بوغالي يؤكد من القاهرة على أهمية الاستثمار في تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي    ستينية المحكمة العليا: إجماع على أهمية الرقمنة وتبادل الخبرات للارتقاء بالعمل القضائي    جيدو /البطولة الافريقية فردي- اكابر : الجزائر تضيف ثلاث ميداليات الي رصيدها    أهمية مركزية لمسار عصرنة قطاع البنوك وتفعيل دور البورصة في الاقتصاد الوطني    حملة لتحصيلها وتمويل مشاريع تحسين التزود: أزيد من 260 مليار دينار ديون سونلغاز قسنطينة وعلي منجلي    محسن يتكفل بتموين مستشفى علي منجلي بخزان للأوكسيجين بقسنطينة    مراد: الحركة الجزئية الأخيرة في سلك الولاة تهدف إلى توفير الظروف الملائمة لإضفاء ديناميكية جديدة    تخصيص 10 مليار دج لتعزيز السلامة والأمن بالمطارات    حوادث المرور: وفاة 16 شخصا وإصابة 527 آخرين بجروح خلال 48 ساعة الأخيرة    البليدة.. توقيف شخصين وحجز كمية معتبرة من الكيف المعالج والمؤثرات العقلية    برج بوعريريج : فتح أكثر من 500 كلم المسالك الغابية عبر مختلف البلديات    جسدت التلاحم بين الجزائريين وحب الوطن: إحياء الذكرى 66 لمعركة سوق أهراس الكبرى    ندوة وطنية في الأيام المقبلة لضبط العمليات المرتبطة بامتحاني التعليم المتوسط والبكالوريا    العدوان الصهيوني على غزة: ثلاثة شهداء جراء قصف الاحتلال لمنزلين في مخيمي البريج والنصيرات    النشاطات الطلابية.. خبرة.. مهارة.. اتصال وتعاون    الطبعة الأولى لمهرجان الجزائر للرياضات: مضمار الرياضات الحضرية يستقطب الشباب في باب الزوار    غزة: احتجاجات في جامعات أوروبية تنديدا بالعدوان الصهيوني    نسرين مقداد تثني على المواقف الثابتة للجزائر    نحو إعادة مسح الأراضي عبر الوطن    استعان بخمسة محامين للطعن في قرار الكاف: رئيس الفاف حلّ بلوزان وأودع شكوى لدى "التاس"    بطولة الرابطة الثانية: كوكبة المهدّدين بالسقوط على صفيح ساخن    بحضور 35 ألف مناصر: التعادل يحسم قمة النمرة والموب    بهدف تخفيف حدة الطلب على السكن: مشروع قانون جديد لتنظيم وترقية سوق الإيجار    42 ألف مسجل للحصول على بطاقة المقاول الذاتي    لقاء تونس ليس موجهاً ضد أيّ طرف    الجزائر كندا.. 60 عاماً من العلاقات المميّزة    القوة العسكرية الخيار الرئيس للدّفاع عن الأرض    توقيف 3 أشخاص بصدد إضرام النيران    تفاعل كبير مع ضيوف مهرجان الفيلم المتوسطي بعنابة : بن مهيدي يصنع الحدث و غزة حاضرة    ندوة ثقافية إيطالية بعنوان : "130 سنة من السينما الإيطالية بعيون النقاد"    مهرجان الفيلم المتوسطي بعنابة: الفيلم الفلسطيني القصير "سوكرانيا 59" يثير مشاعر الجمهور    شهد إقبالا واسعا من مختلف الفئات العمرية: فلسطين ضيفة شرف المهرجان الوطني للفلك الجماهيري بقسنطينة    رئيس لجنة "ذاكرة العالم" في منظمة اليونسكو أحمد بن زليخة: رقمنة التراث ضرورية لمواجهة هيمنة الغرب التكنولوجية    مدرب مولودية الجزائر يعتنق الإسلام    تجاوز عددها 140 مقبرة : جيش الاحتلال دفن مئات الشهداء في مقابر جماعية بغزة    منظمة الصحة العالمية ترصد إفراطا في استخدام المضادات الحيوية بين مرضى "كوفيد-19"    السيد بلمهدي يلتقي ممثلي المجلس الوطني المستقل للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف    الرابطة الأولى: وفاق سطيف يتعثر في بسكرة وفوز ثمين للبيض وعريض للساورة    الكشافة الإسلامية الجزائرية تنظم اللقاء الوطني الأول لصناع المحتوى الكشفي    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن مرافقة الدولة لفئة كبار السن    حج 2024 : استئناف اليوم الجمعة عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    تحسين الخدمات البريدية وتقوية شبكة الأنترنيت في المناطق المعزولة    اللقاء الثلاثي المغاربي كان ناجحا    على السوريين تجاوز خلافاتهم والشروع في مسار سياسي بنّاء    استغلال المرجان الأحمر بداية من السداسي الثاني    نتائج مشجعة في الخدمات المالية والتغطية البنكية    ميلان يفتح رسميا أبواب الرحيل أمام بن ناصر    بن سماعين يطالب بالتفكير في مباريات البطولة قبل نهائي الكأس    4 أندية أوروبية مهتمة بالتعاقد مع عمورة    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    "توقفوا عن قتل الأطفال في غزة"    ضرورة وضع مخطط لإخلاء التحف أمام الكوارث الطبيعية    قصص إنسانية ملهمة    هذا آخر أجل لاستصدار تأشيرات الحج    مدرب مولودية الجزائر باتريس يسلم    حج 2024 :استئناف اليوم الجمعة عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    أعمال تجلب لك محبة الله تعالى    دروس من قصة نبي الله أيوب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من يوقف التبذير في عز التقشف.. !!
