تمثل المسرحية "عويل الزمن المهزوم" الجزائر في مهرجان صور المسرحي الدولي بلبنان، المرتقب إجراؤه من 6 إلى 10 جوان الداخل، وإلى جانبها مشاركة عربية وأجنبية من مصر والعراق وليبيا والسعودية وفلسطين وسوريا وبريطانيا وإسبانيا وإيران ولبنان، وينظم التظاهرة مسرح إسطنبولي في مدينة صور الساحلية. وعرض "عويل الزمن المهزوم" للمخرج "إبراهيم رحمون" الذي تُوّج في 2014 بجائزة أحسن عرض متكامل في المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم، هو من إنتاج جمعية الناقوس للمسرح والسينما لمدينة الأغواط، تدور أحداثه بين أربع شخصيات ميتة، وتحاول إيجاد حلول لمشاكل وأوضاع الحياة بداية من الصراع، الخيانة، اللامبالاة والشك، لكنها لا تستطيع أن تغيّر من الواقع شيئا؛ لأنها كلما تحاول الخروج تصطدم بالقبر. ووسط هذا الصراع المشحون بين شخصيات العمل الرئيسة مع الزمن، ينبعث صوت امرأة رافقت طاقم العمل، وتسعى لبعث أمل الحياة؛ إذ تعود المسرحية إلى قرون مضت عبر صراعات كان أبطالها شخصيات معروفة انطلاقا من قابيل وهابيل، انتقالا إلى "زربا"، "سيفالوس" وغيرهما لإبراز قيمة الوقت في الحياة، طالما أن على الإنسان أن يتعلم الكثير قبل أن يمضي ويتعلم كيف يعيش، وكيف يموت. وقد أعلن مؤسس المهرجان الممثل والمخرج قاسم إسطنبولي، أن تظاهرة صور المسرحية ستكون تحية إلى المسرحي الراحل ريمون جبارة، وأنه رغم الصعوبات وغياب الدعم الحقيقي يشكل المهرجان حالة من حيث نوعية العروض والفرق المشاركة. أما الافتتاح فسيكون مع العرض المصري "زنقة الرجالة" من بطولة النجم المصري أحمد راتب. ويُعتبر هدف المهرجان دعم المسرحيين الشباب والأعمال المسرحية اللبنانية وطلاب الجامعات والعمل على تلاقي الحضارات والثقافات المختلفة وتأسيس حركة مسرحية حقيقية في مختلف المناطق اللبنانية، والتي يعمل على بلورتها في الجنوب فريق مسرح إسطنبولي من خلال المهرجانات والكرنفالات ومحترف "تيرو" للفنون، الذي يقوم بتدريب المسرح والسينما والفنون المختلفة مجاناً، كما يقوم بالعروض المسرحية في الشوارع والساحات العامة؛ مما يجعل مدينة صور عاصمة للمسرح بمهرجان فريد من نوعه في لبنان رغم مركزية بيروت الثقافية. ويأتي هذا الحدث بعد تأسيس "مسرح إسطنبولي" في مدينة صور، وإعادة ترميم وافتتاح سينما الحمرا بعد 30 عاماً من الغياب من قبل فريق إسطنبولي، وإقامة مهرجان صور المسرحي بدورته الأولى في جوان 2014، والذي شاركت فيه 12 دولة عربية وأوروبيّة، ليسجل بذلك أول مهرجان مسرحي في تاريخ مدينة صور والجنوب اللبناني. جدير بالذكر أن المسرحية الجزائرية "بخور عصري" للمخرج هارون الكيلاني وإنتاج مسرح الأغواط، قد نالت جائزة أحسن عرض متكامل في الدورة الأولى لمهرجان صور المسرحي.
