عمال التربية يشلون المدارس في أول يوم من الإضراب

توقفت أمس بعض المؤسسات التربوية في الطورين الابتدائي والمتوسط والثانوي عن العمل أمس بمختلف ولايات الوطن استجابة للإضراب الذي دعت إليه النقابة الوطنية لعمال التربية لمدة أربعة أيام.
وتراوحت نسب المشاركة في الحركة الاحتجاجية حسب مصادر نقابية بين 70 إلى 100 بالمائة بمختلف الأطوار التربوية ، و تشهد الساحة التربوية غليانا وتذمرا شديدا، خاصة وأن الملفات المطروحة والمدونة بالمحضر المشترك مع وزارة التربية ليوم 21 أفريل الماضي لم تتم معالجتها رغم الوعود والوقت الكافي الممنوح للسلطات العمومية .
وضرب عمال التربية عرض الحائط الحلول الأخيرة التي أعلنت عنها وزارة التربية الوطنية، خاصة فيما تعلق بالزيادات في الأجور ومراجعة النظام التعويضي، وقد توعدت النقابات بشل جميع المؤسسات وإمكانية اللجوء إلى الإضراب المفتوح إذا لم تستجب الوصاية إلى جميع مطالبها المرفوعة
وقد استجاب أساتذة وموظفو وعمال قطاع التربية التابعين للنقابة لنداء الاضراب الذي دعت إليه هذه الأخيرة عقب استشارة واسعة للقواعد العمالية التي تطالب بمراجعة جادة للنظام التعويضي واستحداث منحة جديدة لكافة العمال تكون في حدود 50 بالمائة من الأجر الرئيسي.
وترفض هذه النقابة جملة وتفصيلا الإجحاف الذي يلقاه قطاع التربية مقارنة .
نقابة عمال التربية تهدد بإضراب مفتوح ابتداء من 16 أكتوبر
جددت النقابة الوطنية لعمال التربية ، رفضها للإجراءات الجديدة والزيادات في الأجور التي أعلنت عنها وزارة التربية الوطنية مؤخرا باحتساب المنحة الجديدة المقدرة ب 15٪ من الأجر الرئيسي ، منحة الدعم المدرسي والمعالجة البيداغوجية بأثر رجعي ابتداء من 01 جانفي 2008 .
وأشارت ذات النقابة أن وزارة التربية الوطنية لا زالت تنتهج سياسة التسويف واللامبالاة بخصوص معالجة نقائص القانون الخاص لعمال التربية الوطنية التصنيف،الترقية،الإدماج،إدماج الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين في السلك التربوي ،الي جانب اعادة النظر في الحجم الساعي للعمل في التعليم الابتدائي والعطل المدرسة ، منح المناطق والامتياز، و ملف طب العمل والتقاعد
وفي ظل تقاعس الوزارة الوصية في معالجة مختلف الملفات العالقة قررت النقابة المستقلة لعمال التربوية مواصلة حركتها الاحتجاجية التي شرع فيها أمس وتدوم مدة أربعة أيام ، مهددة بالدخول في إضراب وطني مفتوح ابتداء من 16 أكتوبر الجاري في حالة عدم استجابة السلطات العمومية للمطالب المرفوعة .
خريجو المدارس العليا والأسلاك المشتركة متمسكون بمطالبهم
من جهة أخرى، دخل أمس خريجوا المدارس العليا للأساتذة في إضراب وطني إلي جانب تنظيم إعتصامات أمام مديريات التربية عبر كامل ولايات الوطن اليوم ، ويأتي قرار الإضراب نظرا للتهميش المتعمد من طرف الوزارة الوصية من جهة ومديريات التربية من جهة أخرى على هذه الفئة رغم التكوين العالي والمتخصص لهذه الفئة، وذلك من خلال عدم توظيف خريجي المدارس العليا للأساتذة في بعض ولايات الوطن، و عدم احترام التخصص في التوظيف، مما يعد جريمة في حق التلميذ قبل الأستاذ، هذا إلي جانب التماطل في حل مشكل خريجي المدرسة العليا للأساتذة بالقبة تخصص كيمياء وإسكاتهم بمناصب فيزياء مرفوقة بتعهد ولا ترسيم فيها،دون إغفال التهميش الواضح لخريجي المدارس العليا للأساتذة للتعليم الابتدائي بتصنيفهم في السلم10 بدل من السلم11،وإلزامهم بالتكوين لمدة سنة كاملة رغم مرور أكثر من 08 سنوات على توظيف بعضهم،مثل ما يحدث في ولاية ميلة،حسبي ذات المصدر .
كما دخل مهني الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين، في الإضراب الوطني بعد تملّص الوزارة الوصية تجاه الوضع المختل لفئة الأسلاك المشتركة و العمال المهنيين من إقصاء وتهميش وممارسات تعسفية في مختلف المؤسسات التربوية، ثانويات،متوسطات،مديريات،معاهد، دواوين وتعنتها وعدم رغبتها في حل المشاكل المتراكمة داخل قطاع التربية الوطنية باتخاذ الإجراءات الكفيلة قصد تحسين الظروف المعنوية والمادية للفئة العمالية
المساعدون التربيون يقاطعون العمل ويتوعدون
وفي سياق متصل ، شل المساعدون التربويين في اليوم الأول قطاع التربية الوطنية عبر مختلف ربوع الوطن احتجاجا على الإقصاء والتهميش في حقهم وبهدف تحسين الظروف الاجتماعية والمهنية لموظفي السلك، وكذا الغموض السائد حول مهام المساعد التربوي وصلاحياته التي يبقى حق التصرف فيها لمدير المؤسسة التربوية.
