تسببت كمية الأمطار الغزيرة المتساقطة بالولايات الشمالية والداخلية في العديد من الخسائر البشرية والمادية على مدار ال 12 ساعة الماضية، حيث سجلت مصالح الحماية المدنية وفاة 5 أشخاص غرقا بمياه الوديان التي جرفتهم، إلى جانب تضرر عدد من الهياكل والمساكن التي اجتاحتها المياه وانجراف التربة ببعض المناطق، ناهيك عن غرق بعض الطريق الولائية بالعاصمة وعدد من الولايات الأخرى. وفي هذا الشأن، حذر الديوان الوطني للأرصاد الجوية من استمرار الاضطراب الجوي (تساقط أمطار غزيرة) على 13 ولاية خلال 24 ساعة القادمة، حيث أوضحت نشرية خاصة أن الاضطراب يمس كل من الشلف، تيبازة، عين الدفلى، تسمسيلت، المدية، البليدة، العاصمة، البويرة، بومرداس، تيزي وزو، بحيث ستتعدى كمية الأمطار المتوقعة 60 ملم، فيما ستعرف كل من بجاية وجيجل، وسطيف، تساقط كمية معتبرة من الأمطار حيث ستصل إلى 40 ملم. هذا وأكد مسؤول المركز العملياتي لتسيير ومتابعة التقلبات الجوية حسان قاسيمي بأن التقلبات الجوية الاستثنائية خلال 24 ساعة الأخيرة تسببت في وفاة خمسة أشخاص منهم أربعة جرفتهم الوديان، فيما لقت الضحية الخامسة حتفها غرقا في نفق وسط الجزائر العاصمة، مسجلا أن التقلبات الجوية التي صاحبها سقوط كميات هامة من الثلوج في المناطق ذات التضاريس الوعرة تطلبت 2241 تدخل من قبل مصالح الحماية المدنية مدعمة بعناصر الجيش الوطني الشعبي، وقد تم في هذا الإطار فتح 115طريق للتواصل وتقديم يد العون للأشخاص المحاصرين. هذا ولم يقدم مسؤول المركز العملياتي لتسيير ومتابعة التقلبات الجوية أرقاما خاصة بعدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم بسبب الظروف التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالتقلبات المناخية القاسية كأولئك الذين لقوا حتفهم بسبب الاختناقات بأحادي غاز الكربون أو في حوادث المرور وقال إنها تصنف في خانات أخرى بعيدا عن هكذا ظروف. وإلى ذلك، تسببت الأمطار التي تساقطت على العاصمة في اليومين الأخيرين بغلق الطريق السيار شرق غرب الرباط بين العاصمة والبليدة، حيث اجتاحت مياه الأمطار الطريق وتسببا في فيضانات دون تسجيل أي خسائر مادية أو بشرية. كما عرفت ولاية المدية كارثة مادية بحي الرمالي أين أدى انجراف التربة إلى ردم عدد من السيارات النفعية التي كانت متوقفة تلك الليلة هناك، دون تسجيل خسائر بشرية، وشهد في نفس اليوم حي تمزيقيدة فيضانات كبيرة أدت إلى غرق الكثير من البيوت الواقعة بالحي وانقطاع الكهرباء على الساعة الخامسة صباحا، حيث أكد الأهالي أنهم استيقظوا على هذه الحالة المزرية وسارعوا لإخراج المياه من منازلهم بمساعدة رجال الحماية المدنية والسلطات العمومية التي سارعت بنجدة الأهالي. المشهد لم يكن بعيدا عن جامعة السانيا بولاية وهران، حيث أغرقت الأمطار المتساقطة بغزارة الحرم الجامعي صبيحة أمس وعزلت الطلبة مما جعلهم يقررون الدخول في إضراب شامل. نسرين مومن