لم يكفي شغوفو كرة القدم من شباب الجزائر العاصمة ،مرور الأيام والأسابيع على المقابلة الكروية التي جمعت بين فريقي اتحاد العاصمة و مولودية العاصمة ،ومحنة صحة رئيس الجمهورية، التي مرت بخير – بفضل من الله- والكوارث الطبيعية من طوفان وزلزال عاشهما سكان العاصمة منذ أيام، ليتواصل تخاصم كل من أنصار الفريقين بسبب خلافات تافهة ، لا وزن لها ولا اعتبار لدى أصحاب العقول الفطنة. نظم منذ ما يقل عن ثلاثة أيام بعض الشباب من أبناء حي "سوسطارة" بالعاصمة حفلا صغيرا وصل لفرحة فوز فريق اتحاد العاصمة على فريق المولودية، فاجتمع أبناء ذات الحي يرقصون و يغنون على أنغام "الديجي"، وهم يطلقون الألعاب النارية ، ويلوحون بالرايات الحاملة لألوان فريقهم ، وكونهم من أبناء نفس المنطقة فقد شاركهم الفرحة حتى مناصري الفريق المقابل، وهذا دليل على تضامن أبناء الحي الواحد وتلاحم أبناء الجزائر، الذين من المفروض أن يكونوا أرقى من أن تفرقهم مجرد لعبة وتشتت شملهم كرة من الجلد، غير أن ما حدث بعدها خلاف ذلك تماما. في تلك الأجواء البهيجة مر أحد أبناء الحي، وهو من أنصار المولودية ، ومعه كلبان من نوع " رود فايلر" الخطيرة ،فقال له أحد مناصري فريقه مزحا " حرض كلابك على أنصار فريق " اتحاد العاصمة"، فأعطى الأمر لكلبيه بالهجوم مزحا، غير أن الأمر تحوّل إلى حقيقة ، بعد أن فقد السيطرة عليهما ، وهجما فعلا على من كانوا بالحفل. لما رأى أصحاب الحفل الكلاب تتهجم عليهم قاموا بسل سكاكينهم ، وتحوّل الأمر إلى قتال بين الفريقين ، اللذان تعاركا وطعن بعضهم البعض بالسكاكين، بعد أن كانت تجمعهم أجواء الاحتفال الحميمية وقاموا بذبح الكلبين، ليصدق عليهما المثل العربي القائل "على نفسها جنت براقش". فإلى متى سيبقى أبناء الجزائر متعادون بسبب الألعاب والكلمات السخيفة، ألم يئن لهم أن يلتفتوا إلى آلاف الروابط التي تجمعهم من دين حنيف ورب واحد وروح وطنية ، ومسؤولية موحدة اتجاه بلدهم الجزائر؟. محمدبن حاحة