نشر في الحوار يوم 06 - 06 - 2017


– أكثر من 3 ملايين خبزة ترمى يوميا
– غياب الثقافة الاستهلاكية زاد من حدة تفاقم الظاهرة
الجزائري لا يستطيع كبح شهيته في شهر رمضان
– انتشار قنوات الطبخ وراء انتشار التبذير
تعود السلوكات السلبية ومشهد إسراف الجزائريين في الأطعمة إلى الواجهة مع حلول شهر رمضان المبارك من كل سنة، ورغم أن هذا الشهر الفضيل يحمل في طيات أيامه التقوى والرحمة وغيرها من الخصال التي يجب أن يتحلى بها المسلم، إلا أن الكثير من الجزائريين يبالغون في اقتناء مختلف الأطعمة والمشروبات والحلويات وكذا الخبز بأنواعه في هذا الشهر بخلاف باقي شهور السنة، في الوقت الذي لم تجد فيه بعض الأسر ثمن شراء كيس واحد من الحليب، والغريب في الأمر أن نسبة كبيرة من هذه الأغذية تعرض للإتلاف والرمي في حاويات القمامة ما يتسبب بطريقة غير مباشرة في رفع فاتورة استيراد الحبوب بنوعيها الصلبة منها واللينة، إلى جانب باقي المواد الغذائية التي عجزت الدولة عن إنتاجها في ظل الركوض الاقتصادي الذي تمر به.
وفي ظل غياب الثقافة الاستهلاكية بالمجتمع الجزائري، المشهد لا يقتصر على الأسر ميسورة الحال فقط، بل يشمل حتى محدودة الدخل التي تلجأ إلى الاقتراض للتفنن في تنويع مائدة رمضان بأطباق متنوعة، مصيرها صناديق القمامة.
* أطنان من المأكولات في حاويات القمامة
كانت ل "الحوار" جولة بشوارع العاصمة التي برزت فيها مظاهر التبذير من خلال أكوام الخبز الموجودة أمام النفايات، بالإضافة إلى مختلف الوجبات الرمضانية المرمية في حاويات القمامة، التي تفضل الكثير من ربات البيوت رميها على وضعها في المجمد واستعمالها في اليوم الثاني، كما تقربت "الحوار" من بعض المواطنين في شوارع الجزائر العاصمة، ورصدت آراءهم حول ظاهرة التبذير، حيث لمسنا تضاربا في الآراء فمنهم من يرجع ذلك إلى قلة القناعة، ويرى بعضهم أن الجزائري معروف بشهيته الزائدة خلال شهر رمضان مع تنوع أشكال الخبز والوجبات، ومنهم أرجعها إلى نقص التنسيق داخل أفراد الأسرة الواحدة وغيرها من الأسباب.
غياب التنسيق بين أفراد الأسرة من أسباب تفشي ظاهرة التبذير
وقد أكدت الأمر إحدى المواطنات التي قالت إنها طيلة شهر رمضان تحضر عددا كبيرا من الأطباق بطلب من زوجها وأولادها وتتفنن في تنويع مائدة الفطور إلا أن عائلتها لا تتمكن من تناولها، وأضافت "مع آذان المغرب الكل يتجه إلى استهلاك المشروبات بمختلف أنواعها، أما الأطباق التي أعددتها فيستهلك منها جزء صغير فقط، أضطر إلى رمي المتبقي، وإعداد أطباق أخرى في اليوم الموالي".
