أعطى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تعليمات لوزير الشؤون الدينية أبو عبد الله غلام الله، خلال ترأسه جلسة استماع خصصت لقطاع الشؤون الدينية والأوقاف، للعمل على أن ''يتم تعميم الخصوصيات المعمارية الجزائرية في المساجد التي ستنجز عبر التراب الوطني حتى تعكس أصالة البلد وتشهد على تاريخه وحضارته''. وقدم الوزير غلام الله عرضا مفصلا حول كل المراحل المتعلقة بمدى تقدم الدراسات والجوانب التقنية والمعمارية واحترام آجال الإنجاز الخاصة بالمسجد الكبير. وأمر الرئيس بوتفليقة الحكومة ب''المواظبة على تعبئة الطاقات الوطنية على أن تجسد هذه التعبئة من خلال المساجد ونظام التعليم والبحث ووسائل الإعلام''، حتى يتسنى للشعب المساهمة في ترقية صورة الإسلام في العالم في ظل بعث إعادة البناء الوطني وتكريس المصالحة الوطنية. كما شدد بوتفليقة على ضرورة أن يطور صندوق الزكاة ليشكل دعما معتبرا في خدمة الفئات المحرومة المرشحة للاستفادة منه بفعل اعتماد نظام تسيير شفاف وصارم يضمن وصول أموال المزكين إلى مستحقيها. من جهته، تطرق الوزير إلى سلسلة من الأعمال التي باشرها القطاع والهادفة إلى تشجيع النشاط النسوي في مجال الإرشاد الديني وتعليم القرآن الكريم على مستوى المساجد، وكذا ترميم المعالم الدينية والمساجد الأثرية وصيانتها، ودعم الزوايا لتمكينها من مواصلة مهمتها التربوية والتعليمية. من جهة أخرى، تمت مباشرة أعمال دعم وتأطير على مستوى المساجد لفائدة أعضاء الجالية الوطنية في الخارج من خلال تعيين أئمة ومرشدات ومرافقة نشاطات الجمعيات الدينية المكلفة بتسيير هذه المساجد. وفيما يخص الأوقاف باشر القطاع أعمالا أدت إلى إعداد بطاقية وطنية للأوقاف في الجزائر، وتسوية العديد من النزاعات القانونية المرتبطة بالأوقاف، ومواصلة إطلاق مشاريع استثمارية في مجال الأوقاف تساهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وشكّل التحضير لعملية الحج والعمرة موضوع عمل جماعي أشرف عليه الديوان الوطني للحج والعمرة، من خلال تنفيذ الأحكام الرامية إلى تحسين خدمات بعثة الحج لاسيما في مجال الإرشاد الديني وتوجيه الحجاج لتمكينهم من أداء مناسك الحج في أحسن الظروف. وسيتم اتخاذ إجراءات وقائية لحماية صحة الحجاج والمواطنين المتوجهين لأداء العمرة. وتعد هذه المرة الأولى التي يخصص فيها رئيس الجمهورية جلسة لقطاع الشؤون الدينية منذ شروعه في اعتماد هذه الطريقة لمتابعة عمل وزرائه منذ ثلاث سنوات خلت.