تعرف السياحة الثقافية بوهران وتيرة متصاعدة، من خلال اهتمام السياح الوافدين على مدينة ”ايفري” العريقة بزيارة المواقع والمعالم الأثرية، خاصة موقعي حصن سانتا كروز وقصر الباي، رغم افتقاد مصالح السياحة لاستراتيجية واضحة المعالم وغياب دليل للمواقع الأثرية لسنة 2015، يتضمن مسارات ثقافية وعدم الاكتفاء بسياحة الاصطياف على الشواطئ فقط. تكتفي السلطات المحلية في نهاية كل موسم اصطياف، بتقديم أرقام حول عدد السياح المتوافدين على الولاية، بالاعتماد على إحصاءات مختلف مصالح الأمن، دون أن يكون لمديرية السياحة والصناعات التقليدية دور في العملية، بتقديم تفاصيل إضافية حول تركيبة السياح مقيمين أو أجانب، وعدد زوار المواقع الأثرية والتاريخية، من أجل وضع استراتيجية سياحية مستقبلية، خاصة مع ترشح مدينة وهران لتنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط لسنة 2021 ومنافسة مدينة صفاقص التونسية، ما يطرح تساؤلا حول نسبة السياح الذين قاموا بزيارة المواقع الأثرية بوهران خلال الموسم السياحي الجاري.
كشف أورابح ماسينيسا، مسؤول ديوان تسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية بوهران، في تصريح ل”الخبر”، أن ”موقع حصن سانتا كروز يشهد يوميا توافد ما بين 400 إلى 500 سائح لزيارة الموقع التاريخي، رفقة دليل سياحي مقابل 60 دج، لمعرفة تاريخ المدينة، خاصة من طرف أبناء الجالية الجزائرية في الخارج”. واعتبر أن عدد زوار المعلم مرشح للارتفاع إذا قامت السلطات المعنية بتهيئة الطريق المؤدي للحصن بغلاف مالي بسيط، لتفادي وقوع حوادث سقوط للسياح بسبب الأحجار الكبيرة. وأكد محدثنا أن ”قصر الباي بوشلاغم المتواجد بالقرب من ساحة أول نوفمبر، يعتبر أيضا وجهة سياحية مفضلة ونقترح للسياح مسارا عبر 25 موقعا مسيرا من طرف الديوان”. وفي غالب الأحيان، يتعذر على عمال الديوان النزول عند رغبات بعض السياح الراغبين في زيارة كهوف وقرى ما قبل التاريخ بمختلف مناطق وهران، بسبب انعدام التهيئة والطرقات المؤدية إليها أو وقوع البعض منها وسط الأحياء القصديرية.
كما يطالب البعض بتوفير خط نقل على غرار ما كان معمولا به خلال الحقبة الاستعمارية، لنقل السياح عبر مسار ينطلق من مدينة وهران باتجاه أرزيو، وزيارة المعلم الروماني ”بورتيس ماغنيس” غير المستغل من طرف السلطات المحلية. يبقى المؤسف في الأمر هو إهمال وكالات السياحة لهذه الثروة الهائلة، وعدم إدراجها ضمن عروضها السياحية للأجانب وأبناء الجالية الذين يتوافدون بقوة على مدينة وهران. تجدر الإشارة إلى نشاط بعض الجمعيات المحلية على غرار ”الأفق الجميل” وجمعية ”نوماد” التي تقوم بتنظيم زيارات للمواقع الأثرية بطريقة منتظمة على مدار السنة.
