يعيش بيت وداد تلمسان وكل الوسط الرياضي على وقع الصدمة الكبيرة التي خلّفتها قضية اختطاف شقيق إلياس سيدهم والعثور عليه جثة هامدة بضواحي مدينة الرمشي، لتكون بذلك مدينة ندرومة قبلة الجميع من مسيّرين، الطاقمين الفني و الطبي إلى جانب اللاعبين سهرة أوّل أمس، لتقديم التعازي و مواساة اللاعب و أسرته في هذه المحنة العصيبة التي ألمّت به مند نهاية الأسبوع وبالتحديد مند يوم الخميس، لكن لم يتمالك الجميع أنفسهم و قد بكوا بحرقة كبيرة من شدة تأثّرهم من الوضعية التي كان عليها أفراد الأسرة الكبيرة والمقرّبين و بدرجة أكبر لاعب الوداد الذي كان يُريد مواصلة نجاحاته في عالم كرة القدم لتقديم الدعم المالي و المعنوي لشقيقه الأكبر سيدي محمد (29 سنة) غير أن قضاء الله وقدره حال دون ذلك. حالة توتّر قصوى ولا حديث إلاّ أن هذه الحادثة هذا و عرف الفريق حالة توتر قصوى ازدادت حدّتها بعد صدور خبر الوفاة، و هو ما جعل الحديث ينحصر حول الحادثة التي منعت زملاء القائد أنور بوجقجي من الحفاظ على تركيزهم على التدريبات المتواصلة تحسبا لمباراة الداربي أمام الجار مولودية وهران لهذا السبت ولذلك حاول الطاقم الفني بقيادة المدرب عبد القادر عمراني بدل مجهودات أكبر للحفاظ على توازن المجموعة. علما أنه كان من أشد المتأثرين بالواقعة، خصوصا و أنه كان يعوّل إلياس سيدهم كثيرا بعد استنفاده للعقوبة الآلية بدليل ما صرّح به في وقت سابق عقب نهاية حصة استئناف الأسبوع الفارط»التحضيرات تجري في ظروف عادية و النقطة الإيجابية أني سأستعيد سيدهم في لقاء «الداربي» في انتظار بورحلي»، لكن الظروف حالت دون ذلك وسيغيب اللاعب بصفة رسمية. حملة تضامنية انطلقت من مدينة ندرومة نظرا للمكانة التي يحتلّها سيدهم و شقيقه في قلوب أبناء ندرومة و خارجها، عرفت المدينة حملة تضامنية انطلقت فور سماع نبأ الاختطاف، حسب ما أكّده ل»الخبر الرياضي» أحد زملائه السابقين في المدرسة قائلا:» بعد ساعات قليلة من سماعنا خبر اختطاف سيدي محمد سيدهم بادر الجميع هنا بندرومة للبحث عنه في كل مكان و ظلوا يبحثون عن آثاره لكن دون جدوى إلى أن بلغنا عثور مصالح الأمن عنه، صراحة الأمر مُفجع للغاية و لا يمكن وصف الحادثة لقد آلمنا كثيرا وفاته وليس أمامنا إلاّ الدعاء له وللعائلة بالصبر»، وبهذه المعطيات و أخرى، تبيّن أن الجميع سواء بمدينة ندرومة ومختلف أنحاء تلمسان عاشت على وقت الفاجعة التي خلّفتها عصابة المجرمين هذه و التي تمّ إلقاء القبض عنها سهرة الأحد من طرف رجال الأمن الذين لم يهدأ لهم بال مند يوم الخميس. اللاعبون يُريدون الفوز من أجله في لقاء الداربي و أمام هذا الوضع العصيب، لم يجد زملائه في النادي سوى التأكيد و الإجماع على تحقيق الفوز في لقاء الداربي أمام المولودية و إهدائه إياه و لعائلته للتخفيف من معاناته ومواساته من بعيد و قريب، حسب ما ورد لنا من رئيس الفرع لكحل حنافي، الذي كان حاضرا هو الآخر بمقر سكنا الفقيد» نحن في حالة نفسية منهارة جدا، حيث تنقلنا أمس كلنا من مسيّرين، طاقم فني، جهاز طبي و لاعبين لمواساة سيدهم لأن الفاجعة آلمتنا كثيرا، صراحة أنا شخصيا لم أتمالك نفسي وبكيت عندما رأيت الحالة التي كانت عليها أسرة سيدهم ونفس الشيء بالنسبة لباقي الحضور، لقد قّدّمنا تعازينا الخالصة و أعود وأقول أن أسرة الوداد على وقع الفاجعة»، ليضيف قائلا:» اللاعبون فقدوا كل تركيزهم غير أنهم أكّدوا بصريح العبارة بأنهم سيحقّقون الفوز على المولودية وإهدائه إياه و للعائلة». مباراة المولوية ستُلعب بشارات سوداء في ذات السياق، ستُجرى مباراة الداربي هذه المرّة على وقع الحزن و الأسى خلافا لما كان منتظرا فعله و تحويل المواجهة التقليدية إلى عرس كروي حقيقي، حيث ستقام دقيقة صمت على روح الضحية كما ستدخل تشكيلة الوداد بشارات سوداء كما جاء على لسان رئيس الفرع» سنقف دقيقة ترحّم على روح شقيق سيدهم و سيدخل اللاعبون بالشارات السوداء لأننا في حداد»، و عليه فإن المباراة ستكون ذات طبع غير اعتيادي.