تحتفل الجزائر غدا الأحد بذكرى اندلاع ثورة نوفمبر المجيدة التي تتزامن هذه السنة مع تنظيم الاستفتاء الشعبي على مشروع تعديل الدستور الذي يعتبر خطوة سياسية مهمة على مسار الإصلاحات السياسية في الجزائر من أجل بناء دولة القانون والعدالة و تحقيق الرفاهية و الحياة الكريمة للجزائريين ،ويتميز إحياء ذكرى ثورة أول نوفمبر هذا العام بجزائر تواصل تحقيق وتجسيد مطالب الحراك الشعبي المبارك و مطالب الجزائريين الذين حملوا إلى الشارع معاناتهم و بين الاحتفال بنوفمبر التحرير و استفتاء نوفمبر التغيير يعيش الشعب الجزائري الحدثين الكبيرين و يتذكر تضحيات الشهداء الذين كان لهم الفضل الكبير في استرجاع الجزائر سيادتها الوطنية واستقلالها حيث حافظت لمدة تتجاوز النصف قرن على أمانة الشهداء الأبرار و عهودهم بالعمل و الجد والاجتهاد من أجل بناء دولة قوية و جزائر عصرية و شعب يعيش حياة هنيئة في وطنه ،و مثلما كان أول نوفمبر 1954 موعدا لإطلاق الرصاصة الأولى للثورة على الاستعمار الفرنسي الغاشم التي كللت بعد جهاد دام سبع سنوات باستقلال الجزائر و تحرر الشعب من نير المحتل الفرنسي ،سيكون الأول من نوفمبر 2020 يوما فاصلا وحاسما لتكريس إرادة الشعب الجزائري القوية في بناء الجزائر الجديدة التي تودع مرحلة من الحكم و التسيير الفاسدين من خلال المصادقة على مشروع تعديل الدستور بعزم الشعب و رضاه عبر الاستفتاء الشعبي الذي هو تكريس وتجسيد لسيادة وقرار الشعب الجزائري الحر و السيد في تقرير مستقبل وطنه ،هي إذن بداية و انطلاقة لمرحلة جديدة للجزائر و الجزائريين في ظل دستور جديد سيحقق الكثير من الإيجابيات و يوسع آفاق ممارسة الديمقراطية والفصل بين السلطات و التسيير و الحكم الراشدين مما يفسح المجال واسعا للتطور الاقتصادي والتنموي والثقافي والاجتماعي و العلمي في جزائر جديدة ،و انطلاقا من ذلك يبقى الشعب الجزائري مطالبا بالمشاركة غدا بكثافة في الاستفتاء المصيري لبناء جزائر جديدة تطرق أبواب المستقبل بدستور جديد يؤسس لقواعد الدولة القوية والعصرية حقا وفعلا بعيدا عن ممارسات الفساد والاستبداد بالسلطة والحكم و استنزاف ثروات البلاد و تبديد المال العام و تجاوز القوانين و الاستيلاء بغير وجه حق على حقوق الشعب و لهذا فغن نوفمبر 2020 هو موعد مع التاريخ .