عاد لاعبو اتحاد العاصمة مساء أمس إلى جوّ التدريبات بعد أن استفادوا من راحة يومي الخميس والجمعة، وقبلهما أجروا حصة استرخاء يوم الأربعاء صباحا.. هذه الفترة لحسن حظهم أنها مرّت على خير بعد الهزيمة الأخيرة أمام أهلي البرج، هزيمة باتت من الماضي وبدأ الجميع يفكرون في اللقاء القادم أمام اتحاد الحرّاش، إذ أن الجميع يعوّلون على تلك المباراة لتضميد الجراح، لأنهم يرون فيها فرصة مواتية لكي يستعيد الفريق نغمة الانتصارات، ورغم صعوبة المهمة إلا أن أصحاب الزي الأحمر والأسود يؤمنون بقدراتهم، ويأملون أن يكون الجميع في الموعد لتحقيق فوز يعوّضون به ما ضاع الثلاثاء الماضي أمام البرايجية. الأنصار يريدون الالتفاف حول الفريق في هذا التوقيت ويريد أنصار الاتحاد الالتفاف حول فريقهم في الفترة المقبلة، فهم يرون أن رفع حدة الضغط وتشتيت تركيز اللاعبين من شأنهما أن يعيدا الفريق إلى نقطة الصفر، لذا من الطبيعي أن يكون الجميع في الموعد خلال الأيام القليلة القادمة من أجل دعم الفريق تحسّبا للموعد الكبير أمام الجار اتحاد الحرّاش، فهم يدرون مدى أهمية هذا الظرف، وأن الفريق دخل فترة فراغ ويجب الإسراع لإخراجه منها حتى لا تزداد الأمور تعقيدا. الوقوف بجانبهم ضروري قبل "داربي" الحراش ويعتبر "الداربي" أمام الجار اتحاد الحرّاش مهما ليس لأنه يأتي بعد الهزيمة داخل الديار فحسب، بل لكونه يأتي أياما قليلة قبل الداربي الكبير أمام الجار الآخر مولودية الجزائر، فالأنصار يريدون الوقوف بجانب اللاعبين ومساندتهم من أجل رفع معنوياتهم، لعل وعسى يتمكنون من تحقيق نتيجة إيجابية ترفع معنوياتهم قبل اللقاء الكبير أمام الغريم، وحتى في حال التعثر أما الحرّاش، يريد الأنصار البقاء داعمين لفريقهم تحسبا للمباراة الكبيرة المقرّرة يوم 21 سبتمبر في ملعب 5 جويلية. نتيجة إيجابية في الحرّاش لتحضير "داربي" المولودية بمعنويات مرتفعة وسيحاول أبناء "سوسطارة" العودة بنتيجة إيجابية من الحرّاش رغم إقرارهم بصعوبة المهمة، صعوبة لم تكن موجودة من قبل، وربما لم تحدث في تاريخ الناديين بأن يلتقيا والحرّاش لا تملك في رصيدها أي نقطة، فالفريقان يعيشان أزمة حقيقية، لكن أزمة الحراشيين أكبر لأن الفريق الذي كان وصيف البطل الموسم الماضي لا يمكن أن يحصد ثلاثة هزائم في أولى ثلاث جولات، خاصة أنه مقبل على لعب أكبر منافسة قارّية خاصة بالأندية، وأي تعثرات أخرى ستجعل بيت النادي الحراشي على صفيح ساخن، معطيات كلها لا تصب في مصلحة اتحاد العاصمة الراغب في استعادة نغمة النتائج الإيجابية. "كوربيس" يريد من لاعبيه التركيز أكثر وجاء كلام المدرب "كوربيس" مع لاعبيه مساء أمس ليؤكد أنه يتعيّن عليهم التركيز أكثر، وأخذ كل المباريات باحترافية وعدم التراخي والاستهزاء بالمنافس مهما كان حجمه ومستواه، إذ ظل يؤكد لهم على أن التركيز واحترام المنافس قدر ما يستحق هما مفتاح الفوز، وهو ما حدث فعلا في المباراة الأولى أمام مولودية بجاية لما فاز الفريق برباعية، وعلى ضوء هذه المعطيات، فإن المدرب "كوربيس" يريد رفع معنويات لاعبيه من جهة، وفي الوقت نفسه يأمل في أن يرمي بالكرة في مرمى اللاعبين لأنهم ارتكبوا أخطاء في المباراة الأخيرة دفعوا ثمنها غاليا. ...