مغني ... النجم

نزل مراد مغني الاثنين الماضي ضيفا على أستوديو إذاعة “بور. أف. أم” في حصة “المدينة” التي يقدمها الزميل مهدي مساء كل يوم بين الساعة الرابعة والسادسة،
لكن وسط ميدان لازيو لم يبق إلا ساعة بسبب التزاماته. وسجلت “الهداف” حضورها في الحصة عبر مبعوثها الذي نزل ضيفا بدعوة من مسؤولي القناة الإذاعية، وما يمكن استخلاصه أنّ مراد مغني نجم بأتم معنى الكلمة. وسجلنا تدخل الكثيرين عبر الهاتف للحديث مع مراد مغني والإطمئنان على صحته عقب إجرائه عملية جراحية في الركبة حرمته من المشاركة في المونديال.
فتاة حضرت الحصة مرتدية القميص رقم 20
وقبل بداية الحصة دخلت فتاة لا تعمل في قناة “بور. أف. أم” مرتدية قميص الفريق الوطني يحمل رقم 20 لحضور الحصة بالتوازي مع دخول مراد مغني، وكانت مفاجأته شديدة عندما أخرجت قميصا يحمل رقم 20 هو نفسه الذي يرتديه عليه إمضاءات لاعبي الفريق الوطني ويحمل علامة “بيما”، مؤكدة على أنها أحد المعجبات بصانع ألعاب “الخضر“ الذي كان متأثرا كثيرا.
فخور بأنه ابن الرغاية
وصنع أحد المستمعين المفاجأة أثناء تدخله على المباشر عندما تحدث مع مغني وطلب منه أن يتحدث عن أصوله الجزائرية، ودون عقدة كان جواب صانع ألعاب “الخضر“ مباشرا وقال: “أنا من الرغاية ومن أولاد هداج بالتحديد”، مُظهرا افتخاره بجزائريته التي يخجل بها آخرون.
غير منبهر على الإطلاق ب “زيزو“
ومن المعروف أن مراد مغني كان يلقبه كثير من الفرنسيين ب “زيدان الصغير” خلال بداية العشرية الأخيرة بعد أن أظهر مهارات وفنيات خلال كأس العالم للشباب مع المنتخب الفرنسي في 2001 وقاد خلالها فرنسا للتتويج بكأس العالم لأقل من 17سنة، وفي رده على سؤال حول زيدان قال مغني: “التقيت زيدان في كاستولي قبل كأس إفريقيا عندما قام بزيارتنا وكان لي حديث معه بصفة عادية وحتى بقية اللاعبين تحدثوا معه بصفة عادية”. وبدا لنا من خلال حديث مغني أنه ليس منبهرا ب زيدان ولو أنه يكن له احتراما شديدا باعتباره أحد أحسن اللاعبين في العالم.
دافع عن منصوري، غزال وجبور
لكن مراد مغني أبدى امتعاضه من تصرف بعض أنصار المنتخب الوطني في نورمبرغ الألمانية السبت الماضي وإطلاقهم تصفيرات استهجان لبعض زملائه، وعلّق على ما حدث قائلا: “أعتقد أن اللاعبين لا يستحقون التعرض لمثل هذا التصفير مثل منصوري الذي قضى عشر سنوات قدم خلالها الكثير للمنتخب ولا يسحق مثل هذا التصرف والأمر نفسه بالنسبة ل جبور وغزال، فما هي إلا مباراة ودية”.
تكهّن بالفوز على سلوفينيا والتعادل أمام الإنجليز والأمريكان
وأعرب مراد مغني عن تفائله الشديد بالفريق الوطني خلال المونديال في وقت يخشى كثير من الجزائريين تقديم مشوار مخيّب، معربا على تفائله الكامل أثناء رده على طلب زميلنا مهدي بالتكهن بنتائج “الخضر“ في المونديال وقال: “أنا متفائل بمشوار الجزائر في المونديال وأعتقد أن مشوار الفريق الوطني سيكون إيجابيا، بالنسبة لي أنا متفائل بالجزائر في كأس العالم وأعتقد أن الخضر سيتمكنون من الفوز في المباراة الأولى أمام المنتخب السلوفيني وسأعطيكم حتى النتيجة النهائية بهدف دون مقابل والتعادل أمام المنتخب الإنجليزي والتعادل أمام منتخب الولايات المتحدة، وهكذا سنتأهل إلى الدور الثاني برصيد خمس نقاط”. ولا نعلم إن قال هذا من باب العاطفة فقط أو لمعرفته بقدرات المجموعة.
