أحيت ولاية تيسمسيلت أمس السبت الذكرى ال 64 لمعركة "باب البكوش" التاريخية ببلدية لرجام، بحضور والي ولاية تيسمسيلت عباس بداوي, وجمع غفير من المجاهدين والمواطنين. القادمين من الولايات المجاورة مراسيم إحياء الذكرى كانت بمقبرة الشهداء "باب البكوش" القابعة بإحدى الشعاب الغابية ببلدية لرجام حيث يرقد 1.242 شهيدا من مختلف مناطق الوطن استشهدوا في معركة لاتزال ترعب من يسمع تفاصلها ، تميز الحفل برفع العلم الوطني والاستماع إلى النشيد الوطني من أداء رجال الخدمة الوطنية مع وضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء للتذكير وحسب شهود عيان فإن أسباب اندلاع هذه المعركة التاريخية هو قيام عدة فيالق من قوات الجيش الاستعماري والمقدر عددها آنذاك بحوالي 8 آلاف جندي، أغلبهم من المظليين، تعززهم الطائرات المقاتلة والعمودية متجهة نحو منطقة "باب البكوش" المعروفة بتضاريسها الوعرة, للقيام بعملية تمشيط ومسح للمنطقة التي كانت مركز عبور وتدريب لجيش التحرير الوطني. وقام الجيش الفرنسي خلال عملية التمشيط بمحاصرة المنطقة يوم 28 مايو من سنة 1958, مستعملا طائرات من نوع "الجاقوار" وطائرات الاستكشاف والطائرات السريعة المقنبلة وطائرات الهليكوبتر والتي كانت تقلع من المراكز الاستراتيجية القريبة والبعيدة على غرار منطقة شلف. ونتيجة لهذا الحصار المضروب على المنطقة فان الكتيبة "الكريمية" للولاية الرابعة التاريخية, التي شاركت في هذه المعركة بقيادة المجاهد سي اعمر مصباح, قامت بوضع خطة محكمة لتشتيت قوات الجيش الفرنسي وذلك بضرب عدة مراكز للمستعمر ببرج بونعامة وبعلاش وسيدي عابد ولرجام وكذا مركز تملاحت, بغية فك الحصار عن الجهة مما أرغم القوات الاستعمارية على الانهزام والانسحاب من المعركة. وتكبد الجيش الفرنسي خلال هذه المعركة خسائر كبيرة في صفوفه بلغت 600 قتيل من بينهم 33 ضابطا إضافة إلى إسقاط طائرتين من نوع "جاغوار" بينما سقط في ميدان الشرف في صفوف جيش التحرير الوطني 360 شهيد من الفصائل المتواجدة بمنطقة "باب البكوش", على رأسهم قائد الكتيبة "الكريمية" الشهيد سي أعمر واستشهاد 240 من المدنيين اغلبهم من الشيوخ والأطفال والنساء.