من جهته يرى الشاب سامي، أن ظاهرة التبذير في الشهر الفضيل ظاهرة غريبة عن تعاليم ديننا الحنيف، حيث أرجع هذا السلوك للثقافة التي يكتسبها الفرد داخل المجتمع، إذ لا يعي المواطن نتائجها على المستوى القريب أين تترتب عنها عدة نتائج سلبية فيما يخص الجانب الاقتصادي للبلد، متسائلا: كيف لا تستطيع عائلة متكونة من خمسة أشخاص موازنة قيمة مشترياتها في اليوم الواحد لتذهب كل تلك الأطباق المتبقية لحاويات القمامة، ويضيف سامي: "الحمد لله التعاليم الدينية والدنيوية التي تلقيناها من الوالدين أقرت بعدم التبذير وهذا انطلاقا من تعاليم الدين الإسلامي فنحن عائلة صغيرة متكونة من سبعة أشخاص لهذا أجد مجال التبذير منعدما تماما، فمثلا أنا عن نفسي أرى أن شراء مادة واحدة بأنواع وأصناف مختلفة تبذير، ما يهمني هو أن أشتري ما يلزم العائلة ويكفي حاجتها في ذلك اليوم، وبعد يرحمها المولى عز وجل برحمته".
وقالت سهام، إن الجزائري يؤكد مطلع كل شهر رمضان أنه مبذر ومن الدرجة الأولى فالإقبال على اقتناء مواد غذائية معينة وبكميات كبيرة ليس منطقيا ويدعو في كثير من الأحيان إلى التعجب خاصة وأن حملات التحسيس ضد التبذير تتكرر سنة بعد أخرى إلا أنه لا حياة لمن تنادي، ورغم ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الأخرى إلا أن الخبز يبقى يتصدر قائمة المواد الأكثر تبذيرا في هذا الشهر الفضيل، لتضيف بالقول: "كثيرا ما تصادفنا الصور المؤسفة لعملية الرمي العشوائي لهذه المواد والحل يبقى في يد الأسرة التي من المفروض أن تضبط مشترياتها من هذه المادة الضرورية حتى لا نقع في فخ التبذير وإثم رمي الخبز في مكبات النفايات، أما في البيت فنحاول ألا نكرر المشاهد التي نراها يوميا للخبز المرمي فقليل من التدبير سيمنع تكرار هذه المشاهد، أما بالنسبة لباقي المواد الاستهلاكية الأخرى فالتبضع يكون حسب حاجة المطبخ، وكل هذا يرجع بالنسبة لي لحسن التدبير خاصة إذا اعتمدنا على شخص واحد يقوم بمهة التسوق في رأيي".
الإسراف لا يتوافق مع سلوكيات رمضان
وتأسفت ربة البيت سامية، على مشاهد التبذير المتكررة، والتي تحولت –حسبها- إلى سمة سلبية تميز الشهر الكريم، وأضافت "برأيي أن الجزائريين بحاجة إلى التذكير دائما بأن الإسراف لا يتوافق مع سلوكيات رمضان لسبب بيّن أن المبذرين هم إخوان الشياطين، إلا أن الوحم الرمضاني يحكم الكثيرين منا في نهار رمضان، فترتفع نسبة الاستهلاك لمختلف السلع الغذائية، الخبز بأنواعه والحلويات التي تزين سهرات رمضان بأنواعها، طواجن بأذواق مختلفة، لا يستهلك منها إلا القليل، ومن الأمور الملفتة للانتباه في مجتمعنا، أننا نجد المواطن يشتكي دائما من غلاء الأسعار، وبالمقابل تشير التقارير إلى أن نسب التبذير التي يعكسها حجم القمامة تصل إلى ذروتها في رمضان"، كما أكدت أن الحلول المتاحة لتجنب التبذير هو مشاركة الإفطار مع آخرين من عابري السبيل أو المحتاجين، خاصة مع تواجد المهاجرين الأفارقة في كل الأحياء، وتضيف: "أنا كأغلب الصائمين، أنجرف في الأيام الأولى من رمضان نحو المبالغة في الاستهلاك، لكني لا ألبث أن أتراجع بعد أسبوع واحد، وذلك بعد أن أحتار في كيفية التصرف مع كميات الأكل المتبقية، لكن الأكيد أنني لا أرميها أبدا في القمامة، بل أتصدق بها لأي صائم، وما سهل الأمر وجود إخواننا المهاجرين الأفارقة في كل الأحياء، لكن المشكلة في زوجي، لأنه يشتري ما يشتري أصدقاءه أو ما وقعت عليه عيناه دون التفكير فيما إذا كان سيستهلكه أم لا، أو بالأحرى هو يتوقع وهو صائم أنه سيستهلكه، إلا أن الواقع أننا نستهلك ربع ما نقتنيه، والحمد لله الذي هدانا إلى مشاركة آخرين في مائدتنا، لما في ذلك من زيادة للأجر وتجنب لإثم التبذير".