“ لم أسرق النجومية في المنتخب من زياني”
الكثير من المتتبعين يعتقدون بأنه منذ مجيء لاعب لازيو مراد مغني إلى المنتخب الوطني خطف النجومية من زميله كريم زياني في كأس إفريقيا الأخيرة أين قدّم مردودا طيبا في دورة أنغولا، خاصة في لقاء الخضر مع كوت ديفوار في الدور ربع النهائي، وتطرّقنا الى هذه النقطة مع مراد الذي أكّد لنا بأن النجومية لا تهمه كثيرا بقدر ما يهمه حب الأنصار للمنتخب وتعلقهم بجميع اللاعبين من دون تفرقة وأضاف : “تأكد أنني لم أسرق النجومية من كريم زياني، إنه صديقي ومثل أخي وتربطنا علاقة طيبة وأنا لا أفكر إطلاقا في هذا الجانب لأننا كما تعلم نشكّل عائلة واحدة في المنتخب الوطني وليس فرديات”.
لمّا تنقل إلى بولونيا، كان باجيو بصدد المغادرة
في الفترة التي انضم فيها مغني إلى فريق بولونيا صائفة 2000، ومن سوء حظ مراد أن النجم الإيطالي الشهير روبيرتو باجيو كان بصدد مغادرة هذا النادي باتجاه إنتر ميلانو، وبالتالي فإن مغني لم يحصل على فرصة اللعب إلى جانب هذا اللاعب الذي سبق له أن أشاد بإمكانية اللاعب الجزائري الذي أثار ضجة كبيرة عند التحاقه بالكالتشيو الإيطالي، مع حديث المتتبعين عنه بأنه سيكون خليفة زيدان في المنتخب الفرنسي، لكن للأسف فإن مغني لم يلعب إلى جانب قائد الآزوري السابق باجيو الذي سيبقى الجميع يتذكر لقطة تضييعه لركلة الجزاء التي حرمت منتخب بلاده من التتويج بكأس العالم في مونديال الولايات المتحدة 1994.
أصدقاؤه حيّوه من “شامب سير مارن”
كانت هناك مفاجأة خاصة لمغني وهو يتحدث معنا حيث تلقى اتصالا هاتفيا على المباشر عبر أمواج الإذاعة من أصدقاء الطفولة الذين يقطنون بمسقط رأسه ب “شامب سير مارن” في ضواحي باريس، وهي المنطقة التي يقطن بها كذلك والداه وترعرع فيها مراد وداعب فيها الكرة منذ صغره، وعلى الرغم من أن أولئك الأصدقاء كانوا قد تحدّثوا مع مراد في الأمسية التي سبقت لكنهم أرادوا مفاجأته عبر أمواج الإذاعة ليؤكدوا له مدى تعلقهم به والاحترام الكبير الذي يكنّونه له بالإضافة إلى أنهم قد أعربوا له عن افتخارهم بابن حيّهم الذي صار نجما عالميا كبيرا، وهو ما أفرح مغني كثيرا في وقت يمرّ فيه بلحظات صعبة للغاية بعدما تأكد غيابه عن المشاركة في المونديال مع المنتخب الوطني بسبب الإصابة التي يعاني منها.
صديق تونسي سيناصر الجزائر من أجل مغني
على الرغم من أن معظم أصدقاء مراد هم من الجزائريين القاطنين في فرنسا أو الفرنسيين فقد وقفنا على صديق آخر له تونسي، وبعد حديثنا معه أكد لنا بأنه يتمنى حظا سعيدا للخضر في كأس العالم ويمنّي نفسه هو الآخر بمشاركة مشرفة، ما يعني أنه من أول المناصرين للمنتخب الوطني من أجل مراد مغني الذي يعتبره من أعز الناس على قلبه، وسيناصر الجزائر على الرغم من غياب صديقه لأنه كذلك يحب الجزائر كبلد نظرا للروابط العديدة مع تونس من ثقافات، عادات وتقاليد بالإضافة إلى اللغة والدين المشترك، وصاح بصوت عال “وان تو ثري فيفا لالجيري”، وهو ما أفرح مراد كثيرا لأنه ذكّره بأجواء المنتخب.
----
مغني: “حتى لو أجريت عملية جراحية في شهر فيفري فلم يكن بوسعي المشاركة في المونديال”
بعد خروجه من استوديوهات إذاعة “بور أف أم” اقتربنا من مراد مغني الذي يتحدث بعد العملية الجراحية التي خضع لها لأول مرة ل”الهداف” ويكشف عن أمور كثيرة عاشها في الفترة الأخيرة، كما عبّر عن فرحته بتتويج مولودية الجزائر بلقب البطولة الوطنية وعن أمور أخرى تخص المونديال في هذا الحوار الشيق.
