مولودية باتنة... تودع الكأس والحكم في قفص الاتهام

عجزت مولودية باتنة من اجتياز عقبة اتحاد البرج في اللقاء الذي نشطه الفريقان أول أمس في ملعب مڤرة، وودعت الكأس وسط دهشة الأنصار
الذين لم يتوقعوا أن يكون فريقهم أحد ضحايا المفاجأة، خاصة أن أبناء المدرب بن جاب الله راهنوا على البروز في هذه المنافسة لأن هدفهم في البطولة هو ضمان البقاء، ولم تحسن العناصر الباتنية التفاوض مع اللقاء الأمر الذي فوت عليها فرصة المرور إلى الدور المقبل، إثر تلقيها هدف التعادل في اللحظات الأخيرة من الوقت بدل الضائع ما أرغمها على لعب شوطين إضافيين وركلات الترجيح التي ابتسمت للاعبي قرواش.
اللاعبون وقعوا في فخ التساهل
وكما تخوف منه الكثير من متتبعي شؤون المولودية فقد سقطت عناصرها في فخ السهولة، خاصة في الشوط الأول حين ضيعت عدة فرص متاحة، ورغم افتتاح زياد باب التهديف في (د39) إلا أن ذلك لم يكن كافيا حيث بالغ أبناء الأوراس في إهدار الأهداف التي كانت كفيلة بحسم النتيجة مبكرا، وساهم التهاون أن تلقى مرمى الحارس ليتيم هدفا مباغتا في آخر لحظات اللقاء، ما أجبر أبناء بن جاب الله على المرور إلى محطة ثانية لم يحسنوا التعامل معها ليبتسم الحظ للمنافس.
الحكم خارج الإطار
فتحت إدارة المولودية النار على الحكم الذي أدار مباراة أول أمس وحملته مسؤولية الإقصاء من الكأس، وأكد اللاعبون والطاقم الفني أن المباراة كانت كبيرة على ثلاثي التحكيم الذي عجز عن مسايرتها، من خلال قراراته العشوائية التي أثرت سلبا في لاعبي المولودية الذين فقدوا التحكم في أعصابهم، كما منح الأفضلية للمنافس الذي استثمر في هذا الجانب ما مكنه من العودة في النتيجة، وحسب المدرب بن جاب الله وبعض اللاعبين فإن الحكم عمل المستحيل لإخراج المولودية من منافسة الكأس.
تصريحات بن جاب الله توحي بمؤامرة لإقصاء المولودية
وخلفت التصريحات التي أدلى بها المدرب بن جاب الله بعد إقصاء فريقه من منافسة الكأس، عدة تأويلات توحي وجود أطراف عملت على إقصاء فريقه، حيث أكد أن اللقاء كان كبيرا على الحكم مضيفا بقوله: “لا ألوم الحكم الذي كان خارج الإطار وأبان عن محدوديته، بقدر ما ألوم الأطراف التي عينته لإدارة هذه المباراة”.
كثرة الغيابات وقلة الخيارات من أسباب الإقصاء
لعبت المولودية مواجهة أمس الأول محرومة من خدمات تقريبا نصف التشكيلة الأساسية، في ظل عدم إقحام بولطيف الذي عوضه ليتيم إضافة إلى عدم جاهزية زغيدي المعاقب، وهزيل، زقرير، يعقوب وبلعيدي، الذين يعانون من إصابات مختلفة، ما حال دون ضمان البدائل اللازمة خاصة في الوسط والهجوم، ما جعل عناصر المولودية تسقط في فخ لعب المنافس وعجزت عن فرض منطقها رغم أن الكثير من العوامل كانت في صالحها، كما أن نقص الخبرة أغضب اللاعبين الذي لم يتحكموا في اللقاء خاصة في الشوط الثانية.
المولودية غير محظوظة في الكأس
ويبدو أن المولودية الباتنية غير محظوظة في منافسة الكأس، بدليل خروجها المبكر في المواسم الأخيرة سواء حين لعبت على الصعود أو لضمان البقاء، لكن ما حدث هذه المرة أنها أقصيت في الدور التصفوي الأخير دون المرور إلى الدور 32 وهو ما خلف صدمة لدى الأنصار، خاصة أنه كان على العناصر الباتنية توظيف أوراقها على أداء مشوار مشرف في هذه المنافسة، لأن هدفهم هذا الموسم هو ضمان البقاء، لكن نقص الخبرة وكثرة الغيابات جعل النادي يكرر سيناريو القبة ومغنية الذي يعكس عدم حنكة المولودية في كأس الجمهورية.