ويحاول أن يصحح أخطاء لقاء البرج إلقاء "كوربيس" باللوم على لاعبيه ليس معناه أنه لم يقع في أخطاء، بل سبق له أن اعترف بأن الفريق ككل لم يكن في يومه، وبداية بالطاقم الفني الذي ارتكب أخطاء في الاستعداد لمباراة البرج، وفي الخيارات والتغييرات، كلها عوامل اجتمعت لتوقع بالفريق في عقر داره وجعلته يتكبّد أول هزيمة هذا الموسم. أول هزيمة ل "كوربيس" في بولوغين ويريدها الأخيرة ما لا يعلمه الكثير من المتتبعين أن الهزيمة أمام أهلي البرج كانت الأولى للمدرب "كوربيس" داخل الديّار، وهذا منذ إشرافه على العارضة الفنية لنادي "سوسطارة" مطلع شهر نوفمبر من العام الماضي، إذ سبق له أن تعادل داخل القواعد أمام شبيبة الساورة، الأنصار يتأسفون لعدم وجود مدرجات للزوّار في ملعب المحمدية ومن المرتقب أن يكون الضغط شديدا في ملعب أول نوفمبر بالمحمدية بسبب وضعية الحرّاش الصعبة، و"الداربي" سيلعب بشبابيك مغلقة لأن أنصار الفريق المحلي يحاولون أيضا الوقوف إلى جانب فريقهم، لذا من المرتقب أن يُحرم أنصار نادي "سوسطارة" من متابعة اللقاء كون الملعب لا توجه به مدرجات خاصة بأنصار الفريق الضيف، وقليل منهم من سيدخل الملعب ربما إلى جانب أنصار الفريق المحلي.
ما كان يتخوّف منه "كوربيس" حدث والاتحاد بدون ظهير أيسر أمام الحرّاش وقع اتحاد العاصمة في مشكل عويص يصعب الخروج منه في الوقت الرّاهن، إذ سيدخل اللقاء القادم أمام الجار اتحاد الحرّاش بدون ظهير أيسر، فالثنائي بدبودة وبن موسى معاقبان، وهو الأمر الذي أشرنا إليه منذ بضعة أشهر، حين تمت معاقبة اللاعب بن موسى مع المنتخب الوطني، إذ أكدنا أن الفريق سيدخل مغامرة مجهولة العواقب بأن يخوض المباريات الأربع الأولى بظهير أيسر واحد معرّض لخطر الإصابة والعقوبة، وهو ما حدث في الجولة الثالثة، إذ لم ينتظر اللاعب بدبودة إتمام المهمة حتى عودة بن موسى، بل وقع في الخطأ الذي كلفه بطاقتين صفراوين، ليترك الفريق بدون ظهير أيسر في الجولة الرابعة. بن موسى وبدبودة معاقبان والحل في بن عمارة وسيجد المدرب "كوربيس" نفسه مجبرا على اللجوء إلى حلول أخرى من أجل تعويض اللاعب بدبودة المعاقب، إذ أنه كان ينتظر عودة بن موسى، لذا هذا الأخير هو أيضا لا يزال تحت طائل العقوبة، وسيستنفد الثنائي بدبودة وبن موسى العقوبة معا عقب الجولة المقبلة، وعليه فإن "الداربي" أمام إتحاد الحرّاش مرشح أن يلعبه الفريق بظهير أيسر هو بن عمارة، رغم أن هذا الأخير الذي يلعب عادة في منصب ظهير أيمن. "سيناريو" مكرر لما حدث الموسم الماضي وسبق للمدرب "كوربيس" أن وجد نفسه في وضعية مشابهة الموسم الماضي، إذ فقد ثلاثة لاعبين ينشطون في منصب ظهير أيسر، وهم يخلف المصاب، بدبودة المعاقب وبن موسى المسرّح بسبب حفل زفافه، وهو ما جعله يجرّب بن عمارة أمام مولودية وهران في نصف نهائي كأس الجمهورية، الأمر الذي جعل الجمهور العاصمي يكتشف مستوى ابن مدينة ڤالمة في هذا المنصب، وفرحوا كثيرا لأدائه الرّائع في تلك المباراة. بن عمارة.. "سلاك الحاصلين" وكان اللاعب بن عمارة قد تم تجريبه في منصب مدافع محوري خلال المباراة الودية أمام شبيبة بجاية التي سبقت بداية