كيف صارت حالتك الصحية؟
كما تعلمون فقد خضعت لعملية جراحية على مستوى الركبة ويلزمني كما أخبرني الأطباء ثلاثة أسابيع راحة على أن أبدء بعد ذلك عملية إعادة التأهيل، وأعتقد أن العملية الجراحية التي قمت بها كانت ناجحة مثلما أكد لي الأطباء.
وكم هي الفترة التي تسلتزمها عملية إعادة التأهيل؟
لا أدري بالضبط، لكن على حسب ما أعرف قد تكون ثلاثة أشهر أو أربعة.
ستكون غائبا بفعل إصابتك عن أكبر حدث عالمي هو المونديال، كيف هو شعورك؟
كنت حزينا جدا، وحتى حاليا فأنا متشوق أيضا للمشاركة في نهائيات كأس العالم، لكن هذا هو القدر.
كنتم في نهائيات كأس أمم أفريقيا منقوصين عدديا بفعل الإصابات لكنك وقتها عرفت كيف تغطي ذلك النقص أما الآن فالناس صارت قلقة من غيابك عن التشكيلة، هل ترى أن هذا الغياب سيؤثر كثيرا على زملائك وسنلاحظه في المونديال؟
لا أعتقد ذلك لأن في المنتخب الوطني هناك لاعبون يملكون إمكانات فنية وبدنية كبيرة، كما نملك مجموعة قوية وهناك لاعبون بإمكانهم أن يجلبوا أمورا إيجابية كثيرة للمنتخب، أكيد أنني سأغيب عن المونديال لكني لن أقول إن غيابي سيكون له تأثير كبير والناس جميعا يتأسفون عليه قبل حتى أن يحدث شيء.
تقصد بكلامك زياني، بودبوز وقادير أم من؟
نعم، فهم لاعبون ماهرون وأنا واثق في قدرتهم على تقديم أفضل ما لديهم دون أي قلق.
ما الذي شعرت به حيال التضامن الشديد الذي لقيته من الشعب الجزائري إثر القرار الذي اتخذ في حقك وإبعادك بسبب الإصابة؟
تأثرت كثيرا بوقفة الجمهور الجزائري معي والتضامن الشديد الذي لقيته ولا أستطيع على كل حال أن أنساهم هنا، وهي فرصة أوجه فيها كامل تشكراتي، أشكرهم لأنهم كانوا في أصعب اللحظات إلى جانبي، فقد رأيت كل هذا وعليه فلا يمكنني إخفاء فخري واعتزازي بما لاقيته من الجزائريين أبناء بلدي.
وماذا عن تضامن زملائك في المنتخب والمدرب الوطني الذي أجهش بالبكاء حينما أعلم الصحافة بخبر إبعادك عن المونديال بسبب الإصابة؟
تأثرت كثيرا لدرجة لا يمكن تصورها، تعرفون أن زملائي كانوا متضامنين جدا معي وهم أيضا كانوا إلى جانبي في تلك اللحظات العصيبة التي كنت أعيشها، أشكرهم كذلك من كل قلبي، وحتى المدرب الوطني كان متأثرا وهذا ما يؤكد أننا في المنتخب الوطني نشكل عائلة واحدة.
لماذا لم تقم بعملية جراحية قبل نهائيات كأس أفريقيا أو بعدها مباشرة؟
في مثل هذه الأمور لابد من التفكير جيدا ولا يجب الذهاب مباشرة إلى العملية الجراحية، حيث كان يتطلب الأمر النظر مع الإطباء ومعرفة إن كانت حالتي تستدعي تكثيف العلاج أو العملية الجراحية، فلو أجريت العملية الجراحية بعد نهائيات كأس أمم أفريقيا في شهر فيفري كنت سأستعيد أجواء المنافسة في شهر جوان الحالي وعليه كنت سأضيع نهائيات كأس العالم، لهذا فضّلت العلاج محاولة مني الحضور والمشاركة في المونديال، وعليه ففي شهر مارس بدأت في عملية التأهيل والخضوع إلى برنامج خاص رغبة مني في تدارك ما أعاني منه بالعلاج والمشاركة في نهائيات كأس العالم.