الإقصاء يحتم التدارك أمام “الصام”
وأمام إقصاء التشكيلة الباتنية سيكون لزاما على أبناء المدرب بن جاب الله مراجعة حساباتهم بداية من هذا الأسبوع، لضبط أمورهم على مواجهة هذا الجمعة أمام سريع المحمدية قصد ضمان عودة موفقة إلى البطولة ونسيان الإقصاء المبكر من الكأس، ومن المنتظر أن يركز المدرب على الجانب النفسي لرفع معنويات لاعبيه، والمراهنة على استعادة العديد من العناصر الأساسية المصابة والمعاقبة وتوظيفها للظفر بنقاط اللقاء المقبل.
إعادة النظر في التشكيلة ضروري
وبعيدا عن الإقصاء غير المتوقع أمام اتحاد البرج وأهمية نقاط اللقاء المقبل أمام سريع المحمدية، فإن الكثير من المتتبعين أجمعوا على ضرورة إعادة النظر في تشكيلة المولودية، في ظل افتقادها إلى البدائل القادرة على منح الإضافة في حال وجود غيابات على غرار ما حدث في مواجهة أول أمس، حيث طلب الكثير باستغلال فترة التحويلات الشتوية لجلب 4 لاعبين على الأقل من ذوي الخبرة حتى تغطي النقائص التي تيمز العديد من المناصب الحساسة في الخطوط الثلاثة لاسيما الهجوم الذي يبقى في حاجة ماسة إلى إعادة النظر نظرا للأداء المتواضع الذي يقدمه المهاجمون، وعجزه عن حسم النتيجة لصالحه كما حدث في عدة مباريات سابقة آخرها مواجهة أول أمس أمام “قرواش”
أمعوش لعب 120 دقيقة بعد شهرين من الغياب
سجل اللاعب أمعوش عودته إلى التشكيلة الأساسية بعد شهرين من الغياب، حيث لم يشارك سوى في العشر دقائق الأولى من مباراة جولة الافتتاح أمام أولمبي المدية بسبب تعرضه لإصابة، ورغم افتقاده إلى اللياقة البدنية إلا أن ذلك لم يمنعه من المشاركة مدة 120 دقيقة، وهي فرصة لابن بجاية لاستعادة إمكاناته تدريجيا قبل إجراء مباريات البطولة انطلاقا من نهاية هذا الأسبوع.
وناس وجد نفسه معزولا
لم يشكل المهاجم وناس خطورة على منطقة اتحاد البرج بعد أن وجد نفسه معزولا، الأمر الذي حرمه من عدة كرات كانت كفيلة بصنع الفارق، كما ساهم اللعب العشوائي الذي ميز أداء التشكيلة في تراجع الهجوم وتضييع عدة فرص لقتل النتيجة في المرحلة الأولى، قبل أن يسقط اللاعبون في فخ الحكم والمنافس الذي كلفهم تلقي هدف مباغت في الدقيقة الأخيرة.
ليتيم من المدية إلى “قرواش“
سجل الحارس الشاب ليتيم عودته إلى جو المنافسة بعد غيابه عن الجولات الست الماضية من البطولة، واقتصرت مشاركته على المباراة الأولى أمام أولمبي المدية، ورغم أنه لم يتمكن من التصدي لأي ركلة من ركلات الترجيح إلا أنه لم يخيب في أغلب فترات اللقاء، كما أن هدف التعادل لا يتحمل مسؤوليته بعد استغلال لاعبي “قرواش” تراخي الدفاع الباتني، ما سمح لهم بالتوغل في منطقة العمليات ومباغتة الحارس دون صعوبة.
عليلي سيغيب عن لقاء المحمدية
دوّن الحكم في ورقة المقابلة أن اللاعب الذي تعرض إلى الطرد هو المدافع عليلي بدلا من زياد إثر تلقيه إنذارين، وهي العقوبة التي ستحرمه من المشاركة في اللقاء المقبل أمام سريع المحمدية، في انتظار البت في مدة العقوبة التي ستسلطها عليه رابطة باتنة الجهوية، حيث ينتظر أن لا تتعدى مقابلة واحدة ما دام الطرد كان على خلفية حصوله على إنذارين في اللقاء نفسه.
------
قارش أغمي عليه وأحدث طوارئ
تعرض المهاجم الشاب قارش إلى إصابة خطيرة بعد مرور 9 دقائق من الشوط الإضافي الأول في الرأس حيث أغمي عليه، بعد تدخل عنيف من أحد لاعبي “قرواش” ما أدى إلى نقله على جناح السرعة إلى المستشفي لتلقي العلاج، وقد خلف سقوط اللاعب حالة طوارئ ولحسن حظ قارش أنه استعاد وعيه الأمر ورافق التشكيلة في رحلة العودة إلى باتنة.