البطولة بأسبوع، تجريب يؤكد أن المدرب "كوربيس" يعرف مستوى بن عمارة في منصب ظهير أيمن وأيسر، أما منصب مدافع محوري، فهو المنصب الذي لم يره يلعب فيه من قبل، لذا جرّبه لعل وعسى يلجأ إليه في مباراة من المباريات القادمة. بايتاش لعب ظهيرا أيسرا، لكن... لم يكتف المدرب "كوربيس" بفكرة بن عمارة ظهيرا أيسرا، بل سبق له أن جرّب أيضا وسط الميدان الشاب كريم بايتاش في الروّاق الأيسر، وهو الأمر الذي يجعله مرشحا للعب في هذا المنصب خلال المباراة المقبلة، خاصة أن "كوربيس" اعتمد عليه في الرّواق، لكنه كان متقدما على بدبودة الذي كان أداؤه دفاعي بحت، بايتاش قد يكون هو الحل في "الداربي" المقبل، لكن البعض يتساءل عن أدائه بمفرده في الجهة اليسرى. المشكل أن مفتاح أيضا معاقب ومشكل في الجهة اليمنى أيضا وما يرفع من حظوظ بايتاش في المشاركة أساسيا في منصب ظهير أيسر هو أن الترشيحات تقول أن بن عمارة سيكون في منصبه الأصلي ظهيرا أيمنا، خاصة في ظل تواجد مفتاح تحت طائل العقوبة، إذ عوقب بثلاث مباريات بعد البطاقة الحمراء التي تلقاها في اللقاء الثاني أمام شبيبة القبائل، حلول تضع "كوربيس" أمام خيارات حتمية وقد لا يجد أحسن منها في الوقت الرّاهن. "كوربيس" قد يعتمد على فرحات أو حتى العيفاوي في حالة ما إذا فضل "كوربيس" الاعتماد على بن عمارة في منصب ظهير أيسر، فإنه يملك حلولا استثنائية في الجهة اليمنى، فهناك فرحات الذي لعب في هذا المنصب خلال اللقاء الأخير أمام أهلي البرج، وهناك أيضا العيفاوي الذي يلعب تقريبا في كل المناصب الدفاعية وحتى وسط الميدان الدفاعي، ولذا فإن "كوربيس" مطالب بإيجاد وتعيين الحلول مبكرا من أجل الاستعداد الجيّد للقاء القادم. لحسن حظه أن العرفي استفند العقوبة وسيعود وسيزيد غياب بوشامة المصاب من متاعب الطاقم الفني لنادي "سوسطارة"، فعادة ما يتم تحويله وسط ميدان إلى منصب ظهير أيسر أو أيمن، ولذا فإن عودة العرفي المعاقب بمباراة واحدة وغيابه في الجولة الماضية أمام أهلي البرج ستساعد "كوربيس" على إيجاد حلول ولو استثنائية، لكنه أحسن من بعض الحلول الأخرى.
رغم أن اللقاء القادم أمام الحرّاش... التساؤلات حول مكان إجراء "داربي" المولودية تتزايد بدأت العديد من الأطراف تتساءل عن موعد ومكان إجراء "الداربي" الكبير بين اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر، هذا "الداربي" الذي ينزل فيه "العميد" ضيفا على الجار نادي "سوسطارة" ينتظر أن يتم فيه تطبيق القانون القديم الجديد، وهذا ببرمجته بملعب عمر حمّادي لأن الرابطة تراجعت هذا الموسم عن برمجة القاءات المحلية العاصمية بملعب 5 جويلية، وطلبت من كل الفرق العاصمية الاستعداد للعب مبارياتها المحلية على ملعبها، لكن القرارات التي كانت تتخذ في المواسم السابقة وفي آخر لحظة تجعلهم يتأكدون من شيء واحد، وهو أن "الداربي" لن يلعب في بولوغين. كل المؤشرات توحي بأن اللقاء سيلعب في 5 جويلية وباتت كل المؤشرات توحي بأن "الداربي" الكبير سيحتضنه الملعب الكبير، فلا يمكن تصوّر لقاء بين المولودية والاتحاد في ملعب بولوغين لأنه لا يسع حتى لأنصار الاتحاد، والذين لن يقبلوا أن يتقاسم معهم أنصار المولودية