للمرة الثانية على التوالي استضافت إثيوبيا «الكان» في ظرف ست سنوات، وشهدت إفريقيا في تلك الحقبة استقلال العديد من الدول ومن بينها الجزائر مما سمح لها بالمشاركة في التصفيات التي عرفت دخول دول جديدة في نسخة 68 وتم لأول مرة رفع عدد الدول المشاركة في النهائيات من ست إلى ثمان، وعاد لقب النسخة السادسة للكونغو كينشاسا(الكونغو الديمقراطية حاليا وقبلها الزائير) وعرفت الدورة ارتفاع معدل التهديف ، بحيث سجل 53 هدفا في 16 مقابلة وأحرز الإيفواري لوران بوكو لقب هداف الدورة بتسجيله ستة أهداف كاملة. التصفيات لم تحمل مفاجأة كبيرة.. والخضر لأول مرة بامتياز عرفت تصفيات دورة إثيوبيا دخول منتخبات جديدة لأول مرة وهي الجزائر، الطوغو، فولتا العليا، الكاميرون، ليبيا، جزر موريس وتنزانيا وكانت وقتها التصفيات غير منتظمة فكانت هناك مجموعات بنظام البطولة المصغرة في حين هناك منتخبات لعبت مقابلات مباشرة والخاسر فيها يقصى، وفي المجموعة الثانية تأهلت الجزائر لأول مرة بامتياز على حساب مالي و فولتا العليا (بوركينا حاليا) بعد أن تمكن رفقاء لالماس من حصد جميع النقاط. حرب 67 تحرم الفراعنة من المشاركة قبل انطلاق التصفيات، كان المنتخب المصري المرشح الأول لاجتياز التصفيات بسهولة والفوز باللقب بالنظر للترسانة التي كان يملكها وفي الدور الثاني التصفوي الحاسم تقابل رفقاء أبوجريشة مع منتخب أوغندا ولعب لقاء الذهاب في كامبالا وعاد للمصريين بهدف دون رد سجله محمود بكر(يعمل معلق حاليا) أما لقاء العودة فقد تزامن مع اندلاع حرب جويلية 67 والتي عرفت أيضا بالنكسة وانسحب المنتخب المصري وعاد التأهل بالغياب لأوغندا بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى خارج المنافسة. النهائيات تلقى اهتماما إعلاميا واسعا و «أديس أبابا» و «أسمرة» قبلة الأفارقة بعد انتهاء التصفيات تم تقسيم المنتخبات الثمانية المشاركة إلى مجموعتين مجموعة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ومجموعة في أسمرة وأوقعت القرعة أصحاب الأرض في مجموعة أديس أبابا رفقة منتخبنا الوطني الجزائري و كوت ديفوار وأوغندا في حين ضمت مجموعة أسمرة كل من كونغو (ك) والسينغال والكونغو (ب) وغانا حاملة اللقب. إثيوبيا تهيمن على المجموعة الأولى والخضر عادوا بخفي حنين جرت المقابلة الافتتاحية للدورة يوم 12 جانفي 68 بين إثيوبيا وأوغندا وعاد الفوز للأثيوبيين 2-1 وفي نفس اليوم مني رفقاء لالماس بهزيمة نكراء 3-0 على يد فيلة كوت ديفوار وسجل بوكو هدفين، وفي الجولة الثانية انتفض المنتخب الجزائري وحقق أول فوز له في»الكان» بنتيجة عريضة 4-0 على حساب أوغندا وسجل لالماس «هاتريك» وكالام هدفا وفي المقابلة النارية الثانية فازت إثيوبيا بصعوبة على كوت ديفوار بهدف يتيم سجل قبل أربع دقائق من صافرة النهاية. وفي اليوم الثالث والأخير أكد الإثيوبيون قوتهم بعد فوزهم مجددا على الجزائر 3-1 وعكس ذلك أكد المنتخب الأوغندي أنه لا يستحق التواجد في النهائيات بعد تسجيله الهزيمة الثالثة على