بقدر ما تصنعه كرة القدم من فرجة وتبث الفرحة في نفوس المتتبعين .. بقدر ما تكون الحسرة والألم لدى البعض الآخر، وإذا كان المناصر لا يتغيّر دائما ويبقى وفيّا لفريقه في الأفراح والأقراح، فإن اللاعبين ينقلبون وتتغيّر ألوانهم مثل الحرباء، وهذا بتنقلهم من فريق لآخر. حيث سيكون الموعد هذا المساء مع النهائي الحلم، نهائي انتظره كلّ الجزائريين، ولكن الشيء البارز فيه أن عددا من اللاعبين حملوا ألوان نادي "سوسطارة" في نهائيي سنتي 2006 و2007، وهم: غازي، مترف، بصغير، خوالد وزماموش. فالثلاثي الأول يحمل ألوان المولودية، والثنائي الأخير بقي وفيّا للألوان الحمراء والسوداء. وعليه، فإن المفارقة هي أن أحد الطرفين سيبكي للمرّة الثالثة في النهائي، وهي المعادلة التي لا تقبل بحلّ آخر غير أن يفرح طرف ويبكي طرف آخر. دزيري، خوالد وزماموش لطرد النّحس وسيكون خوالد وزماموش على موعد لقاء خاص بالنسبة إليهما، كونهما لعبا نهائيي العشرية الماضية ولم يكتب لهما معانقة الكأس، والأكثر من ذلك أنه يوجد معهما لاعب آخر تذوّق طعم الهزيمة، إنه المدرب المساعد بلال دزيري الذي شارك في النهائي الأول وخسره، وفي النهائي الثاني تابع اللقاء من الهامش بعدما كان أنهى الموسم في نادي السدّ القطري. وعلى ضوء هذه المعطيات، فإن الثلاثي يسعى لطرد النحس. غازي، مترف وبصغير يحلمون بكأس مع "العميد" بعدما عجزوا مع الاتحاد وبالمقابل، ودون الحديث عن لاعبي المولودية الذين سبق لهم التتويج بالكأس مثل دحام الذي يلعب للاتحاد وبابوش وبوڤش اللذين يواصلان المشوار مع المولودية، فإن اللاعبين السابقين للاتحاد والحاليين للمولودية وهم: بصغير، مترف وغازي يأملون في أن يعانقوا الكأس التي أدارت لهم ظهرها بألوان نادي "سوسطارة" في 2006 و2007، ويرفضون أن تدير لهم ظهرها من جديد بألوان المولودية. دحام وبوزيد في الاتحاد من التشكيلة المتوجّة بالكأس مع "العميد" وإذا كان هناك ثلاثة لاعبين سابقين من الاتحاد سبق لهم المشاركة في النهائيين السالفين وهم الآن يحملون ألوان "العميد"، فإن هناك لاعبين من المولودية سبق أن شاركا في نهائي واحد من بين النهائيين السابقين وهما يحملان ألوان الاتحاد في الوقت الراهن، إنهما المهاجم نور الدين دحام صاحب هدف التتويج في نهائي 2006، واسماعيل بوزيد المتواجد خارج القائمة المعنية بمباراة اليوم. وها هو دحام يكون وراء هدف تأهّل الاتحاد إلى النهائي، ويأمل في أن يكون وراء إهداء الكأس لنادي "سوسطارة".