المدرّجات، وحتى أنصار المولودية لن يقبلوا بمنحهم المدرجات الصغيرة الخاصة بالفرق الزائرة، لذا فإن الجميع ينتظر صدور برنامج الجولة الخامسة للتأكد من أن "الداربي" في ملعب 5 جويلية. بعض المقرّبين اقترحوا ملعب تشاكر واقترحت بعض الأطراف المقرّبة من إدارة الاتحاد أن يتم التقدم بطلب لاستقبال المولودية بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، إذ يرى هؤلاء أن استقبال المولودية في ملعبها أمر لا يتصوره العقل، لأنهم يرون أن ذلك يعتبر بمثابة مساعدة للمولودية على تحقيق نتيجة إيجابية، ولذا أرادوا التأثير في حداد من أجل أن يمارس ضغطا على الرابطة حتى تبرمج القمة بملعب البليدة. حداد طلب رأي اللاعبين والمدرب والكل يريد ملعب 5 جويلية ولكي لا يتخذ قرارات انفرادية، فضل الرجل الثاني في نادي "سوسطارة" حداد معرفة رأي اللاعبين والطاقم الفني في الموضوع، إذ تم ذلك قبل أيام قليلة، وجاء الرّد سريعا من اللاعبين والمدربين بأنهم يفضلون ملعب 5 جويلية، فهم يرونه الأنسب للعب قمة كبيرة أمام المولودية، وحتى وإن كان هذا الأخير يستقبل عادة على هذا الملعب، فإن "الداربي" له طابعه الخاص وعامل الملعب لن يكون له تأثير على أي طرف من الأطراف. حتى أنصار الاتحاد يفضلون 5 جويلية لأنه الأنسب لهم تحدثنا عن اللاعبين المسيّرين والفريق، ولكننا لم نتحدّث عن الأنصار الذين يعتبرون الحلقة الأبرز في هذا الموضوع، إذ أنهم بالرغم من أنهم يعرفون أهمية استقبال المولودية في ملعبهم ببولوغين، إلا أنهم يفضلون استقبالهم في ملعب 5 جويلية، إذ يرون أن القمة لن تكون في المستوى إذا لعبت في ملعب صغير. العلاقة بين إدارتي الناديين تعكرت بعض الشيء بسبب بولوغين وما يزيد من حماس "الداربي" بين الاتحاد والمولودية هو ما حدث في بحر هذا الأسبوع بين إدارتي الناديين، إذ طلبت إدارة المولودية استقبال شباب بلوزداد في ملعب عمر حمادي، وإدارة الاتحاد قبلت الفكرة لكن بشرط ألا تستفيد إدارة "العميد" من أي سنتيم من مداخيل الملعب، وهو الأمر الذي جعل مسؤولي المولودية يتراجعون عن فكرة اللعب هناك، وبطبيعة الحال هذه الحادثة ستزيد من حساسية "الداربي".
"كوربيس" ومساعدوه عادوا ظهر أمس عاد مدرب اتحاد العاصمة "رولان كوربيس" إلى الجزائر رفقة مساعديه "جاك بايل" و"أرموند سان"، بعدما قضى كل واحد منهم ثلاثة أيام في مسقط رأسه، الطاقم الفني لنادي "سوسطارة" الذي ابتعد عن الضغط خلال نهاية الأسبوع المنصرم أشرف على أول حصة تدريبية أمس السبت بداية من الساعة الخامسة والنصف، وهذا كإعلان عن بدء الاستعدادات للقاء القادم أمام اتحاد الحرّاش. "كوربيس" عاد خائبا بعد تعثر المنتخب الفرنسي وعاد المدرب "كوربيس" إلى الجزائر بمعنويات مبحطة، إذ لم يتجرّع التعثر الذي تعرّض له منتخب بلاده فرنسا في تصفيات كأس العالم البرازيل 2014، منتخب "الدّيكة" عجز عن الفوز على منتخب جورجيا واكتفى بنقطة التعادل، والتي جعلت الفارق بينه وبين المنتخب الإسباني يتوسع إلى ثلاث نقاط كاملة، وهو ما يرشح بطل العالم للتأهل إلى "المونديال" مباشرة، فيما سيكون المنتخب الفرنسي مجبرا على لعب مباراة فاصلة من أجل ضمان بطاقة التأهل إلى النهائيات.
