سيقوم مخبر مخطوطات الحضارة الإسلامية في شمال إفريقيا الكائن مقره بوهران بفهرسة خزائن مخطوطات ولايات معسكر وتيارت وغرداية بداية من السنة المقبلة حسبما علم لدى المشرف على المخبر. وصرح الأستاذ الدكتور بن نعمية عبد المجيد ل"وأج" أنه بالإضافة إلى الفهرسة يقوم المخبر أيضا بتصوير ما يمكن تصويره من المخطوطات الموجودة بهذه الخزانات ودراستها وتثمينها. وقد سبق للمخبر أن فهرس في السابق 200 1 مخطوط بدائرة أولف بولاية أدرار والتي شملت 9 خزائن وفق ذات المتحدث. وتعود المخطوطات المفهرسة لأحقاب زمنية مختلفة من تاريخ الجزائر و تتناول مجالات شتى من أبرزها الفقه و التاريخ و الأدب و الفلسفة و الفلك و الدراسات التراثية. وسمحت الأعمال الأكاديمية المنجزة على المخطوطات النفيسة من قبل الباحثين بالمخبر من إثراء جوانب مضيئة من التاريخ الوطني و إبراز دور الجزائر في مجال نشر العلوم و المكانة التي كان يتبوأها علماء الجزائر على ممر العصور و إسهاماتهم القيمة في الحضارة الإنسانية. والى جانب الفهرسة قام الباحثون بتحقيق ونشر العديد من المخطوطات منها "رحلة المقري إلى المغرب والمشرق" لأبي العباس احمد المقري و"تاريخ ميورقة" لابن عميرة المخزومي قام بتحقيقهما الأستاذ الدكتور محمد بن عمر. كما توجد عدد من المخطوطات قيد التحقيق منها: " أرجوزة الحلفاوي في فتح وهران" للحلفاوي و"نوازل الكنتي" مثلما أشير إليه . وقد قام المخبر أيضا بتصوير المخطوطات باستعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة حيث يتم تحويل ورقة المخطوط إلى صورة يمكن قراءتها على الحاسوب وذلك بغرض تكوين مكتبة رقمية بالمخبر تسهيلا لاستفادة الباحث من المخطوطات النادرة مع حمايتها من العطب والضياع. وينشط بمخبر مخطوطات الحضارة الإسلامية في شمال إفريقيا التابع لمعهد الحضارة الإسلامية والعلوم الإنسانية بجامعة وهران الذي اعتمد سنة 2000 أكثر من 60 باحثا موزعين على خمسة فرق بحث. ويهتم هذا المخبر بفهرسة خزائن المخطوطات على مستوى كل التراب الوطني والمساهمة في وضع الخريطة الوطنية لخزائن المخطوطات وتثمين النفائس منها. وضمن هذا التوجه قام المخبر بإنشاء بطاقات فهرسية الكترونية للمخطوطات بغرض إنشاء قاعدة معطيات التي سوف يتم تحويلها إلى مكتبة رقمية للمخطوطات بالمخبر مع إمكانية إتاحتها على الموقع الالكتروني للمخبر على الشبكة. ويتوفر المخبر الذي يصدر مجلة علمية محكمة " المجلة الجزائرية للمخطوطات" على أزيد من 400 مخطوطة في مختلف الميادين إضافة إلى المخطوطات الرقمية التي يتجاوز عددها 80 مخطوطا.
