أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، أول أمس، أن الإمام الجزائري أصبح مطلوبا أكثر فأكثر في الخارج بسبب خطابه الوسطي المعتدل وتجربته النموذجية في محاربة التشدد، مضيفا أن هناك طلبات عليه في كل مرة لإمامة الجالية المسلمة هناك. في كلمة توجيهية تأطيرية لأكثر من 119 إماما منتدبا لأداء صلاة التراويح خلال شهر رمضان الفضيل في دول أوروبية، منهم 100 إمام إلى مسجد باريس بفرنسا و7 أئمة إلى ألمانيا والآخرين موزعين على كل من المجر وإسبانيا وإيطاليا وكندا، أوضح الوزير أنه، ضمن هذه القائمة التي ترشح لها أكثر من 1200 إمام واختير منهم 119، هناك سبعة أئمة من واد ميزاب بولاية غرداية لإمامة المواطنين من أصول جزائرية والذين يتبعون هذا المذهب، مضيفا أن مهمتهم تقتصر فقط على أداء صلاة التراويح في شهر رمضان وإلقاء الدروس الدينية الليلية وإقامة صلاة الجمعة. وأضاف السيد عيسى بأن تجربة إرسال أئمة إباضيين التي تعد الرابعة، قد لقيت استحسانا لدى الجاليات المسلمة في أوروبا، مضيفا بأن خطابهم الديني يعتبر امتدادا للخطاب الوطني الشمولي على العموم وليس خطابا دينيا مذهبيا. كما أرجع الوزير الطلبات المتتالية على الأئمة الجزائريين كذلك لطلبات الجيل الجديد من الشباب في أوروبا الذي أصبح لا يكتفي فقط بالقراءة العادية لكتاب الله، بل يبحث عن أحسن القراءات في علم التجويد واللحن ويبحث عن الأصوات الشجية في قراءة القرآن الكريم. في هذا الإطار، أوضح عيسى أن إدارته أصبحت تقوم بعدة امتحانات قبل انتداب أي إمام إلى الخارج وتبحث دائما على الخيرة منهم، لأنهم سيفتحون آفاقا جديدة أخرى لإخوانهم الأئمة الشباب. وأكد السيد عيسى للائمة بأن مهمتهم سياسية ووطنية، داعيا إياهم إلى الاندماج فيها مع المحافظة على سمعة الجزائر ورفع راية الوطن. كما أشار إلى أنه يستقبل وفود عدة دول من الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا وإفريقيا وحتى من دول الجوار، أبدوا استعدادهم للاستفادة من التجربة الجزائرية والمرجعية الوطنية الدينية وتبادل الزيارات للائمة والخبراء من أجل الاستفادة في محاربة الأفكار النحلية والطائفية والمذهبية والعنصرية.