلى رصيد أوباما ونظام عبدالله صالح المحتظر. أما الظواهري فلا يزال شأنه قائما وهو الذي يسجل حضوره الدائم في كل الأحداث، بل وصل الأمر لمحاورته على الشبكة العنكبوتية وأجاب على أسئلة القراء والمتابعين كما يفعل مشاهير الفن والثقافة، من دون خوف أو تردد وهو الذي تقول أمريكا‮ يشأنه إنها تطارد حبات الغبار من أجله.
* بن لادن سجل غيابه منذ فترة ولم يظهر إلا في بعض الرسائل الصوتية المحدودة، آخرها رسالة منسوبة إليه عنوانها "من أسامة إلى أوباما"، وأيضا رسالة أخرى موجهة لساركوزي حول الرهائن المختطفين في الساحل الإفريقي، وهي التي عدّت لدى المهتمين بالشأن أول مباركة من بن لادن لما يسمى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، ولكن ظلت هذه الرسائل في إطارها الإعلامي فقط، ولم تسبب صداعا للجهات المعنية بها كما هي العادة خاصة في الفترة التي أعقبت11سبتمبر 2011، عندما يطلق بن لادن تهديدات لجهات ما.
* نهاية بن لادن سواء بالقتل أو التوقيف تعتبر في غاية الأهمية للأمريكيين وللعالم كما صرح المسؤولون والخبراء، نذكر مثلا السفير الأمريكي في كابول كارل ايكنبيري في جلسة استماع في الكونغرس في ديسمبر 2009، الذي أكد أن ذلك أولى الأولويات. ويوجد أيضا من يرى أنه قد قتل في قصف أمريكي منذ سنوات مثل أيمن الفايد، المستشار الإعلامي السابق والمؤرخ السياسي ل"القاعدة"، وأن الأشرطة التي تعرض بصوته تتم فبركتها وتركيبها من طرف جهات ما. وفي السياق نفسه نجد أيضا عضو الكونغرس الأمريكي، كورت ويلدن، الذي أعلن في مارس 2006 أن بن لادن توفي في إيران، لكن بعد ذلك ظهر له‮ تسجيل صوتي جديد يتحدث فيه عن أوضاع الشرق الأوسط.‬
* في حين جاء إعلان السعودية في 24/09/2006 أنه "لا يوجد لديها دليل على وفاة أسامة بن لادن، مثيرة بذلك شكوكا كبيرة في وثيقة سرية تسربت في فرنسا، وقالت إن المخابرات السعودية تعتقد أنه توفي الشهر الماضي" أي في أوت 2006 - حسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء.
* كما راجت أخبار مختلفة عن أماكن تواجده، وآخر ما يمكن ذكره هو محتوى المقابلة التي أجرتها قناة "السي أن أن" الأمريكية خلال شهر أكتوبر 2010 مع عضو بحلف الناتو الذي اشترط عدم ذكر اسمه، والذي أكد أن بن لادن يعيش بسلام في منطقة تقع شمال غرب باكستان، وأنه يتلقى الحماية من طرف بعض عناصر الاستخبارات الباكستانية، وهو الذي نفته إسلام أباد جملة وتفصيلا ولم تعلق عليه واشنطن، بل ذهبت إلى أنها لا تملك أية أدلة عن وجوده بأراضيها. ومن المفارقات المثيرة للشبهات حتما أن أمريكا أعلنت عن مقتله في منزل يقع في أبوتاباد على مسافة 80 كم من العاصمة الباكستانية،‮ وبالشمال الغربي لباكستان، مما يعضد تسريبات وتمهيدات عضو حلف الناتو منذ أشهر كما ذكرنا.‬
* لعل البعض يتساءل عن السبب الذي دفع الولايات المتحدة إلى عدم بذل أي جهد حتى تقبض على أسامة بن لادن حيا إن صحت الرواية المروج لها عن مقتله، وخاصة أنها ظلت تثير الرعب وتتهمه بقيادة شبكات في أوروبا والقارة الأمريكية من أجل تنفيذ اعتداء آخر لا يقل عن شأن أحداث 11 سبتمبر، بل جهات أخرى تقول إنه يخطط لامتلاك اسلحة بيولوجية وكيماوية. فحرص أمريكا إن أرادت الاستثمار في معلومات بلا شك ستدفعها إلى السعي من أجل القبض عليه حيا وتقديمه إلى التحقيق والمحاكمة وحتى التباهي بإنجازها من خلال ذلك، وقد أشار مدير "السي أي إيه" في جلسة للجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ في 16‮/‬02‮/‬2011 من أنه في حال القبض على بن لادن والظواهري سيتم نقلهما إلى قاعدة باغرام من أجل التحقيق معهما وبعدها ينقلان إلى غوانتانامو.‬
* مادامت تعرف مكان تواجده وتأكدت من ذلك، فهي تملك من التكنولوجيا العلمية ما يجعلها تشل أعصابه بغازات متطورة تتسرب مع الهواء الذي يصل لرئتيه، ومنه يتم القبض عليه حيّا، ولا أظن مطلقا أن ذلك سيفوت الذين كلفوا بالمهمة وخاصة أن الهدف هو أسطورة اسمها بن لادن.
