أطلقت الشرطة التونسية النار في الهواء واستخدمت القنابل المسيلة للدموع في ساعة مبكرة من صباح أمس، لتفريق حشد مؤلف من نحو 002 شخص أضرموا النار في مركز للشرطة في إحدى ضواحي العاصمة. ووقعت الاشتباكات في منطقة حي الانطلاقة في غرب تونس، وقالت وكالة "رويترز" إنه كانت هناك طائرة هليكوبتر تابعة للشرطة تحلق فوق المنطقة. فيما أكدت الشرطة أن كثيرين ممن اشتبكوا معها كانوا ملتحين، مما يشير إلى أنهم "إسلاميون"، مضيفة أنهم شعروا بغضب من حادث وقع يوم الجمعة عندما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على مسجد في وسط المدينة لفض احتجاج. من ناحية أخرى، أصيب أربعة أشخاص عندما هاجم متظاهرون بوقت متأخر من ليلة أول أمس مديرية الأمن ومخفري شرطة بمدينة منزل بورقيبة شمال شرق تونس بينما هاجم آخرون مركز شرطة بحي الانطلاقة وسط العاصمة، في وقت بدأ ناشطون إضرابا عن الطعام احتجاجا على استخدام الأمن القوة لتفريق المتظاهرين. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية هشام مودب إن أربعة من المتظاهرين أصيبوا إصابات بالغة وتم نقلهم إلى مستشفيات العاصمة، عقب إقدام العشرات على حرق مديرية الأمن واثنين من مراكز الشرطة واقتحام مكتب التشغيل الحكومي والعبث بمحتوياته بمدينة منزل بورفيبة التابعة لمحافظة بنزرت. وفي حي الانطلاقة الشعبي بالعاصمة هاجم مئات مركز الشرطة الرئيسي بالمنطقة محاولين إحراقه إلا أن الشرطة تمكنت من تفريقهم بإطلاق النار بالهواء، في وقت حلقت مروحية تابعة للجيش حول المنطقة. وقال مصدر أمني إن بعض المهاجمين كانوا يحملون أسلحة بيضاء وزجاجات حارقة. وخرج المئات ليلة أول أمس، في مظاهرات بعدد من المدن للتنديد بما سموه قمع الشرطة لمتظاهرين حاولوا تنظيم اعتصام يوم الجمعة الماضي أمام مقر الحكومة بساحة القصبة "وسط العاصمة" وب"انتهاك" قوات الأمن "حرمة" مسجد القصبة. وأطلقت الشرطة الجمعة القنابل المسيلة للدموع باتجاه المسجد الذي تحصن داخله متظاهرون هاربون من مطاردة الأمن، مما تسبب بإصابة عدد ممن كانوا داخل المسجد بحالات إغماء واختناق. كما اعتدت بالضرب على بعض المتحصنين بالمسجد. ورفعت محامية أمس دعوى قضائية ضد وزير الداخلية الحبيب الصيد بسبب "اعتداء" الشرطة على "حرمة" مسجد القصبة واعتدائها بالضرب على مرتاديه.