وجاء قرار الدخول في حركة احتجاجية نتيجة عدم وفاء وزارة التربية الوطنية بوعودها المتفق عليها في 13 سبتمبر الماضي وعدم وضوح الرؤيا بخصوص مختلف المطالب المرفوعة والتي لحد الآن لم يتم النظر فيها أو مراجعتها.
ويطالب المساعدون التربيون بإعادة تصنيف المساعد التربوي في الرتبة 10 عوض الرتبة 7 التي أقرها القانون الأساسي الخاص بهم، إلى جانب قضية تحديد المهام والحق في الترقية لمنصب مستشار التربية، وهي أهم المطالب التي يسعي لتحقيقها المساعدون التربويون ، علما أن هذا السلك يعد الوحيد في القطاع الذي لا يستفيد فيه العمال من أية ترقية طيلة المسار المهني،داعيا في الوقت ذاته إلي ضرورة فتح ملف القانون الخاص بالقطاع ألي جانب ملف النظام التعويضي والخدمات الاجتماعية.
سناباست يستنكر إقصاء الوصاية للنقابات المستقلة من التفاوض
استنكر أمس المجلس الوطني للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ،الطريقة التبليغية التي تستعملها الوصاية والسلطات العمومية واقصئها للنقابات المستقلة من التفاوض رغم أنها شريك اجتماعي كامل الحقوق ،متأسفة في الوقت ذاته للمعالجة التي تمت على النظام التعويضي لعدم بلوغها مستوى تطلعات الأساتذة فالمنحة المستحدثة لم ترقي الي نصف مطالب عمال القطاع ،إلي جانب بقاء مختلف المطالب المرفوعة عالقة دون حل.
وأوضح بيان للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، تحصلت الحياة العربية على نسخة منه، أن قرار مواصلة الحركة الاحتجاجية التي شرع فيها أمس، لمدة أسبوع متجدد لا يزال ساري المفعول ،داعية إلى الرفع من احتساب المنحة المستحدثة وتطبيقها بأثر رجعي ابتداء من 01 جانفي 2008 ،والفصل النهائي في منحة المنطقة والتعويض النوعي عن المنصب ،هذا إلي جانب استدراك نقائص القانون الخاص لا سيما ما تعلق منها بإعادة التصنيف للمهندسين والأساتذة التقنيين وإدماج أساتذة التعليم الثانوي في الصنف 14 باعتماد معيار الأقدمية.
الكلا تؤكد نجاح الحركة الاحتجاجية في شل قطاع التربية
قال أمس ادير عاشور رئيس مجلس ثانويات الجزائر، أن هناك استجابة واسعة من طرف القاعدة العمالية للحركة الاحتجاجية التي شرع فيها أمس عبر مختلف ربوع الوطن،حيث بلغت نسبة الاستجابة 90 بالمائة بالنسبة للطور الثانوي ،و70 بالمائة للطورين المتوسط والابتدائي. وأوضح ادير عاشور في اتصال لجريدة الحياة العربية، أن نسب المشاركة في الإضراب الوطني الذي يدوم لمدة ثلاث أيام متجدد دليل على القاعدة العمالية على دراية تامة بأهمية التضافر لتحقيق جل المطالب التي لازالت عالقة ،مضيفا أن اكبر نسب المشاركة تم تسجيلها بعدة ولايات على غرار العاصمة،وهران، بجاية ،تيزي وزو،بومرداس. كما كشف ذات المتحدث أن مجلس ثانويات الجزائر سيعقد مجلسه الوطني الأربعاء المقبل لتقييم نتائج الحركة الاحتجاجية وتحديد مصير الاضراب .
من جهته أكد المكلف بالاتصال على مستوى مجلس ثانويات الجزائر، حاكم بشير أن الإضراب الذي دعا إليه الكلا نجح في يومه الأول، موضحا أن جميع المنخرطين بمجلس ثانويات الجزائر عبر العديد من الولايات استجابوا لنداء الإضراب الذي شرعوا في تنظيمه أمس وبخصوص موقف الوزارة من الإضراب أكد المتحدث بان الأساتذة لم يطالبوا بالزيادات فقط مثلما تحاول الوزارة تأكيده في كل مرة ، موضحا في هذا بان هذه الزيادات والتي تبقى غير كافية داعيا الوزير بن بوزيد إلى تحمل مسؤولياته من خلال وضع حلول جذرية تجنب القطاع مثل هذه الاضطرابات التي من شانها أن تأثر على الموسم الدراسي بشكل سلبي.