من جانبه يسعى عز الدين إلى ترشيد نفقاته في هذا الشهر الفضيل، حيث قال: "أعكف دائما على الاتصال بالوالدة من أجل استشارتها قبل دخول السوق حتى لا أشتري "أي شيء"، فقد تعلمنا كثيرا من التجارب السابقة، إذ في أحيان كثيرة كان يقوم فردان أو ثلاثة من العائلة بشراء نفس المواد الغذائية، خاصة "قلب اللوز" والمشروبات والعصائر، لتبقى مخزنة في الثلاجة لأيام دون استهلاكها، الحمد لله هذه الممارسات أصبحت من الماضي بفضل التواصل بين العائلة، أما النقطة الوحيدة التي لم نتمكن من السيطرة عليها فهي عدم استهلاك كل الأطباق التي يتم تحضيرها خلال الإفطار، إذ وبمجرد تناول "الشربة" و"البوراك" تجد نفسك غير قادر على مواصلة الأكل، وقلما نعود لتناولها في السهرة أو السحور، خاصة في هذه الفترة التي تتميز بالحرارة والتي تجعل من الماء الطبق المفضل".
—————————————
* رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الطاهر بولنوار:
رفع الدعم على المنتجات وتوجيهه إلى المواطن
أكد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الطاهر بولنوار أن نقص الثقافة الاستهلاكية من أكبر العوامل التي تساعد على تفاقم ظاهرة تبذير المواد الغذائية خاصة في الشهر الفضيل.
وكشف الطاهر بولنوار في اتصال مع "الحوار"، عن الكميات الكبيرة من الأغذية التي ترمى في المزابل، والتي قدرت بما يقارب ال20 بالمائة، منها 3 ملايين خبزة يوميا، حيث يخصص الجزائري 42 بالمائة من مدخوله الشهري في شراء مختلف المواد الغذائية سنويا، أما بخصوص رمضان فالنسبة بلغت ال 60 بالمائة، مؤكدا أن نسبة التبذير في الجزائر جد مرتفعة مقارنة بالبلدان المجاورة.
وفي ذات السياق، قال رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، إن المواد الاستهلاكية المدعمة، هي الأكثر عرضة للتبذير، داعيا الحكومة إلى وضع آليات جديدة وتغيير سياسة الدعم وتوجيهها مباشرة إلى المواطن البسيط، بدل دعم المنتجات بهدف الحد من هذه الظاهرة. وحذر الطاهر بولنوار من خطورة تفاقم ظاهرة التبذير، حيث أرجع ارتفاع الأسعار إلى الطلب المتزايد على المواد الاستهلاكية خاصة في شهر رمضان.
وعن ثقافة الاستهلاك، شدد ذات المتحدث على ضرورة تكثيف حملات التوعية والعمل على نشر ثقافة الاستهلاك عبر المساجد، والمدارس، ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى دور جمعية حماية المستهلك في التوعية لترشيد الاستهلاك، وغيرها من الجهات المختصة.
———————————-
الأمين العام للاتحاد الوطني للتجار والحرفيين الجزائريين صالح صويلح:
يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة لتثقيف المستهلك
من جهته، أبدى الأمين العام للاتحاد الوطني للتجار والحرفيين الجزائريين صالح صويلح، رأيه في ظاهرة التبذير خاصة في شهر رمضان، حيث أرجعها إلى الاستهلاك المفرط في المواد الغذائية، وشهية المواطن الجزائري التي لا يستطيع كبحها أمام التنوع الكبير في أشكال وأنواع مختلف المواد الغذائية خاصة الخبز، بالإضافة إلى تنوع مداخيل الأسرة الواحدة ونقص الثقافة الاستهلاكية.
