الأمن يحقق في منشورات تدعو ل"تصفية" مسؤولين بغرداية

يحقق أمن دائرة متليلي في غرداية، في صحة منشورات يجري إرسالها من طرف مجموعة مجهولين تطلق على نفسها تسمية “أحرار شباب متليلي”، إلى مسؤولين محليين في قطاعات مختلفة عن طريق البريد العادي، تهدد بتصفيتهم. وخضع عدد من المسؤولين، على رأسهم رئيس بلدية متليلي، إلى سماع أقوالهم في التحقيق.
تتضمن منشورات هذه المجموعة شعار “الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية”، مثل المنشورات الرسمية، وهي العبارة التي ترد في كافة منشوراتها، لإعطاء انطباع بأن كاتبها “إداري” معتاد على تحرير الرسائل الإدارية. ويقدم هؤلاء أنفسهم، وفق أحد المنشورات: “نحن أحرار شباب البلدية (متليلي) لقد اجتمعنا وحكمنا عليهم والحكم سينفذ قريبا، في حالة ما إذا السلطات الأمنية لم تفعل شيئا، وقد بلغنا لكل عضو منهم الحكم عن طريق البريد”.

تابعونا على صفحة "الخبر" في "غوغل+"

وفي المنشور ذاته، يظهر تلقي ثمانية مسؤولين محليين في بلدية متليلي رسائل التهديد ب”التصفية”، ينتمون إلى قطاعات الولاية والصحة. وتحاول هذه “المجموعة المجهولة” تبرير أفعالها بإلصاق تهم الفساد لهؤلاء المسؤولين، فتذكر: “تلاحظون أن أعضاء هذه العصابة (يعني المسؤولين الثمانية) لا علاقة لهم بمكافحة الفساد، وإنما همهم الوحيد هو إشعال الفتن والحقد الشديد على مواطني هذه البلدية”.

وتخشى مصالح الأمن التي تحقق في هذه المنشورات، أن تساهم في إشعال الفتنة من جديد بين الإباضية والمالكية، خصوصا وأن هذه “المجموعة السرية” تقول في منشورها: “وعليه إلى كل من تصله هذه الرسالة التحرك بسرعة لكي لا نكون ضحكة لبني مزاب، وتصبح إطاراتنا ومسؤولونا الشرفاء ونساؤنا عرضة للقذف والتشهير بدون وجه حق، كما نطالب السيد رئيس البلدية (أي متليلي) بطردهم منها”.

وفي منشور ثان وصل إلى أحد المسؤولين المحليين، كتب فيه: “تجريح مسؤولي وشرفاء الشعانبة حرام، تجريح علماء الشعانبة حرام، قذف الشعانبة حرام.. وعليه فقد حكمت عليك محكمة أحرار شباب متليلي الشعانبة والحكم يبقى سرا وسينفذ قريبا، وبأنك ستبكي كثيرا وزوجتك ستبكي كثيرا وأولادك سيبكون كثيرا”. وفتح أمن دائرة متليلي تحقيقا واسعا خضع فيه، حسب مصدر موثوق فيه، بعض المسؤولين المحليين المهددين بالمنشورات، إلى سماع أقوالهم. وقد شمل التحقيق رئيس بلدية متليلي، طرباغو علي، الذي سمع المحققون لأقواله لثلاث ساعات كاملة، بحكم أن المنشورات دعته إلى طرد أولئك المسؤولين من مناصب عملهم. وذكر مصدرنا أن التحقيق متواصل ويجري استدعاء كافة المعنيين بالتهديدات تباعا، كما استعان المحققون بكاميرا فيديو مراكز البريد لتحديد هوية مرسل تلك المنشورات، بحكم أنها كانت ترسل عن طريق البريد العادي.