استضافت المكتبة الرئيسية للمطالعة لولاية مستغانم في إطار ندوة «خير جليس في الأنام كتاب « الأستاذ بن شهيدة منصور الذي قدم آخر كتابه بعنوان « قصص ، أساطير وأعلام مدينة مستغانم» . الكتاب الذي يضم 285 صفحة عبارة عن رحلة جميلة تسمح للقراء بزيارة مدينة مستغانم القديمة والحديثة ، و تمكنه من التعرف على أهم عاداتها وتقاليدها الشعبية التي لا زالت العائلات المستغانمية تحافظ عليها كالأعراس وما يدور من حولها كالمدٌحات و المحطر ، إضافة إلى الأغاني التي امتازت بها المدينة لقرون من الزمان بدءا بالمديح الديني وكذا الأغنية الشعبية ، الأندلسية ، البدوية و الحديثة وصولا إلى «الدربا» ، إلى جانب الأماكن القديمة والأثرية لعاصمة الظهرة كأحياء تيجديت ، الدرب ، العرصا و الطبانة ، كما يقدم الكاتب أساطير وقصص جميلة لا زالت في المخيلة الجماعية عند أهل مدينة مستغانم كأسطورة المدينة المحمية ، البنات الثلاثة لحميدة العبد ، وقصص عن حديقة العرصا ... المؤلف لم يتغافل أيضا في كتابه عن زيارة الزوايا العديدة التي تتوزع عبر المدينة ، مشيرا بذلك إلى الزاوية العلوية ، بن تكوك ، بلحول ، التيجانية و الشادولية ، لينتقل بعد ذلك إلى المساجد العتيقة التي تتقدمها مسجدا سيد يحيى وسيدي بوعجاج، و اللذان يعودان إلى فترة ما قبل العهد العثماني ، في حين خصص لأساتذة الصوفية بمستغانم جناحا خاصا ، ويتعلق الأمر بكل من المفتي بن قارة ، الإمام الطاهر بن شهيدة ، الإمام الشيخ جلول الناصر ، الإمام شيخ بلمكي والشيخ بن مصابيح ، نظرا للدور الذي لعبوه في حل المشاكل الكثيرة بفضل الفتاوي التي كانوا يعتمدون عليها عبر الأزمنة . بن شهيدة منصور نجح في مزج مكونات المجتمع المستغانمي الذي قال عنه يتكون من أهل مجاهر ، الحشم و الحضر الذين جاؤوا من مختلف الجهات ليؤسسوا تراثا شعبيا صلبا لم تتمكن الأزمنة من التأثير عليه وأقل من ذلك محوه . مؤلف (قصص، أساطير وأعلام مدينة مستغانم) بن شهيدة منصور أشار في نهاية اللقاء أن كتابه يجمع فقط 10 بالمائة من التراث الشعبي المستغانمي ، لذا مدينة مستغانم واصل يقول تحتاج إلى أكثر من 100 كتاب تروي إلا القصص الشعبية والتعريف بالمدينة العتيقة التي تعود إلى العصور الوسطى ، علما أن الأستاذ بن شهيدة منصور ، يدرس «الأدب المغاربي» بجامعة عبد الحميد بن باديس بمستغانم ، وله عدة أعمال كلها تدور حول التراث المحلي، كما أنه صاحب حصة إذاعية «نافذة عن التراث .