نشرت : المصدر جريدة "الشروق" الجزائرية السبت 11 أغسطس 2018 11:11 دق الاتحاد العام للمهاجرين الجزائريين بالخارج ناقوس الخطر، وأماط اللثام عن إحصائيات خطيرة تكشف نزيف الأدمغة الجزائرية، أو العباقرة نحو الخارج، محصيا هجرة نصف مليون جزائري في ظرف 17 سنة بحثا عن وظيفة وظروف عمل مقبولة، واعتبر الإتحاد أن الفترة الممتدة بين سنتي 1995 و2012 شهدت أكبر نزيف للكفاءات الجزائرية، بسبب الظروف الأمنية والاقتصادية التي عرفتها الجزائر. وأعلن رئيس الإتحاد العام للمهاجرين الجزائريين بالخارج، سعيد بن رقية في تصريح ل"الشروق" أن دولا أجنبية منحت الجنسية ل250 ألف جزائري من فئة الأكفاء، الذين تنقلوا إليها بحثا عن عقود عمل ووظائف لائقة، تتناسب ومستواهم العلمي، ودافع بن رقية عن هذه الفئة قائلا "هؤلاء كانوا مضطرين للقبول بالجنسية رغبة وطمعا في الاستفادة من البحوث وللارتقاء بمستواهم المعيشي والاستفادة من نفس الحقوق للباحثين هناك، ويتعلق الأمر بالدرجة الأولى بالترقية في المناصب"، مشيرا إلى أن هذه الجنسية الأجنبية ستشكل عائقا كبيرا أمام الدولة الجزائرية في حال أرادت الاستثمار في هذه الفئة، وهو ما تنص عليه المادة 51 من الدستور، والتي تمنع المجنسين من تولي مناصب وزارية وعسكرية في الدولة. وطالب المتحدث في هذا السياق بإعادة النظر في هذه المادة وتعديلها فيما يخص طريقة الطرح، واستثناء هذه الفئة من الإقصاء، ويتعلق الأمر بالكفاءات التي يمكن أن تفيد الوطن، وتقدم الإضافة، لتمكينها من المساهمة في تطور وازدهار الجزائر. وكشف بن رقية عن برنامج قاعدي مسطر للاتحاد لاستقطاب الكفاءات الجزائرية بالخارج، عبر توفير مناخ وأرضية للاستفادة من هذه العقول في خدمة الوطن والجالية، مشددا على أن أغلب هؤلاء غادروا الوطن في الفترة الممتدة من 1995 إلى 2012، و90 بالمائة منهم استقروا في فرنسا و10 بالمائة شمال أمريكا، أي بالولايات المتحدةالأمريكية وكندا، إضافة إلى إسبانيا وبريطانيا. فيما أحصى الإتحاد اشتغال 40 ألف طبيب جزائري بمستشفيات فرنسية، منهم 10 آلاف طبيب مختص، هي أرقام تدق ناقوس الخطر، ناهيك عن 150 ألف طالب بالجامعات الأجنبية الفرنسية والروسية والأمريكية وحتى العربية، 95 ألفا منهم يشرفون على دراسات عليا و34 ألفا يدرسون ليسانس. وشدد ممثل المهاجرين الجزائريين بالخارج على أنه تم تسطير مخطط مدروس من اجل استقطاب هذه الكفاءات لخدمة الوطن في كافة قطاعاته، مصرحا "طالبنا الحكومة باستحداث وزارة مختصة تكون لها كل الصلاحيات للاستثمار في هذه الكفاءات وتغيير المعادلات الفاسدة، ولتصنع الفارق مقارنة مع ما هو موجود". وأضاف المتحدث: "للأسف الشديد، هذه العقول النابغة استقطبتها الدول الغربية وجعلتها نقطة مفيدة في تطوير اقتصادها وعلوم بلادها، فكم من مخترعين في أمريكا وأوروبا من أصول جزائرية، في حين أن وطنهم الأم يغلق الأبواب في وجههم، ولا يفكر حتى في كيفية الاستفادة في هذه الإطارات".