سقط بشكل سيئ والحكم طلب مواصلة اللعب
واستغرب اللاعبون والطاقم الفني لتصرف حكم اللقاء بعد سقوط اللاعب قارش، حيث طالب بمواصلة اللعب رغم أن قارش أغمي عليه وسط ذعر أسرة المولودية التي دخلت الميدان للوقوف على حالته الصحية، واحتج الطاقم الفني واللاعبون على الحكم واعتبروا قراره غير منطقي، حيث كان عليه إيقاف اللعب لاسيما أنه كان قريبا من اللقطة ووقف على التدخل العنيف الذي تعرض له قارش.
قارش: “حالتي تحسنت خرجت سلامات”
طمأن اللاعب قارش جمهور المولودية بعد فقدانه الوعي في اللقطة التي تعرض فيها إلى تدخل خشن من أحد لاعبي البرج، واعتبر سكوت الحكم أمرا غير منطقي لأنه كان يستحق الحصول على مخالفة أو إيقاف اللقاء للوقوف على حالته الصحية، واعترف أن سقوطه السيئ أفقده الوعي عدة دقائق، وأوضح قارش أن وضعيته الصحية تحسنت ولا تبعث على القلق ما مكنه من مرافقة التشكيلة الباتنية في رحلة العودة إلى باتنة.
بلهادي بكى بحرقة بعد تضييعه ركلة الترجيح
لم يتمالك المدافع بلهادي نفسه وأجهش بالبكاء إثر تضييعه الركلة الترجيحية بعد انتهاء الوقتين الرسمي والإضافي بالتعادل، حيث بكى بحرقة شعورا منه بتحمله مسؤولية الإقصاء، إلا أن اللاعبين والطاقم الفني ما تضامنوا معه وخففوا عنه حدة الصدمة التي تعرضوا لها وأقنعوه أن الحظ يلعب دورا في هذه الأمور، ورغم تضييعه ركلة الترجيح إلا أن بلهادي كان أحد أفضل العناصر وأدى ما عليه طيلة 120 دقيقة.
سكرتير المولودية يغيب مرة أخرى
تنقلت تشكيلة مولودية باتنة إلى مڤرة في غياب الأمين العام للنادي مرزقلات حمودي، الذي يكون قد رفض مرافقة التشكيلة بسبب عدم حصوله على مستحقاته المالية العالقة، وهو ما أرغم الإدارة على الاستنجاد بأمين عام جديد متربص لإنقاذ الموقف، ولم يفهم جيدا المهام المنوطة به خاصة أن مختلف الأندية تمنح أهمية كبيرة للجانب الإداري للحفاظ على مصالحها باستثناء المولودية التي تعاني إهمالا من هذا الجانب.
يوسفي لم يخيب في أول مشاركة له أساسيا
نجح اللاعب الشاب يوسفي إلى حد كبير في سد الفراغ الذي خلفه زغيدي في محور الدفاع، ورغم افتقاده إلى الخبرة الكافية إلا أن ابن عين التوتة لم يفوت الفرصة على نفسه وأبان عن وجه طيب في أغلب فترات اللقاء، ما جعله محل تنويه الطاقم الفني والجمهور الحاضر، ويكون بذلك يوسفي قد استغل أول دخول له أساسيا للكشف عن صحة إمكاناته في انتظار مواصلة التأكيد في المواجهات المقبلة.
زيداني احتج على محافظ اللقاء
فقد رئيس الفريق زيداني أعصابه في نهاية اللقاء واحتج بشدة على محافظ اللقاء، بعد الطريقة السيئة التي أدار بها الحكم المقابلة، حيث حمله مسؤولية كبيرة في إقصاء فريقه، واتهمه بالتأثير سلبا في معنويات لاعبيه بالنظر إلى قراراته العشوائية التي ساهمت في تغيير مجريات اللقاء، ما سمح للمنافس بمعادلة النتيجة في آخر أنفاس الوقت الرسمي.
الأنصار صنعوا أجواء مميزة في المدرجات
صنع أنصار المولودية أجواء مميزة في المدرجات خلال مواجهة أول أمس، ورغم حضورهم المتوسط إلا أن ذلك لم يمنعهم من بعث الحيوية في أغلب فترات اللقاء، مؤكدين على وزنهم في باتنة وخارج الديار، إلا أن النتيجة المخيبة في النهاية جعلتهم يصابون بخيبة أمل، ولو أن الكثير منهم حمل المسؤولية لحكم المواجهة الذي كان حسبهم خارج الإطار.
ثاني ظهور ل حسينات
سجل المدافع حسينات ثاني ظهور رسمي له، فبعد دخوله بديلا في مواجهة أمل مروانة، اعتمد عليه المدرب بن جاب الله أمس معوضا زميله قارش الذي غادر الميدان إثر تعرضه إلى إصابة أفقدته الوعي في بداية الشوط الإضافي الأول، وكانت الفرصة مواتية للاعب حسينات من أجل لفت انتباه الطاقم الفني، على غرار بقية العناصر الشابة الأخرى التي تراهن على استغلال أي فرصة تتاح لها في اللقاءات الرسمية.
