عاد المغرب ليسابق الجزائر على التسلح ومنافسة القوة العسكرية الجزائرية من خلال الاهتمام الذي أبدته بشراء أسلحة روسية متطورة مؤخرا، من بينها طائرات مقاتلة من طراز (Sukhoi-34)، وهي طائرات حديثة قاذفة، بالإضافة إلى الغواصة الحربية (Amur-1650). وحسب تقرير صحفي نشره الموقع الإخباري الإسباني "Infodefensa.com" نقلا عن اليومية الروسية "Izvestia"التي استقت معلوماتها عن مصادر الصناعة العسكرية الروسية، يهدف المغرب من خلال ذلك إلى خلق توازن عسكري مع الجزائر ومكافحة الإرهاب فضلا عن تأمين الملاحة على مستوى مضيق جبل طارق الذي أصبح يكتسي أهمية استراتيجية على الصعيد العالمي ومنقطة تنافس بين القوتين الأعظم الولاياتالمتحدةوروسيا الاتحادية.
وحسب ذات التقرير فإن اهتمام المغرب ودخوله في مفاوضات مع الجانب الروسي لاقتناء هذه الأسلحة جاء بعد أن أثبتت هذه الطائرات فعاليتها في غارات قامت بها بسوريا السنة الماضية ضد تنظيم "داعش"، وهو ما أكدته أيضا وكالة Tass التي أوردت بدورها نفس الخبر، مشيرة إلى أن بعض الدول العربية مثل الأردن وسلطنة عمان ربما تكون ضمن الدول التي ستحصل عليها.
وحسب موقع "Infodefensa.com" فإن المغرب أبدى رغبته في الحصول على أسلحة متقدمة من أجل مواجهة الإرهاب، إلا أن بعض الخبراء أكدوا حسب نفس المصدر أن المغرب يمكنه بواسطة هذا النوع من الأسلحة تحقيق توازن عسكري في مواجهة الجزائر، بالنظر لحالة التوتر التي تطبع العلاقات بين البلدين بسبب قضية الصحراء.
وذكر الموقع في هذا السياق بأن الجزائر سبق لها أن اقتنت ومنذ مدة طويلة معدات عسكرية متقدمة من روسيا، خاصة غواصات وطائرات مقاتلة من نوع ساخوي.
في حين نقلت Izvestia عن الخبير الروسي المختص في الدراسات الإفريقية Nikolai Sukhov، قوله إن (Sukhoi-34) يمكن أن يستخدمها المغرب في مهمات دقيقة للغاية كالعمليات في الصحراء، أما الغواصة Amur-1650 التي جرى الحديث عنها منذ عدة شهور، فالمغرب باقنائها يمكنه، حسب ذات المصدر، أن يحقق توازنا مع الجزائر التي تتوفر على أسطول من هذا النوع من الغواصات والتي لا يتوفر عليه المغرب.
ويشار إلى أن التجهيزات العسكرية الروسية المصدرة للجزائر متنوعة وتخص القوات البرية والجوية والبحرية، حسب ما تؤكده وكالة "تاس"، ومن أهمها الدبابة القتالية الشهيرة "تي. 90 أس أي"، التي تسلم الجيش الشعبي الوطني 67 نسخة منها شهر جويلية الماضي، في إطار صفقة أبرمت عام 2014 وتتضمن تصدير 200 دبابة من هذا النوع، وبحسب نفس التقرير ستتسلم الجزائر طائرات عمودية هجومية من نوع "أم أي- 28 أن إي"، ومروحيات للنقل التكتيكي الثقيل صنف "أم آي 26 تي2" روسية صنع، قائلا بأن صفقة 2014 تتضمن تعهدا روسيا بتسليم الطلبية نهاية 2017، وأن القوات الجزائرية تبدي اهتماما كبيرا باقتناء نوع جديد من الدبابات القتالية هو"تي 14"، زيادة على ترقب تصدير غواصتين صنف "بروجيت- 636 إي" خلال العام 2018. ليلى عمران