الكنابست: نسبة الاستجابة للإضراب غير متوقعة
أكّد أمس مسعود بوديبة المكلف بالإعلام للمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، أن نسبة المشاركة في الحركة الاحتجاجية كانت غير متوقعة بالخصوص في الطور الابتدائي والمتوسط التي تراوحت نسبة الاستجابة فيه بين 90 و95 بالمائة ، في حين تراوحت نسبة الاستجابة بالطور الثانوي ما بين 80 و90 بالمائة ،مضيفا ان جل ولايات الوطن عرفت شلل تام ومشاركة قوية في الإضراب الوطني. كما كشف مسعود بوديبة في اتصال لجريدة الحياة العربية،انه سيتم عقد مجالس ولائية نهار اليوم لتدارس الوضعية الراهنة للقطاع وفي الوقت الذي سيعقد مجلس وطني الأربعاء المقبل لتحديد مصير الحركة الاحتجاجية.
وبخصوص قرار وزارة التربية القاضي بالزيادة في نسب منح التأهيل لموظفي القطاع و تخصيص منح جديدة لهم استجابة للمطالب التي نادت بها مختلف نقابات التربية،فقال ذات المتحدث أن هذا مجرد تصحيح لنظام المنح والتعويضات كغيره من أنظمة القطاعات الأخرى لا أكثر وما هي إلا استجابة لمطلب واحد لا غير، وهو عبارة عن عملية تصحيحية للإجحاف الممارس ضد عمال القطاع، مضيفا إن هناك مطالب أخرى ذات أهمية بالغة على غرار ملف الخدمات الاجتماعية، طب العمل، التقاعد،التي همشتها الوزارة ولم تعرها أي اهتمام،
الأنباف : نسبة الاستجابة للإضرابات بلغت أكثر من 97 بالمائة
سجل أمس الإضراب الذي دعت إليه نقابات التربية مستويات قياسية بلغت أكثر من 97 بالمائة حيث عرفت مختلف المؤسسات التربوية المتواجدة عبر الوطن شللا تاما
أكد أمس الإتحاد الوطني لعمال التربية و التكوين بان الإضرابات التي دعت إليها نقابات التربية قد بلغت في اليوم الأول من هبة قوية من طرف عمال التربية تعبيرا منهم عن الوضع المأساوي الذي يعيشونه ، بالرغم الضغوطات و المغالطات .
وكشفت الانباف في بيان له تحصلت الحياة العربية على نسخة منه بأننا سجلنا نجاح الاضطراب في جميع الأطوار – ابتدائي – متوسط – ثانوي وكل الأسلاك، مشيرة بان معدل نسبة الإضراب لجميع الأطوار قد بلغت 100بالمائة وهذه النسب المسجلة لصبيحة اليوم الأول من الإضرابات .
وزارة التربية : لا يوجد ومبرر لاستمرار الإضراب بعد إقرار الزيادات
من جهتها أكدت وزارة التربية الوطنية أنه لم يعد هناك ما يبرر الإبقاء على النداء للإضراب بعد الزيادة التي أقرتها في نسب منح التأهيل لموظفي القطاع التي تنتقل على التوالي من 25 إلى 40 في المائة و من 30 إلى 45 في المائة والتي ستحسب من الآن فصاعدا بأثر رجعي ابتداء من 1 جانفي 2008 على أساس الأجر الرئيسي و ليس الأجر القاعدي.
كما أعلنت الوزارة عن منح منحة التوثيق لكل أسلاك المصالح الاقتصادية محسوبة بأثر رجعي ابتداء من 1 جانفي 2008.
وسيستفيد مستخدمو المخابر من منحتين جديدتين وهما منحة الخدمة التقنية و تقدر ب25 في المائة من الأجر الرئيسي و منحة الضرر و تقدر ب 10 في المائة من الأجر الرئيسي ومن ناحية أخرى أعلنت الوزارة عن تخصيص تعويض جديد يقدر ب 15 في المائة من الأجر الرئيسي تحت تسمية تعويض الدعم المدرسي والمعالجة التربوية وسيمنح لكل الأسلاك الخاصة بالتربية الوطنية و سيسدد أيضا بأثر رجعي ابتداء من 1 جانفي 2008. وأشارت الوزارة إلى أن هذه القرارات تم اتخاذها بعد سلسلة من المشاورات التي قامت بها الحكومة حول الانشغالات الاجتماعية و المهنية لموظفي قطاع التربية. و فيما يتعلق بالقانون الأساسي الخاص بالأسلاك النوعية للتربية الوطنية فقد عبرت السلطات العمومية عن قبولها لمبدأ مراجعته قصد تصحيح النقائص المؤكدة مع مراعاة الأسس التي يقوم عليها القانون العام للوظيفة العمومية. و أعلنت الوزارة عن تنصيبها للجنة وزارية تشارك فيها كل نقابات قطاع التربية الوطنية و حدد لها تاريخ 15 ديسمبر 2011 كآخر أجل لتقديم مستخلصاتها مذكرة بأنها كانت السباقة إلى جعل الشبكة الجديدة للأجور والنظام التعويضي الجديد حيز التطبيق قد أوفت تماما بالتزاماتها بإجراء التعديلات المؤسسة التي طالب بها العمال.