المولودية لعبت 55 دقيقة ب10لاعبين
أرغمت التشكيلة الباتنية على لعب 55 دقيقة بعشرة لاعبين، عقب قرار الحكم بطرد اللاعب زياد في (د66) والذي اتضح في نهاية المطاف أن اللاعب المعني بالطرد هو عليلي حسب ما تم تدوينه في ورقة المقابلة، وهو السيناريو الذي يعد شبيها بنسبة كبيرة لما حصل في اللقاء المحلي المنصرم أمام الجار شباب باتنة، حين طرد زغيدي في بداية المرحلة الثانية ما تسبب في تراجع أداء التشكيلة وتلقي هدف التعادل، ويظهر أن العناصر الباتنية لا تزال تفتقد إلى الخبرة الكافية التي تجعلها تحسن التفاوض في الأوقات الصعبة خاصة حينما تتعرض إلى النقص العددي.
---------------
أمعوش: “الحكم ساهم في إقصائنا وسنركز من الآن على لقاء الصام”
خروج مبكر من منافسة الكأس، ما تعليقك؟
نتأسف كثير لما حصل، حيث أن هناك الكثير من العوامل ساهمت في إقصائنا وحالت دون الحفاظ على هدف السبق، في مقدمة ذلك الحكم الذي كان خارج الإطار من خلال قراراته العشوائية التي أثرت سلبا في معنويات اللاعبين.
كيف ذلك؟
حتى أكون صريحا فإنني لم أر طيلة مسيرتي الكروية حكما من هذا النوع، حيث كان محدودا بأتم معني الكلمة، وعلاوة على ذلك فقد عمل كل ما بوسعه حتى يتأهل المنافس وهو ما جعله ينجح في هذا المسعى بعد أن ساهم في “نرفزة” لاعبينا.
لكن كنتم متقدمين في النتيجة، فكيف انقلبت الموازين؟
حينما يدير اللقاء حكم ليس في المستوى المطلوب يمكن توقع أي شيء وهو ما حصل لنا في النهاية، تخيل أن اللاعب قارش تعرض إلى إصابة أفقدته الوعي لكن الحكم طلب مواصلة اللعب، بصراحة لم أر حكما من هذا النوع طيلة 13 سنة التي لعبتها مع الأكابر.
لكن مع ذلك لا ننفي تحمل اللاعبين نسبة من مسؤولية الإخفاق
حينما أتكلم عن الحكم لا يعني أننا نبرئ أنفسنا، حيث كنا متقدمين في النتيجة وكان بمقدورنا إضافة أهداف أخرى، لكن أن تلعب مدة طويلة ب10 لاعبين فإن الأمر صعب في نظري، خاصة أن الحكم كما قلت لم يكن نزيها وساهم في “نرفزة“ اللاعبين الذين خرجوا من إطار المقابلة بمرور الوقت.
الكثير كان يراهن على منافسة الكأس لكن خرجتم بشكل مبكر، ما قولك؟
نحن أيضا تمنينا لو تأهلنا إلى الدور المقبل حتى نحقق مشوار إيجابيا في هذه المنافسة، لكن ما حصل كان خارجا عن إرادتنا، ونعتذر للأنصار على ما حدث ويجب علينا أن نطوي هذه الصفحة نهائيا من أجل التركيز على المباريات المقبلة من البطولة.
كيف ستحضرون لمواجهة المحمدية؟
يجب أن ننسى هذا الإقصاء أولا والتحضيرات ستتم بصورة عادية مثل المباريات المقبلة، وتركيزنا منصب على ضرورة الظفر بنقاط اللقاء القادم، حتى يتسنى لنا مواصلة المسيرة بنجاح ونستمر في البطولة بنجاح.
كيف تعلق على عودتك إلى أجواء المنافسة بعد غياب طويل؟
رغم نقص المنافسة إلا أنني لعبت 120 دقيقة، وحاولت أن أؤدي ما علي رغم صعوبة المهمة، والمشوار لا يزال طويلا وسوف أعمل ما بوسعي حتى أفيد التشكيلة في المباريات المقبلة.
الأنصار مستاءون من الإقصاء، فماذا تقول لهم؟
نحن أيضا لم نتوقع ما حدث لنا في هذا اللقاء، وهذه هي كرة القدم أحيانا تدخل عوامل خارج نطاق اللعبة وتساهم في الخسارة، نعتذر على ما حدث ونعدهم بالتركيز على المباريات المقبلة من البطولة، وسوف نواصل المسيرة الإيجابية التي حققناها لحد الآن.