وشدد صالح صويلح في حديث ل "الحوار"، على ضرورة تسطير برنامج سنوي للحد من ظاهرة التبذير، على مدار أيام السنة وخاصة في شهر رمضان الكريم، حارصا على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتثقيف المستهلك وتوعيته على أهمية ترشيد الاستهلاك خاصة في المواد المدعمة، مضيفا أن جمعية حماية المستهلك لها دور كبير في إرشاد الاستهلاك، لاسيما فيما يتعلق بالخبز وبقية المواد المدعمة التي تخصص لها الحكومة غلافا ماليا مهما كل سنة لترمى في المزابل.
——————————————
إمام المسجد الكبير علي عية:
التبذير حرام .. وانتشار قنوات الطبخ زاد من حدة الظاهرة
يرى إمام المسجد الكبير علي عية، أن التبذير محرم في الإسلام، كما أن رمي النعم التي رزقنا بها الله محرم خاصة في شهر رمضان الذي فرض ليؤدب ويكبح الشهوات ويعلم المسلم كيف يسير في الدنيا والآخرة، مستدلا بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ). وقال فضيلة الشيخ علي عية في اتصال مع "الحوار"، إن ربة البيت الجزائرية تعمد إلى تزيين الموائد بأنواع مختلفة من الوجبات، وتتمسك في رمضان بعادة تحضير عدد كبير من الأطباق بالرغم من أن أفراد الأسرة لا يستهلكون إلا القليل منها، وأغلبها يرمى في القمامة لعدم تمكن العائلة من تناولها، لتعيد تحضير أطباق أخرى في اليوم التالي.وأكد علي عية، أن رمضان فرصة وحكمة ليشعر الغني بحال الفقير وكيف أنه يعاني الجوع والحاجة فيدعوه ذلك إلى الإحسان إليه ودفع حاجة أخيه، وهذا من جملة التقوى للإحساس بالفقراء والمساكين والتقرب منهم خاصة في القرى والمداشر والمناطق النائية، التي لا تجد بعض أسرها ثمن شراء كيس حليب واحد.
وأرجع إمام المسجد الكبير تفاقم ظاهرة التبذير وانتشارها في المجتمع الجزائري بشكل مرعب إلى انتشار القنوات التلفزيونية الخاصة بالطبخ، ومحاولة ربة البيت الجزائرية تقليد كل ما يبث في هذه القنوات من وصفات متنوعة، مشددا أن ما يبذر من الأطباق والحلويات مخالف للدين الإسلامي ولحكمة الصيام لأن ديننا الحنيف حث على الإنفاق المعتدل لقوله تعالى: "إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا"، وأن المبذر مذموم في الإسلام لقوله تعالى: "يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"، وأضاف أن الإسراف هو تجاوز الحد وهو فساد وطغيان، مؤكدا على أن الإسلام حث على الاقتصاد في الأكل والشرب، كما نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإفراط في تناول الطعام لمنح الراحة للجسم بترك نصيب للتنفس والأكل والشرب لقوله صلى الله عليه وسلم "فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ"، كما أنه لا يجوز كثرة الأكل لأنها تذهب الفطنة، بالإضافة إلى الأمراض والتكاسل عن أداء الصلاة في شهر رمضان الكريم، مستدلا بقوله صلى الله عليه وسلم "لكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معي واحد". وفي السياق ذاته، شدد إمام الجامع الكبير على دور الأئمة والمساجد في نشر التوعية والإرشاد والتحذير من مخاطر التبذير، مؤكدا أن الغاية من الصيام هي الحرص على طاعة الله والفوز برضاه في الدنيا والآخرة، وليس ملء البطون والتفاخر ونسيان الفقراء والمساكين.
* رئيس المجلس الوطني للأئمة جمال غول:
رمضان محطة إيمانية يجب الابتعاد فيه عن جميع مظاهر التبذير
قال رئيس المجلس الوطني للأئمة جمال غول، إن الإسراف والتبذير في الدين الإسلامي من المحرمات لقوله تعالى: "إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا"، مؤكدا أن هذا السلوك منافٍ لقيم الدين الإسلامي لما فيه من مضرة، بالإضافة إلى أنه يرفع البركة على الرزق ويؤثر على الجانب الاقتصادي.
