خرجت المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالعبادلة، 90 كلم جنوب ولاية بشار، عن الروتين المعهود في تكريم العمال المتقاعدين، وقرّرت على إثر ذلك الخروج إلى الهواء الطلق؛ وتنظيم هذا الحفل الذي حزّت إجراءات ترتيبه ومراسيمه في نفوس المكرمين والحضور. خرج الجميع إلى "حمادة الخملية" في المدخل الشمالي لمدينة العبادلة، أين تقرر تنظيم هذا الحفل، الذي رسم مشهدا جميلا، لتكريم 26 عامل وعاملة من أبناء الجزائر العميقة وأبناء البسطاء، الذين لم يكن يتوقعوا أن تقوم مؤسستهم برسم هذه الخاتمة الجميلة في مسارهم المهني، سيما وأن ما تعود عليه الموظفون من تكريم هو حفلات عادية تقام داخل أسوار هذه المؤسسات، وأحيانا قد تستمر لدقائق، إلا أن ما حدث بحمادة الخملية؛ كان خلاف ذلك، حيث استمرت مراسيم الحفل لساعات، وسط جو ربيعي متميز. واستشعر المكرمون للحظات خلال مراسيم الحفل أنهم من طينة الكبار، وهذا لأن "خرجة الحمادة" تعد حكرا على ميسوري الحال، وباتت اليوم مصنفة من البروتوكولات الهامة، التي يرتبها المسؤولون رجال المال والأعمال بولاية بشار للراحة، إلا أن المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالعبادلة صنعت التميّز، وقرّرت تحسيس هؤلاء وأغلبهم من عمال الحراسة والنظافة، إلى جانب عدد من الإداريين والممرضين البسطاء أنهم كبار كذلك، سيما وأن معظمهم حفر ذكريات طيبة بحسن خلقهم وتواضعه في نفوس المواطنين. وعرف مراسيم الحفل حضور السلطات المحلية من بينهم رئيس المجلس الشعبي الولائي، مدير الصحة، رئيس الدائرة، ورؤساء البلديات بدائرة العبادلة، الذين شاركوا هؤلاء البسطاء حفلهم المتميز هذا. من جهة أخرى كشف السيد لودي بن علي مدير المؤسسة أن الحفل سادت فيه البهجة والسرور في نفوس العمال المكرمين، وكذا روح التضامن والأخوة بين القائمين على إنجاح هذا الحدث، وهم من موظفي المؤسسة الذين قرروا تنظيم حفل متميز، يتناسب وقيمة هؤلاء العمال، رغم بساطتهم.