مع الإصابة التي تلقيتها في الركبة وأبعدتك لوقت طويل عن المنافسة، هل ستبقى الموسم القادم مع ناديك لازيو الإيطالي؟
بكل صراحة لا أعرف بشكل رسمي، لكن مبدئيا سأبقى في لازيو الموسم القادم ويجب ألا تنسى أنني مرتبط بعقد مع إدارة النادي إلى غاية 2012.
وهل تحدثت مع مسيري النادي؟
ليس بعد، لكن مثلما سبق وأن قلت هناك عقد يجب أن أشرّفه مع النادي.
بحكم أنك كنت حاضرا مع المنتخب في التربصات الماضية ما الذي تنتظره من “الخضر“ في المونديال؟
أعتقد أننا نملك مجموعة رائعة من اللاعبين وهم قادرون على الذهاب بعيدا في نهائيات كأس العالم، لكن يجب العمل والإجتهاد والتصميم على الفوز للوصول إلى ما يصبو إليه كل لاعب، فالتشكيلة تعمل كما لاحظت أنا بجدية شديدة ويتمنى كل عنصر أن يكون جاهزا وحاضرا بأحسن مستوى، وكما يعرف الجميع فالمجموعة تتدرّب منذ قرابة الشهر وعليه أعتقد أن التربصات مفيدة جدا ولا يجب على ضوء ما ذكرت أن نحكم على المنتخب فقط من اللقاءات الودية.
لكن في اللقاءات الودية وحتى الرسمية لم يسجل المنتخب سوى هدفا واحدا بينما تلقت شباكه الكثير من الأهداف، وهذا أمر مقلق أليس كذلك؟
لست معك في هذا الطرح، صحيح أننا تلقينا أهدافا كثيرة لكن لعبنا أيضا بأداء جيد مثال ذلك ما كشفنا عنه في الشوط الأول من المباراة الودية التي لعبناها أمام صربيا على ملعب 5 جويلية بالعاصمة، في حين أن مباريات أخرى لم نكن فيها على أحسن حال، وعلى كل فأنا متيقن من أن مباريات كأس العالم سيظهر فيها “الخضر“ بوجههم الحقيقي وسيكشفون عن نواياهم في تشريف سمعة الجزائر.
وهل ترى أن التشكيلة التي نملكها قادرة على التأهل إلى الدور الثاني؟
نعم، أظن أنها قادرة على فعل ذلك وبكل صراحة أضع ثقة شديدة في المجموعة.
في الجزائر الجماهير تقارن بين مباراة إنجلترا وما حدث مع منتخب ألمانيا الغربية في مونديال إسبانيا 1982 والفوز التاريخي للجزائر على “المانشافت”، حيث يأملون أن يتكرر السيناريو، ما تعليقك؟
لم لا، فنحن نملك مجموعة جيدة وقوية وحاليا نحن في نهائيات كأس العالم وهي لحظات لا يمكن لأحد أن يتخاذل أو يتكاسل في تقديم أفضل ما لديه ليبقيها للتاريخ يتحدث عنها مثلما يتحدث عن إنجاز 1982.
وهل ستكون حاضرا في جنوب أفريقيا لمساندة زملائك؟
لا أعرف، فحاليا لم أتخذ القرار في هذه المسألة، لكن هناك إمكانية على كل حال أن أحضر مباريات الجزائر في نهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا.
نعرف أنك مناصر وفي لمولودية الجزائر الذي حقق لقب البطولة السابع في تاريخه، كيف عشت الحدث؟
حتى وإن كنت أناصر المولودية من بعيد إلا أنني سعدت كثيرا بتتويجها بلقب البطولة الوطنية، وفرحتي بالتتويج هي أيضا لزميلاي في المنتخب الوطني رضا بابوبش وزماموش.
بالمناسبة زماموش يوجد تقريبا في نفس وضعيتك لأنه لن يكون حاضرا في نهائيات كأس العالم بسبب خيارات المدرب الوطني.
أعتقد أن لقب البطولة سينسي زماموش بعض الشيء إبعاده من المنتخب الوطني، صحيح أنه من الصعب المغادرة وترك أجواء المنتخب وأيضا عدم المشاركة في نهائيات كأس العالم، لكن مع اللقب الذي أحرزه أعتقد أنه سينسيه بعض الشيء.
فيما يخص المولودية، هل تملك قميصا للنادي؟
لا، فمنذ أن كنت صغيرا كنت أشاهد لقطات فيديو للنادي وكان لدي بعض الأعلام والرايات الخاصة بالنادي.
بالنسبة للقميص كان بوسعك طلبه من صايفي الذي كان مدلّل “الشناوة“.
(يضحك) نعم، أعرف أنه كان مدلّلهم.