لم تمر الهزيمة النكراء التي تكبدها منتخبنا الوطني يوم 4 جوان الفارط في ملعب مراكش أمام المنتخب المغربي الذي فاز عليه بالنتيجة والأداء مرور الكرام، بل خلّفت ردود أفعال كثيرة من مختلف الأخصائيين في مجال كرة القدم والمحليين والمهتمين بشؤون كرة القدم الجزائرية الذين أبدوا امتعاضهم من تلك الهزيمة النكراء والوجه الشاحب الذي ظهر به يبدة وزملاءه في تلك المقابلة.. وكل واحد من هؤلاء الأخصائيين أرجع تلك الهزيمة إلى سبب معين، لكن جميعهم اتفقوا على أن المسارعة للتعاقد مع مدرب أجنبي لن يحل المشكل لأن هذا الأخير أعمق والمدرب الذي ستتعاقد معه الاتحادية الجزائرية لكرة القدم مهما كانت سمعته وسجله لا يملك العصا السحرية، ولا يمكنه القضاء على المشاكل التي يتخبط فيها منتخبنا، كما يرى بعض الأخصائيين أن الاتحادية الجزائرية مطالبة بالبحث عن الأسباب الحقيقية التي كانت وراء تقهقر منتخبنا المونديالي عوض الإسراع في البحث عن مدرب أجنبي والتقليل من شأن المدرب المحلي، وهو نفس رأي المدرب السابق للمنتخب الفرنسي وبطل العالم مع فرنسا سنة 1998 إيمي جاكي الذي أكد في حوار أجراه مع “الهدّاف” سابقا أن المشكل لا يكمن في المدرب فقط، بل يمتد حتى للاعبين، وأضاف قائلا: “تعلمون أنه من الممكن أن المشكل لا يكمن فقط في المدرب بل يمتد حتى للاعبين أيضا، لذلك أظن أنه حان الوقت ليدعم المنتخب الجزائري بجيل جديد من اللاعبين، ومع بعض اللاعبين الآخرين الذين يملكون تجربة ستتحسن حتما الأوضاع ويعود المنتخب الجزائري للواجهة”. جميع الفاعلين في مجال كرة القدم مطالبون بالمشاركة من خلال حديث هامشي جمعنا مع المدربين السابقين للمنتخب الوطني رابح سعدان ومحي الدين خالف اللذين كانا حاضرين في حفل زفاف الهداف السابق لشبيبة القبائل ناصر بويش الذي نتمنى له حياة زوجية سعيدة، اتفق المدربان السابقان على شيء وهو أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم مطالبة بتوجيه الدعوة لجميع الفاعلين في مجال كرة القدم الجزائرية لعقد اجتماع للتشاور والبحث عن الأسباب الرئيسية الكامنة وراء تدبدب وتراجع منتخبنا الوطني الذي وقف الند للند في الأمس القريب أمام المنتخب الإنجليزي في منافسة كأس العالم، وذلك لإيجاد حلول فعالة لتطبيقها على أرض الواقع وإعادة الهيبة لمنتخبنا الذي سجل الانهزام تلو الآخر في المباريات التي أجراها سابقا أمام منتخبات مغمورة. ما حدث بعد هزيمة تونس سنة 1974 أحسن مثال ولتدعيم فكرتهما أكثر بأدلة من الواقع تكلم المدربان السابقان للمنتخب الوطني خالف وسعدان عن الهزيمة النكراء التي مني بها منتخبنا أمام المنتخب التونسي سنة 1974 والتي أدخلت الكرة الجزائرية في أزمة حقيقية. وتذكر الرجلان القرار الذي اتخذه وزير الشبيبة والرياضة في ذلك الوقت الذي عقد اجتماعا طارئا مع مختلف العارفين والمختصين في مجال كرة القدم الجزائرية من لاعبين سابقين ومدربين للبحث عن أسباب تراجع مستوى المنتخب الوطني وللتوصل إلى حلول قيّمة، وبعد ذلك الاجتماع قامت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بإقالة المدرب مكري وتعيين لجنة مكلّفة خصيصا بالاهتمام بالمنتخب وكانت مكوّنة من العديد من اللاعبين القدامى لمنتخب جبهة التحرير. للتذكير فإن رشيد مخلوفي الذي كان يدرب المنتخب العسكري خلف المدرب مكري على رأس المنتخب الأول، وبعد مرور سنين قليلة عادت الكرة الجزائرية للواجهة وشاركت في مونديالي 1982 و1986 وأتت تلك السياسة بثمارها.