وأضاف جمال غول في حديث مع "الحوار"، أن شهر رمضان المبارك محطة إيمانية وصحية يجب أن نبتعد فيها عن جميع مظاهر التكلف والتبذير، مشددا على ضرورة نشر التوعية وثقافة الاستهلاك من خلال الحملات التحسيسية، وتكثيف المواعظ والخطب في المساجد، بالإضافة إلى التفكير بعد دراسات برفع الدعم عن بعض المواد الغذائية كآخر علاج للحد من هذه الظاهرة.
———————————-
الناشط في جمعية حماية المستهلك سمير كسوري:
الخوف من نقص الكمية وارتفاع الأسعار وراء مشكل التبذير
قال الناشط في جمعية حماية المستهلك سمير كسوري، إن ظاهرة التبذير لها خلفية سابقة، كون المواطن الجزائري تعود على "العولة" كنمط لاقتناء مختلف حاجياته، خوفا من نقص كمية المواد الاستهلاكية وعدم استقرار الأسعار، مضيفا أن هذه العادة ينتج عنها تكديس كميات كبيرة من المواد الغذائية المقتناة للاستهلاك، ما يجعلها عرضة للتلف وبالتالي ترمى في المزابل.
وأكد سمير كسوري في حديث ل "لحوار"، أن هناك أسباب كثيرة ساهمت في انتشار هذه الظاهرة، على غرار غياب التنسيق داخل الأسرة الواحدة في اقتناء المواد الاستهلاكية خاصة في شهر رمضان المبارك، بالإضافة إلى تأثر الصائم بمختلف المنتجات المعروضة وعدم قدرته على كبح شهيته، وكذا نوعية المنتوج التي غالبا ما تكون رديئة وتساهم في إتلاف المنتج في مدة زمنية قصيرة، وبالتالي يصبح غير صالح للاستهلاك ومصيره الرمي في المزابل.
واعتبر الناشط في جمعية حماية المستهلك، مادة الخبز من أكثر المواد الاستهلاكية المعرضة للتبذير والرمي، كون أغلب العائلات تعتمد عليها كمادة أساسية، بالإضافة إلى كونها مادة مدعمة وسعرها في متناول الجميع.
وأكد ذات المتحدث، أن الاقتناء العشوائي للمواد الاستهلاكية ينعكس سلبا على الميزانية الشهرية للأفراد، مما يؤخر بعض الأولويات كدفع فاتورة الغاز والكهرباء وغيرها من الأعباء المنزلية، وهذا ما يخلق –حسبه- ما يسمى باللاتوازن في الدخل مما يجبر صاحبه على الاستدانة.
وفي السياق، شدد المتحدث على ضرورة التنسيق بين مختلف أفراد الأسرة في اقتناء حاجياتهم الغذائية خاصة في شهر رمضان الكريم، وأن يعي المستهلك المقادير الحقيقية لكل منتوج يستهلكه، بالإضافة إلى ضرورة الفصل بين مختلف أعباء المنزل، وتقديم الأولويات على حسب القدرة الشرائية، كما حرص الناشط في جمعية حقوق المستهلك على ضرورة نشر التوعية وترشيد الاستهلاك.
————————————–
* رئيس اللجنة الوطنية للخبازين عامر أعمر:
30 مليون خبزة ترمى في القمامة
قال رئيس اللجنة الوطنية للخبازين عامر أعمر، إن المتجول في شوارع العاصمة يلاحظ أن ظاهرة التبذير تناقصت بشكل كبير هذا العام، حيث شهد شهر رمضان لهذه السنة تراجعا محسوسا في ظاهرة التبذير على خلاف السنوات الماضية في المواد ذات الاستهلاك الواسع بالدرجة الأولى خصوصا الخبز، وأرجع هذا التناقص إلى الوضع الاقتصادي الصعب ما جعل الجزائري مستهلكا أكثر عقلانية كما أصبح يميل أكثر للتقشف والاقتصاد. وكشف عامر عمر في اتصال مع "الحوار"، على أن ما يقارب 30 مليون خبزة رميت في القمامة رمضان الفارط، مضيفا أن العدد تناقص بنسبة 50 بالمائة هذا العام بسبب تراجع القدرة الشرائية للمواطن. وشدد ذات المتحدث على ضرورة ترشيد الاستهلاك ونشر التوعية داخل الأسر الجزائرية بهدف الحد من تفاقم سلوك التبذير خاصة في الشهر الفضيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.