يد كوت ديفوار 2-1 وخرجوا دون رصيد وبالتالي تأهلت كل من إثيوبيا وكوت ديفوار إلى الدور نصف النهائي في حين اكتفى منتخبنا الوطني بالمركز الثالث في المجموعة والخروج من الدور الأول في أول مشاركة. غانا تتصدر مجموعة أسمرة والكونغو كينشاسا تتأهل بشق الأنفس في المجموعة التي استضافتها أسمرة (إريتريا حاليا)وفي أول لقاء، تجنب حامل اللقب المنتخب الغاني الهزيمة أمام السينغال قبل ثلاث دقائق من النهاية لينتهي اللقاء بالتعادل 2-2 وفي داربي ناري استقطب اهتماما كبيرا سحق منتخب الكونغو(ك) نظيره الكونغو (ب) بثلاثية دون رد، وفي الجولة الثانية انتفض الغانيون وفازوا 2-1 على فهود كينشاسا وفي نفس اليوم، أكد منتخب السينغال إن ما قدمه في أول لقاء ضد غانا لم يكن صدفة وفاز على الكونغو (ب) 2-1 وفي الجولة الأخيرة الحاسمة لم تجد غانا عناء في التأهل بعد فوزها السهل على الكونغو (ب) 3-1 وسجل أوسي يومها هدفين أما اللقاء المصيري فجمع الكونغو (ك)و السينغال وعاد الفوز للكونغوليين بهدفين لهدف وتأهلوا برفقة الغانيين. إثيوبيا تخيب آمال جماهيرها وتخرج من نصف النهائي على يد الفهود في نصف النهائي الأولى الذي لعب في العاصمة وسط جمهور غفير،جاء لتشجيع منتخب بلاده ضد الكونغو كينشاسا وكان يأمل في التأهل لكن سرعان ما اصطدم بالواقع بعد الدقيقة الثالثة بعد هدف الضيوف سجله كيدومو وقبل انقضاء الربع ساعة الأول أضاف الكونغوليون الهدف الثاني وسط حيرة الجميع قبل أن يعود أصحاب الأرض بقوة ويسجلوا هدفين من توقيع لوسيانو ومنغيستو وبقي التعادل إلى نهاية الوقت الرسمي وفي الوقت الإضافي وبالضبط في الدقيقة 100 أطلق مونغاموني رصاصة الرحمة وقضى على أحلام الإثيوبيين وأهل منتخبه للنهائي. غانا تتفوق على كوت ديفوار في مقابلة مثيرة في نصف النهائي الثاني في أسمرة الذي جمع بين غانا وكوت ديفوار،كان اللقاء مفتوحا واستعراضيا وانتهى الوقت الرسمي بالتعادل بثلاثية في كل شبكة وسجل لغانا مفوم و أودوا وسانداي وسجل للفيلة كل من بوكو (هدفين) وهنري بركلة جزاء وفي الوقت الإضافي وبعد أخذ ورد تمكن الغانيون من التأهل بعد الهدف القاتل الذي سجله مفوم لتتأهل غانا للمرة الثانية على التوالي للنهائي. الكونغو كينشاسا تحقق المفاجأة وتخطف اللقب من حامله اللقاء النهائي لعب يوم 21 جانفي في أديس أبابا وأدار اللقاء الحكم المصري الديبة وكانت التوقعات توحي باحتفاظ الغانيين بلقبهم نظرا للخبرة من جهة وأيضا لعلو كعبهم على الكونغوليين الذين فازوا عليهم في الدور الأول وكان اللقاء النهائي مفتوحا وتألق فيه حارسا الفريقين إلى غاية الدقيقة 66 حين تمكن المهاجم العملاق بيار كالالا من تسجيل الهدف الغالي الذي منح على إثره الفهود أول لقب في تاريخهم في ثاني مشاركة لهم بعد أن كانوا خارج الحسابات خصوصا بعد المشاركة المخيبة في تونس 65..وفي اللقاء الترتيبي فاز منتخب كوت ديفوار «ساحل العاج» على إثيوبيا بهدف يتيم,وعند العودة للكونغو نظم الماريشال موبوتو زعيم البلاد استقبالا خرافيا للأبطال.
