أسعار البنزين تضع الجزائر ثالثة بعد السعودية وفنزويلا

السلطات تحاول إيجاد البدائل

أفادت مصادر مطلعة بأن مسألة مراجعة أسعار البنزين في الجزائر باتت قائمة بالنسبة للسلطات العمومية، إلا أنها لم تتجسد لعدة اعتبارات، خاصة في ظل غياب البدائل وضعف شبكات النقل. ولايزال الملف مطروحا دون أن يتخذ قرار رسمي بشأنه، خاصة أن التقارير الدولية تؤكد أن البنزين الجزائري من بين الأرخص دوليا، حاليا. يأتي هذا التوجه في سياق التقارير الدولية التي أكدت على تصنيف الجزائر ضمن الدول الثلاث الأولى عالميا التي تعتمد أسعارا متدنية لمختلف أصناف البنزين والوقود، وشكاوى المتعاملين بضعف الهوامش التي لم تتغير، وتفكير السلطات العمومية في إيجاد بدائل فعلية تساهم في التخفيف من الازدحام المروري والاستهلاك المتزايد للوقود، خاصة منه المازوت الذي تستورد منه الجزائر كميات تتراوح ما بين 1.5 ومليوني طن.
وصنف تقرير هيئة فرنسية متخصصة في الوساطة التجارية، الجزائر في المرتبة الثالثة بعد المملكة العربية السعودية وفنزويلا، ويقدر معدل أسعار البنزين في الجزائر ب0.22 أورو، مقابل 0.13 أورو للمازوت، بينما تأتي المملكة السعودية في المرتبة الأولى عالميا ب0.12 أورو و0.06 أورو للبنزين والمازوت، بينما يصل سعر البنزين في فنزويلا إلى 0.12 أورو والمازوت 0.06 أورو.
ويفيد الخبراء بأن الجزائر على عكس الدولتين الأوليين تعاني من اختلالات كبيرة في شبكات النقل وعجز في توفير البدائل التي تتيح عدم استخدام السيارات، مع بلوغ الحظيرة أكثر من 7 ملايين مركبة وبزيادة سنوية تتراوح ما بين 400 و550 ألف سيارة جديدة، حيث لا توفر وسائل النقل التي تبقى متأخرة جدا البديل الأمثل، ومن ثم يتوقع هؤلاء الخبراء أن تظل الجزائر تعاني من إشكال غياب البدائل إلى غاية 2020 على أقل تقدير، في حال استكمال المشاريع المتأخرة والمعطلة أو التي لم تنطلق بعد. وحاولت الجزائر، خاصة في فترة وزير الطاقة شكيب خليل، إحداث تغيير جوهري في نمط الاستهلاك للمواد البترولية واقتراح زيادة سعر المازوت لتوقيف الاستيراد والاستهلاك وتشجيع استهلاك غاز البروبان المميع والغاز الطبيعي وقود، لكن النتائج ظلت محتشمة، فيما قوبلت مقترحات الوزير، آنذاك، بالرفض من قبل البرلمان.
وتواجه الجزائر معضلة حقيقية مع زيادة حاجيات سوق المواد البترولية ومشتقات البترول، ويبلغ حجم استهلاك الوقود بمختلف أنواعه في الجزائر حوالي 14 مليون طن، منها قرابة 11 مليون طن للوقود، 2,5 مليون للبنزين، تتضمن حوالي 250 ألف طن فقط من البنزين دون رصاص، وأكثر من 7 ملايين مازوت و350 ألف غاز بروبان مميع وقود، وكمية قليلة جدا من الغاز الطبيعي المميع وقود.