الجمهور المستغانمي المتذوق للفن ينتظر هذه السنة عروض مسرحية راقية من الفرق المسرحية التي ستشارك في الدورة ال 46 للمهرجان الوطني لمسرح الهواة المنتظر تنظيمه في أواخر أوت إلى غاية الفاتح سبتمبر بمدينة الفن والثقافة " مسك الغنائم " ، خاصة وأن إدارة المهرجان وعدت الجمهور المستغانمي خلال مداخلاتها الأخيرة بمشاركة قياسية من جهة للفرق المسرحية وبفرق ذات مستوى عالي في الفن المسرحي من جهة أخرى ، لكن حسب رجال المسرح الذين شاركوا في لجنة التحكيم الخاصة بالتصفيات عبر كل جهات الوطن ، فإن رؤيتهم تعاكس ذلك ، حيث يرون أن مستوى الفرق التي ستتقدم إلى هذه الطبعة هي دون المستوى المطلوب ، وقد أرجعوا ذلك إلى عدة اعتبارات ، منها انعدام التكوين الفعلي والقاعدي للفرق المسرحية ، قلة الدعم والمساندة من قبل الهيئات المسؤولة وكذا انعدام المقرات التي تعد محورية في حياة أي عمل مسرحي ، هذه المعطيات الموضوعية أثرت وبشكل سلبي حسب العارفين بهذا الفن على جل الفرق الهوية التي ستتقدم هذه السنة إلى مستغانم ، وعليه يبقى مستوى الفرق الهاوية محدود إن لم نقول متدني ، خاصة وأنها باتت لا تعالج في مسرحيتها مواضيع الساعة ، وهذا بسبب غياب النصوص والإبداع ، حيث أن المسرحيات التي ستقدم في الطبعة ال 46 ستكون حسب ما هو منتظر نسخة طبق الأصل و إلى حد بعيد بالمسرحيات السابقة ، حيث تعتمد خصوصا على الإقتباس ، لذا فمن المنتظر أن تشارك بعروض قديمة ، هذا يجرنا إلى تلك التوصيات التي كانت المهرجانات السابقة تخرج بها في كل سنة خلال حفل اختتام المهرجان والتي يمكن ان نقول اليوم عنها أنها إلى حد الآن مجرد بنود حبر على ورق ، حيث يعاد تكررها واستنساخها من لدن أعضاء لجنة التحكيم ضاربين عرض الحائط التوصيات السابقة ، للإشارة أن محافظة المهرجان لم تقرر بعد مكان إجراء العروض المسرحية لهذه السنة ، بسبب انعدام القاعات ، حيث لم تنتهي أشغال تهيئة القاعة الزرقاء لدار الثقافة ولد عبدالرحمان كاكي ، في حين أن قاعة إفريقيا لا زالت مغلقة أمام الجمهور وخارج الخدمة ، أما المسرح الجهوي فيبق هو الآخر وإلى حد الساعة بعيد المنال بسبب الأشغال الضخمة التي يعرفها ، لكن وبالرغم من كل هذه العوائق يبقى مهرجان مسرح الهواة مكسب للفنانين والمهم في كل هذا أنه يسمح لهم بالإلتقاء مع بعضهم البعض وتبادل التجارب ، أما بخصوص إدارة المحافظة التي يشرف عليها السيد جرورو ، فإنها تعمل جاهدة من أجل إيجاد استيراتجية تسمح لها النهوض وترقية الفن السابع بالولاية ، ليبق السؤال المطروح هو ، هل ستتمكن الإعانات المالية التي تقدمها كل من الوزارة ، الولاية والبلدية لمسرح الهواة لمستغانم التغلب على كل هذه المشاكل ، أم سيبقى المسرح الهاوي وبالرغم من بلوغه سنه السادس من عقده الرابع يراوح مكانه بسبب انعدام الرؤية الواضحة وكثرة المشاكل والتي في الغالب ليست فقط مالية وتنظيمية ؟ .