* ويزيد الأمر إثارة، أن أمريكا تحدثت عن معلومات تحصلت عليهاحول مكان تواجد بن لادن في شهر أوت 2010 وتأكدت منها في فيفري الماضي، أي بفترة قليلة بعد تصريحات عضو حلف الناتو الذي كشف عن مكان تواجد بن لادن. المخابرات الأمريكية تقول بأن الوصول للرجل كان عن طريق هوية المراسلين الموثوقين عنده وفرها أحد المعتقلين بغوانتامو، وهذا بلا شك يراد منه تبرير الإبقاء على المعتقل مفتوحا لدى الرأي العام عكس ما وعد به الرئيس أوباما قبل دخوله للبيت الأبيض، فهل من غير الممكن توقيف بن لادن حيا، خاصة أنه لا يتوفر على جيش ولا يتحصن بمنطقة صعبة ولا سكن في أحشاء الأرض بل ظهر بمنتجع قرب قاعدة عسكرية باكستانية، بدل قتله وبهذه الصورة التي بلا شك ستحوله إلى قديس لدى أتباعه‮ وقد يكسب أنصارا جددا ينتقمون له‮!‬؟
* والأكثر غرابة أن أمريكا التي علمت بمكان بن لادن منذ عشرة أشهر وقادت عملية عسكرية مدعومة بالطائرات العمودية وعناصر الجيش، وقامت بقتل أشخاص لأجل ذلك، سارعت إلى إرسال الحمض النووي من أجل فحصه والتأكد من هويته. فهل هذا يعني أن المعلومات الاستخباراتية التي توفرت مشكوك فيها؟ وكيف للرئيس أوباما أن‮ يعطي الضوء الأخضر لعملية ضد شخص مطلوب عالميا ومن دون التأكد التام من صحتها؟ ماذا لو كان هؤلاء الأشخاص لا علاقة لهم بالإرهاب وتعلق الأمر بمدنيين مثلا‮!‬؟
*
* عورات باكستان
*
* من جهة أخرى، الرئيس الأمريكي أوباما حسب ما تناقلته وسائل الإعلام، قد اتصل بنظيره الباكستاني ليعلمه بمقتل بن لادن في عملية عسكرية سرية بالقرب من عاصمته إسلام أباد، فهذا الأمر فيه 4 احتمالات خطيرة للغاية:
*
* أولا: أن باكستان لم تعرف مطلقا بالقضية ولا لديها أدنى معلومات، وهو ما لا يمكن قبوله، فالأمر يتعلق بشخص من العيار الثقيل والعملية عسكرية واستخباراتية معقدة بلا أدنى شك، وفي هذا الإطار نجد قراءتين لا ثالث لهما، فإما أن الأمن القومي الباكستاني مستباح لهذا الحد، حيث تتحرك أمريكا كأنها على أرضها تقتل من تريد وتفعل ما تشاء، أو أنه تم التنسيق مع جهات استخباراتية باكستانية من دون علم الرئيس آصف علي زرداري، وهذا أيضا لا يمكن قبوله في دولة نووية وموقعها استراتيجي للغاية، وربما هي العناصر الاستخباراتية التي وجهت لها من قبل أصابع الاتهام برعاية وحماية بن لادن.‬
*
* ثانيا: الاحتمال الآخر الذي قد يخطر بالبال، أن بن لادن قد قبض عليه حيا وتم نقله إلى أمريكا وهناك جرى استنطاقه وتعذيبه وبعدها تمت تصفيته حتى يصدق التنظيم أن الرجل قتل في المواجهة ولا يتم تغيير المواقع بالنسبة إلى قادتها كالظواهري أو المخططات التي تود القاعدة تنفيذها مستقبلا، وأجبر بن لادن على البوح بها تحت تأثيرات التخدير أو أشياء أخرى.‬
*
* ثالثا: أن الحادثة استعراضية فقط، قامت بها المخابرات الأمريكية من أجل التمويه والتسويق لحادث لم يقع أصلا، وأن بن لادن مات منذ سنوات وأمريكا تستثمر في عمامته من أجل تنفيذ أجندتها في المنطقة فقط، وجاء الوقت المناسب لطي الصفحة على هذا النحو الذي لا يضع أمريكا تحت طائلة المساءلة.‬
*
* رابعا: أن أمريكا قامت بعملية أخرى على التراب الباكستاني تتعلق بتصفية أشخاص آخرين ربما يكونون من الباحثين المتخصصين في الأسلحة الجرثومية أو الذرة أو أنهم مختصون في تطوير أسلحة بيولوجية لا تملكها حتى الولايات المتحدة، أو ربما عملاء سابقين للمخابرات ممن تقتضي الضرورة بإنهاء خدمتهم، ولهذا من غير المعقول أن تعلم السلطات الباكستانية بذلك إلا بعد التنفيذ.‬
* بلا أدنى شك أن الأمر يختلف عن الرواية المسوق لها، وإلا فأمريكا أثبتت مرة أخرى أنها تستبيح أمن الدول، وتحولت إلى العمل البلطجي لخدمة مصالحها رغم شعارات الإصلاح التي رفعها ورافع لها أوباما، وباكستان تعتبر من أبرز الدول النووية التي تعايش ظروفا استثنائية من التصفيات والاغتيالات والتفجيرات والصراعات الطائفية والقبلية والتي أكيد أن لأمريكا دورا فيها مادامت قد أثبتت بقصة مقتل بن لادن أنها تتحرك عسكريا وأمنيا واستخباراتيا ومن دون أن تدري السلطات هناك، بل أنها تتحالف مع الأجهزة خارج الأطر الرسمية ولتنفيذ أجندات من بينها القذرة حتما.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.