وُوري الثرى، بعد عصر يوم الجمعة، بمقبرة بلدية بن فريحة بولاية وهران، جثمان المجاهد محمد لحواص المدعو "عيسى"، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 93 سنة، في أجواء مهيبة شهدت حضور أفراد من عائلته ورفاقه في الجهاد، إلى جانب ممثلين عن السلطات المحلية والمجتمع المدني، حسب ما أفادت به مديرية المجاهدين وذوي الحقوق للولاية. الفقيد من مواليد عام 1932 بمنطقة أولاد الحاج ببلدية لرجام بولاية تيسمسيلت، وقد التحق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1956 بمنطقة الونشريس، الناحية الأولى للمنطقة الثالثة بالولاية الرابعة التاريخية. وتميزت مسيرته النضالية بالشجاعة والإخلاص، حيث كُلّف سنة 1957 بمهمة نوعية من قبل قيادة الثورة لنقل السلاح من تونس، وهي المهمة التي أداها بنجاح قبل عودته إلى أرض الوطن في مارس 1958. شارك المجاهد محمد لحواص في معارك عديدة، وأدى واجبه الثوري جنبًا إلى جنب مع زوجته قابول علة، التي استشهدت سنة 1961، لتخلّد اسمها ضمن قائمة النساء المجاهدات اللواتي قدّمن أعظم التضحيات من أجل استقلال الوطن. وبعد الاستقلال، واصل الفقيد خدمة الوطن ضمن صفوف الجيش الوطني الشعبي إلى غاية سنة 1970، ليظل بذلك وفيًّا لقيم النضال والتحرر التي آمن بها. وبهذه المناسبة الأليمة، تقدم مدير المجاهدين وذوي الحقوق لولاية تيسمسيلت، عبد الكريم خضري، بتعازيه الخالصة إلى عائلة الفقيد وكل رفاقه في السلاح، مثمنًا مسيرته الطويلة ومساهماته الكبيرة في تحرير الوطن. برحيل المجاهد محمد لحواص، تفقد الجزائر أحد أبنائها البررة الذين سطروا ملاحم البطولة والتضحية، وتركوا بصمة خالدة في سجل الذاكرة الوطنية.