فوضى أمنية ونزاع على السلطة تسببا بانقسام البلاد أعلن تنظيم "داعش" في تسجيل مصور نشره اليوم، أن أعدم شخصا يحمل الجنسية التونسية بعدما زعم أنه تجسس على عناصره في مدينة بنغازي الليبية لصالح قوات الحكومة الليبية "جناح طبرق". وظهر في الشريط الذي حمل عنوان "بنغازي مقبرة العملاء" رجل يرتدي لباسا برتقاليا قدم نفسه على أنه تونسي يدعى صلاح محمد الخضراوي ويبلغ من العمر 39 عاما، قائلا إنه يعمل في فرن في بنغازي. وقال الرجل في الشريط المصور الذي انتشر على الانترنت إنه اعتقل من قبل مسلحين من تنظيم "داعش" لأنه كان يقدم معلومات عن تحركاتهم إلى عنصرين من قوات "حكومة طبرق". وظهر الرجل بعد ذلك معصوب العينين بين مجموعة من المسلحين وثلاث سيارات رباعية الدفع، ثم قرأ أحد هؤلاء المسلحين ورقة، ليقوم بعدها مسلح أخر بإطلاق النار على رأس الضحية وسط صيحات "الله أكبر"، وفقا لما جاء في الشريط المصور. وفي الأثناء، اختطف تنظيم "داعش" في ليبيا، 12 مصريا في مدينة سرت أثناء محاولتهم العودة إلى مصر، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا". وقالت الوكالة إن من بين المصريين المختطفين أقباط، ونقلت الوكالة عن مصادر إعلامية ليبية قولها إن التنظيم اختطف 12 عاملا مصريا، قبل مغادرتهم الأراضي الليبية أثناء توجههم إلى مصر. وأكدت الوكالة الإيطالية أن تنظيم "داعش" كان يستخدم المخطوفين في أعمال منها بناء سجن ومبان إدارية مختلفة. ولم تصدر وزارة الخارجية المصرية بيانا رسميا لتأكيد الخبر أو نفيه. وكان تنظيم "داعش" أعدم سابقا 21 قبطيا مصريا، حيث بث في ال15 فيفري الماضي تسجيلا مصورا يظهر إعدام 21 قبطيا مصريا على ساحل العاصمة الليبية طرابلس، وقد عرض التنظيم جريمة إعدام العمال المصريين بتقنيات وإخراج عالي الجودة، وأظهر التسجيل قطع رؤوس الضحايا المصريين بطريقة بشعة وهم يرتدون البدلات البرتقالية. وسيطر تنظيم "داعش" على مدينة سرت الليبية، شمال وسط البلاد، في جانفي الماضي، بعد انسحاب الكتيبة 166، التابعة لقوات "فجر ليبيا" والتي كانت مكلفة من "المؤتمر الوطني العام" المنعقد في طرابلس، بتأمين المدينة، وارتكب بعدها التنظيم العديد من الجرائم كان آخرها قتل أكثر من 30 مدنيا في المدينة خلال "انتفاضة" الأهالي ضد التنظيم قبل نحو شهرين. وفي سياق متصل، دعا تنظيم "داعش" أهالي سرت الليبية التي يسيطر عليها إلى "التوبة" في موعد أقصاه مطلع أكتوبر المقبل، وهو موعد افتتاح ما أسماها التنظيم "المحكمة الشرعية" الخاصة به في المدينة. وقال "أمير داعش" في مدينة سرت "يجب على أهالي المدينة التوبة مما سبق والرجوع إلى الله قبل حلول الأول من الشهر المقبل"، وقد حدد التنظيم الأمور التي تجب منها "التوبة"، منها العمل في أجهزة نظام الزعيم الراحل معمر القذافي الأمنية والسياسية أو العمل في الجيش والشرطة وجميع ما تسمى ب"كتائب الثوار" التي شكلت بعد ال17 من فبراير 2011. كما طالب التنظيم الإرهابي أهالي المدينة بالالتحاق ب "داعش" و"مبايعتهم" لزعيمه أبوبكر البغدادي، وهدد من يتخلف عن البيعة ب"العقاب"، وبإقامة الحد على كل شخص يتخلف عن التوبة أو البيعة. وتعيش ليبيا على وقع فوضى أمنية ونزاع على السلطة تسببا بانقسام البلاد قبل عام بين سلطتين، حكومة وبرلمان معترف بهما دوليا في الشرق، وحكومة وبرلمان يديران العاصمة بمساندة "فجر ليبيا".